عودة القلم ليزاحم (الجفجير)

كنت قد كتبت موضوعاً عن (مطعم شلال) في فرجينيا الذي تمتلكه عائلتنا وأعلنت قراري في صلب الموضوع أن أتفرغ إلى المطعم المذكور مع عائلتي في إدارته، ذلك القرار الذي ينتهي بي إلى أن أتمسّك بـ (الجفجير) وأترك القلم، غير أنّ الأمر لم يمضِ على سجيّته، حيث ما إن انتشر الخبر حتّى وصلني العديد من الإميلات والإتّصالات الهاتفيّة التي تطالبني بعدم الكف عن الكتابة والعدول عن مثل هذا القرار، وقد جاء في التبرير، أنّ الكتابة مسؤوليّة أخلاقيّة ووطنيّة، ويجب أن نستمر فيها لفضح القتلة والمجرمين والعملاء واللصوص الأذلّاء الذين يقفون ضدَّ العراق الجديد، وكان أشدّ المطالبات وقعاً في نفسي ذلك الذي وردني وتلقيته من قبل رجل دين كبير سرعان ما جعلني أتردّد إزاء إصراري على ترك الكتابة فأعود إليها، وهو الإتّصال الذي فاجأني به حيث قال لي بالحرف الواحد (حرام عليك ترك الكتابة) ثمّ أردف مؤكِّداً بالقول: (أنا بلغتك شرعاً وعليك أن تعلم أن الكتابات التي تكتبونها هي سيوف بتّارة مشرّعة بوجوه المجرمين والخونة ( والحراميه ) وأنا أحمّلك التبِعة بعد إبلاغك شرعيّاً لذا يتوجّب أن تتراجع عن قرارك وتعود إلى الكتابة من جديد).

وما أن اعتمل هذا التوجيه الشرعيّ في ضميري، حتّى وجدتني أمسك القلم والورقة، لأعود إلى عالَم الكلمة، لذلك قررت أن أكتب من جديد كلما سنحت لي الفرصة، لمراعاة المسؤوليّة التي يستوجبها عملي الرئيسي في إدارة المطعم، وسابقى أكتب كلما شعرت بأنّ هناك مواضيع مهمّة ورئيسيّة تستدعي المسارعة إلى إيفائها بما تستوجب، وقد صدق صديقي السيد محمد الصافي حين أرسل لي رسالة عبر البريد، موضِّحاً فيها: (إنّك لن تصمد أمام قرار ترك الكتابة)، وكذلك صديقي إسماعيل السوداني حيث قال لي: (لايمكن ولايحقّ لك ترك الكتابة، وخاصة عن تأريخ المناطق في العراق وتاريخ العوائل وماضيها وعن حارات بغداد القديمة، فلا تحرمنا من تلك الكتابات)، أمّا صديقي نزار حيدر فقال لي: (إنّ الجفجير والقلم لايختلفان فكلاهما فن وعمل وجهاد)،أما صديقي الدكتور مهدي الصندقجي فقال لي لاتترك الكتابه مهما كانت الاسباب ، وصديقي الدكتور رضا العطار تحدث معي أكثر من مره وهو يحثني عن العدول عن قراري ، كما لم يمرّ الخبر على صديقي أنور عبد الرحمن ( مدير موقع صوت العراق ) دون أن يقف عنده مليّاً فوعدني بزيارة المطعم ولكن بشرط أن أتراجع عن قراري، أمّا ابن عمي علي عطا الجبوري فقد بارك لي مشروع المطعم وإسهامتي في إدارته، لكنّه حثني على التراجع عن هجر الكتابة.كما أنني أعتذر عن ذكر العديد من الاسماء الكبيره والعزيزه على نفسي والتي أكدوا من خلال أتصالاتهم بي عن العدول عن قرار أعتزالي الكتابه



وبناءً على المسوّغات التي أوردتها، فإنّني أجد نفسي ملزَماً في أن أوافي الجميع بأن أكون عند حسن ظنّهم فأعلمهم بأنّي سأواصل الكتابة بين فترةٍ وأخرى كلما وجدت ضرورةً لذلك، تحياتي لجميع من اتّصل بي وحثني على أن يكون (الجفجير والقلم) متعاضدَين على تقديم المفيد للناس ويكون من خلالهما التعرّف والمحبة بين مختلف الناس النجباء الذين يعملون بشرف ويقفون مع الحق والعدل وأن يكون (جفجيري) بقوّة قلمي في التصدّي للرؤوس الباغية من البعثيين والدواعش الأذلّاء الذين لايرتضون إلّا العيش في الحفر.