امسلمك بيد الله يا دگمه

ذات نهار قرر محمد دگمة أن يعشق عروبة ابنة الرفيق خزعل (أبو عروبة)، وأبو عروبة هذا اكبر حزبي بالمنطقة ويحسب له الناس الف حساب. كانت عروبة حلوة و حمرة و مچكنمة وتلبس ملابس تختلف عما تلبسه بنات المنطقة المسكينات، بت رفيق بعد.
فاتحني يومها صديقي دگمة بالموضوع. قال بأنه قرر أن يهجر فطومة بنت الحارس ويعشق عروبة بنت الرفيق كخطوة أولى لدخول الحياة السياسيّة. سألته: حمودي، شلون راح تجيب عروبة للطريق؟ فأجاب: الخطة جاهزة يابو الزوز وما عليك سوى أن تثق بقدراتي التكتيكيّة في طرق العشق والغرام.. اوكي تفضّل سولف يَ رشدي أباظة، أجبته.
قال: اسمع عيني، باچر ناخذ الفريق ونسوّي تصفيات بشارع بيت ابو عروبة. انا راح اكون راس حربة وانتم لازم تخلّوني أگوّل كل خمس دقايق، و من أگوّل تهتفون باسمي، ذيچ الساعة راح تطلع عروبة وتحبّ البطل اللي هو انا.. ها شلونّي؟ گتله: لوز، خوش خطة، باچر ننفّذ.
في الغد كان الأمر كما رسمنا له، تجمّعنا امام بيت عروبة الساعة الثانية ظهراً وما هي الا لحظات حتى اشتغلت ماكنة الأهداف حسب الخطة. كان مرمى الخصم فارغاً والدفاع منشغلين يدخنون جگارة انطاهمياه محمد دگمة، لذلك كان محمد يصول ويجول وحده في الملعب. بعد نصف ساعة جاءت لحظة الحقيقة التي كنا بانتظارها. انفتح باب بيت أبي عروبة، فعَلتْ أصواتنا بالهتاف: دگمة دگمة دگمة. كنّا نريد بالهتافات صرف انتباه عروبة نحو البطل. لكن هيهات أن تتم خطة يرسمها دگمة فبدلاً من عروبة خرج ابوها الرفيق ابو عروبة. چان لابس فانيلة بيضة ام التعلاگة ولباس حبيشي طويل و بيده خشبة طويلة سمك ستة انج. اول ما شافه محمد دگمة صاح: كميـــــــــــــن اشردوا.
الكل هرب إلّاي. رجعت آخذ نعالاتي اللي چنت مسوّيهن گول، و اذا بمحمد دگمة الحقير يصيحني من بعيد: ولك دگمة اشرد، اجاك اجاك. كانت غايته أن يتملّص من المسائلة اللاحقة فتبرّأ حتى من كنيته (دگمة). ولسوء حظي تعثّرت وسقطت فأمسك بي الرفيق أبي عروبة وعينك ماتشوف الا النور. گال: اليوم اسويّك دگمة من صدگ، وصار يضرب و عروبة وأمها يصيحن من وره الباب حيل.
بصراحة كلما اتذكر هاي السالفة تخنگني العبرة لأن صديقي اللي رحت اساعده علمود يحظى بحبيبته نكت بيّ وسلّمني بيد الما يرحم. اكلت بيومها طن كتل والمصيبة من رجعت للبيت اكلت طن ثاني من يد الوالدة الله يحفظها لأن رجعتلها حافي.. باعتبار نعالي بقى بالأرض الحرام.

امسلمك_بيد_الله_يا_دگمة‬