إعترافات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الاخيرة لقناة العالم الايرانية، وما سبقها من ممارسات واعترافات..والحملة الصاخبة والمسعورة بين نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وجمال الكربولي ومهاترات مشعان الجبوري صاحب فضائية الكاولية مع المطلك هو الاخر وممارسات زعماء الميليشات في العراق من وجهة نظر ملايين العراقيين هي سببب كل ما حدث في العراق من انتكاسات وهزائم مريرة أمام داعش!! ويرى كثير من العراقيين ان تصريحات كهذه بين رموز السلطة فيما بينهم هي وصمة عار في جبين العراق ان يصل مستوى من يتحدثون بإسمه وأغلبهم يقود جيوشا ووزارات دولة وهم انفسهم من يقودون رساميل الفساد الكبيرة في هذا البلد ويهربون امواله وثرواته كل على طريقتهم الخاصة، وهم من اوصلوا العراق الى هذه الدرجة من الإنحطاط والتدهور، حتى سيطرت داعش على ثلث العراق واخضعته لسيطرتها بسبب وجود مثل هذه النماذج التي اصبحت مسخرة العراقيين وتندرهم كل يوم!! لاحظوا المهزلة كيف تجري سيناريوهاتها وفصولها الدامية في هذا البلد المغلوب على امره ..المالكي يشتري الطائرات العراقية المودعة في ايران منذ التسعينات ، أجل يشتريها من ايران مجددا لمقاتلة داعش باموال عراقية وطائرات اخرى عراقية ويقال انها من روسيا وهي طائرات عراقية هي الاخرى مودعة لدى ايران ودفعت اثمانها بدون ان يدري العراقيون لمن دفعت كل هذه الاموال وكيف، واين ذهبت المليارات التي دفعت اثمانا للطائرات العراقية الموجودة في ايران؟؟!!واسئلة كثيرة عن اجابات للمالكي انه كان يعرف بسقوط الموصل قبل سقوطها بأشهر ويعترف بأن الجيش في الموصل كان طائفيا وان لاوجود حقيقي لقادة الجيش ولمراتبه وافراده في وحداتهم وهو القائد العام للقوات المسلحة دون ان يضع حدا للتدهور المتسارع بوجه داعش واسقاطها لاربع محافظات عراقية دون قتال والمالكي يعترف بأن الموصل سقطت بدون قتال!! ومهاترات مشعان الجبوري هو الاخر من على فضائات دجلة وغيرها وهو صاحب فضائية الكاولية المعروفة التي تحولت الى فضائية لـ ( المقاومة العراقية ) ومن ثم الى الحملة المسعورة التي يشنها مشعان ضد صالح المطلك وحملة المطلك الجبوري وضد جمال الكربولي والسجال المرير بين فضائيتي دجلة العائدة للكربولي وفضائية البابلية العائدة للمطلك والحملات الدعائية الصاخبة بينهم في ظرف حساس ، تتقدم فيه داعش لتحتل اغلب مساحات محافظة الانبار وثلاث محافظات عراقية اخرى، ويشتد اوار الصراع بين المطلك والجبوري الى حد ( كسر العظم ) بين الرجلين، مستخدمين فضائيتهما والفضائيات المختلفة لشن مواجهات لم تتوقف منذ أشهر وربما لن تنتهي قبل ان تستكمل داعش احتلالها للعراق كاملا لاسمح الله!! وهل يعقل ان تسخر كل هذه الشخصيات امكاناتها التي استغلت مواقعها الوظيفية والبرلمانية لتنهب كل على هواه ، ويوجه كل واحد منهم الاتهامات بصفقات فساد كبيرة وتفضح حتى انتكاساتها وهزائمها المريرة على ايدي داعش من على منابرالفضائيات دون خجل او حياء ، وتستمر داعش في عملياتها التعرضية بهذه الطريقة الدراماتيكية التي تجري الان دون ان يضع احد حدا لتقدمها وتحقيقها مكاسب كبيرة في محافظة الانبار التي اصبح سقوطها بيد داعش بين قاب قوسين أو أدنى كما يقال!! ربما يعرف الكثيرون ان صالح المطلك قد يكون ضحية حملات استهدفته ، واخرون يحملونه مسؤولية ماجرى للنازحين وهم محقون في تحميله هذه المسؤولية لكن المطلك لايعرف حتى الدفاع عن نفسه وكان لقاءه في فضائية البغدادية اكثر من اوقعه في المهالك يوم لم يجلب معه ارقاما وحقائق عن لجنة النازحين وما قيل عن عمليات فساد كبيرة فيها ، وجاء الرجل الى القناة وكأنه يريد ( تعليلة ) في هذه الفضائية يقضي بها وقته وليس الدفاع بوجه اتهامات وجهت له!! ولا اعرف لماذ وجه المطلك سهام نقده ضد الكربولي صاحبه ومن تحالف معه لسنوات ، وما ان اختلفوا على الغنيمة كما يبدو حتى بدأت سحب الغيوم تتجمع وحدثت زوابع من الحملات الاعلامية الصاخبة أساءت الى الرجلين اكثر مما خدمتهما، ويفترض ان يعرفوا ان من يتم التشهير به في الاعلام سيتعرض الى ( تسقيط سياسي ) تستغله جهات اخرى للايقاع بينهما وكان لهذه الوسائل الاعلامية ما ارادت.. والطامة الكبيرة ان كلا من المطلك سخرا قناتيهما الفضائيتين الواحدة ضد الاخرى ليفتح كل منهما نار جهنم على الاخر!! اما مشعان الجبوري فالرجل معروف بمعاشرته للكاولية منذ السبعينات حتى أسس لها قناة فضائية بعد سقوط بغداد عام 2003 أسماها ( الزوراء ) وكانت القناة ( هز ورقص ) واستعراضات لفصول الكاولية لسنوات يعرفها القاصي والداني بفضل الامول التي نهبها مشعان من ايداعات صدام لديه وأموال الشعب العراقي يوم كان مقيما في الاردن في التسعينات وما بعدها يتاجر بأموال العراقيين سكائر وعمليات تهريب مختلفة..ومع الاحتلال اقام مشعان الجبوري فضائية للكاولية تحولت بعدها قناة الزوراء من ( هز ورقص ) وبقدرة قادر الى قناة لـ ( المقاومة العراقية ) بالرغم من ان الاخيرة بريئة منها!! ومن يتابع كل هذه المسخرة التي تجري فصولها بين برامج الفضائيات العراقية وما نسمع عن فصول مرعبة تنفذها الميليشيات في العراق مستمرة منذ سنوات وما زالت جرائمها البشعة تنفذ في وضح النهار تقتل وتسلب وتهدم بيوت ومساجد وتسرق مصارف وبنوك يشعر العراقي بالأسى والحسرة بل والقرف على المصير الملعون والأسود الذي اوصل مسؤولون عراقيون كبارا سمعتهم الى هذه الدرجة من السخرية والاستهزاء بين أفواه العراقيين، الذين يلعنون اقدارهم لأن ( شخصيات هزيلة ) كهذه هي من تحكمت بالمشهد العراقي منذ عشر سنوات واوصلت البلد الى هذه الحالة المأساوية التي هي عليها الان!! كان الله في عونكم على بلواكم ايها العراقيون، وكم تمزقت قلوبكم وأكلتها الحسرات يوم ضاع دم ابنائكم بين القبائل..وها هو العراق الجريح المبتلى بكل اشكال الاحتلالات وملايينه قد هجروا من ديارهم ظلما ويسكنون ملاجيء لاتقطنها حتى الحيوانات ، ومجازر ترتكب كل يوم..ومع هذا يصبر العراقيون على مصائب الدهر..وهذه ( مثلبة ) عليهم ان صبروا على الضيم، لأن العراقي إن تحركت غيرته وصحا ضميره وانتخى لكرامته سوف يسقط كل عروش الطاغوت ويلقيهم في مزابل التاريخ غير مأسوف عليهم والى جهنم وبئس المصير.
|