من يشتم وطنه السابق ، لا بد أن يشتم وطنه اللاحق !!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شتم الأوطان عارٌ كبير لا يتقنه إلا العرب ، وخصوصاً العراقيون منهم للأسف ، ومن يدعي الثقافة منهم تحديدا ً !!! . بين حين وآخر يخرج علينا أحدهم ليشتم العراق !!! ، أو أهل العراق ، منتشياً لأنه صار هولندياً ، أو كندياً فئة الألف دولار !!! . أحدهم فعلها وكان الثمنُ كأساً من الويسكي الرخيص وعشاءاً في الخليج ... وآخر شتم العراق و وصف العراقيين بأنهم عجم ، ربما بوجبة كشري !!! ... وثالث وضع صورة لأمهات عراقيات نادبات ، حزينات ، ليشتمهن بأكثر الشتائم بذاءة وإنحطاطاً !!!. والغريب أنهم جميعاً من المحبطين والتافهين وشحاذي دول العالم ، فلم أسمع بناجحٍ شتم موطنه قط !!!!!! . الأوطان أيها التافهون كالأرحام !!!! ... والأرحام لا تُشتم ... إلا إذا كان الوليد الشاتم ، تافهاً ووضيعاً !!!!! . الأرحام لا تُحدد مَنْ مِنْ أبنائها سيكون عظيماً ، ومن سيكون وضيعاً ، ولا مسؤولية لها في تحديد مستقبلهم !!! . كلكم خارج العراق منذ عشرات السنين فماذا صنعتم ؟؟؟؟؟؟؟؟ . من منعكم من أن تكونوا من الناجحين الآن ، إذا كان العراق سبباً لفشلكم و خذلانكم ؟؟؟؟ . أنتم لا تشتمون العراق ... أنتم تشتمون فشلكم ، وبؤسكم ، وخيبتكم !!! . وسأصارحكم بحقيقة قد تجهلونها ، أو تتجاهلونها ... من يشتم وطنه السابق ، لا يصلح أن يكون مواطناً شريفاً في وطنه الجديد !!!!!! ... ولنسمع ألكسندر بوشكين ، و كلكم سمع بإسمه !!! .
درس في الوطنية وفي الأخلاق : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يقول أمير الشعراء الروس ألكسندر بوشكين : ( Of course, I despise my fatherland, but I feel annoyed when a foreigner shares with me this feeling ) وترجمتها للعربية تقول : مع أني قد أزدري وطن أجدادي ...لكنني أشعر بالإنزعاج حين يشاركني غريبٌ هذه المشاعر !!!!!!!!!!!!! . هذا هو الفرق بين النبيل الذكي والأحمق الوضيع ... النبيل قد يغضب من وطنه ، أو من أمه ، أو من أصدقائه ، لكنه لا يسمح لأحد أن يفعل مثله أو يشاركه هذه المشاعر ، فدون هذا خرط القتاد !!! . أما الوضيع ، فيضع شتائمه على صفحات التواصل الإجتماعي لكي يشاركه شتم الوطن أكبر عدد من التافهين أمثاله ، بإعجابهم أو بتعليقاتهم المنكرة !!! . هذا هو ببساطة الفرق بين السلوك السوي ، والسلوك المنحرف !!!! . ملاحظة : مع أن بوشكين كان عظيم الشعراء الروس ، وأميرهم ، ونبيلاً كبيراً من نبلاء البلاط القيصري ، إلا أنه من أصول أثيوبية بعيدة ، وهو بهذا يشبه أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كان ذو أصول كردية تركية ... والمقولة هنا عن وطن أجداده أثيوبيا ، لا عن وطنه ، ووطن آبائه الجديد روسيا ، وجئت بها لسببين لا يخفيان على لبيب !!! .
العراق والعجم : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ العراق وطن ٌ عمره 10 آلاف سنة ... وقد شاءت أقداره أن يتمتع بصفات لا يشبهه فيها بلد آخر ... فهو يتوسط عوالم مختلفة ، وعنصريات مختلفة ، وتطلعات مختلفة ، وقيم مختلفة أولاً ... ولهذا تجد فيه ، إضافةً لسكانه الأصلاء ، العربي الصحراوي وهو عراقي أيضاً ، و الفارسي أو الآذري وهو عراقي كذلك ، وفيه التركماني وهو عراقي مثلهما ... ثم أنه كان مركزاً للدولة الإسلامية لما يقرب من 600 سنة ، أو أقل بقليل ثانياً ، فقصده العلماء ، والمبدعون ، وطالبوا الرزق من جميع بلاد الدنيا وإستوطنوه ، وهم عراقيون أيضاً ...و نظراً لمركزه الديني فقد قصده طلبة العلم من جميع أصقاع المعمورة بعد ذلك وإستوطنوه ثالثاً ، وهم عراقيون أيضاً ... ولا أدري كيف أباح أحدهم لنفسه أن يصف غيره بالعجم ؟؟؟؟؟ ... خصوصا ً و أنه من عجم أوربا حالياً !!!... بل من عجمها الشحاذين ، لا العاملين مثل عجم العراق !!!! . حين يفتري أحدهم على العراقيين فريةً كهذه ، ويشتمهم بهذه الطريقة الوضيعة ، لا أستغرب ردود فعل هؤلاء العراقيين العجم أبداً !!! ... بل قليل كل ما يفعلونه والله ... وما يثير إستغرابي حقاً من يتهم هؤلاء بالنازية ، و مصادرة حرية الرأي ، لأنهم أعلنوا حرق كتب هذا البائس . لا أدري هل حرية الفكر ، وحرية الرأي ، والثقافة ، في مباركة شتم الناس ؟؟؟؟؟ ... و الرضا عن إتهامهم بوطنيتهم ؟؟؟ .. وأن تأخذنا الغيرة على الثقافة ، والحرية ، ونرفع عقيرتنا في الدفاع عنها ، حين يدافع العراقي عن وطنيته ، أو عن شرف أمه المزدراة ، أو عن مقدساته فقط ؟؟؟؟ . لا يؤلمني شتم العراق ، فللوضيع سقطاته ، ولا بد من واحدةٍ منها ، ندرك من خلالها حجم هذه السقطة !!!!. ولا أعترض على ردود أفعال الناس ، فكل شيءٍ يمكن تبريره ، حين تكون الخطايا كبيرة !!! . لكن ما يحيرني حقاً هم مدعوا الثقافة ، والغيرة ، والشرف ، وحرس الإنسانية ، الذين يتباكون على ردة الفعل ، ويضعون اللايكات على الشتائم !!!! . هؤلاء ، ومن يدافع عنهم ، ويعجب بشتائمهم ، لا يستحقون حتى بصقةً من فم النبيل ألكسندر بوشكين !!! .
وطن صح ... مواطنون غلط : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشرفاء حين يتحدثون عن الأوطان لا يسألون عن الربح والخسارة !!!! . الشحاذون فقط ، من يمدحون مكاناً يكثر فيه المحسنون ، ويذمون آخر يقلون فيه ... واللصوص فقط من يمدحون الأحياء التي يسكنها الأغنياء ، أوالأسواق التي تعج بالزبائن السذج ، ويذمون أحياء الفقراء ... أما الأوطان فليست هذه ولا تلك ، حين يكون المواطن شريفاً ، ولا يكون شحاذاً أو لصاً !!!! . الأوطان كالمباني الفارغة ، يمكنك أن تستخدمها معبداً ، أو ماخوراً !!! . وحين يكون ساكنوها من الحثالة فلن يحترمها أحد !!! . حين تجلس في أي محفل في العالم ، وتفرض نفسك بقوة ، سيَحترمُ الجميعُ وطنك !!!! ... وحين تُمتهَن لرخصك وتفاهتك ، فسَيُمتهَنُ ذلك الوطن !!!. حين يوشوش المتنبي في أذنيك قبل أن تبدأ حديثك في أي محفل : لا تتلكأ ، ولا تَصْغَرْ فإنني هنا ، سينظر إليك الناس بإحترام بالغ أينما حللت ، وتكون جديراً حينها بأن تكون عراقياً !!! . أما إذا كنت غير ذلك ، فما ذنب العراق ؟؟؟؟ . ولماذا تلوم قفصك السابق حين تكون غراباً لا صقراً ؟؟؟. لا يوجد وطنٌ جيد ، وآخر رديء ... بل يوجد مواطن ٌ نبيل ، وآخر وضيع !!!! . لن يهزموك أيها الوطن المبتلى بهم ، مثقفين ، وحكاماً ، ومتخاذلين ، فقدرك أن يتخلَّق في كل جيلٍ من أجيالك باطشٌ كجلجامش ، عادلٌ كحمورابي ، عظيم كالمتنبي ، وقدرك أيضاً ، أن يُذبَحَ فيك حسينٌ آخر ، أو يُصلبَ فيك حلاجٌ شهيد !!! .
ملاحظة : ــــــــــــــــــــــــــــ يشتم البعض وطنه ، لمجرد أن يجلس على مائدة أعداء هذا الوطن ، مقابل عشاء ٍ رخيص ، وخمرة أرخص ، وألف دولار ... ويشتم الآخر أمهات الناس ، بل يشتم الشرق برمته ، لأنه يعتقد أنه صار غربياً ، لأنهم يمنحونه مساعدة قدرها الف دولار ، ثمن أن يبعث الدفء في أراضٍ تغمرها الثلوج ، عسى أن يستولدونه أجيالاً تصلح لتعمير هذه البلدان ، دون أن يدرك لحمقه ونزقه أن اليابان جزءٌ من هذا الشرق ... وثالثٌ يصف العراقيين بالعجم ، لأنه لا أدري من أين !!! . لمن قد يعجب بهؤلاء كتبت هذا المقال ، وليس لهم ، فهؤلاء لا قيمة لهم عندي
|