يوسف الصِدّيق وأزمة العراق الإقتصادية |
تذكرت وأنا أتابع حلقات المسلسل التأريخي (يوسف الصِدّيق) حال اقتصادنا ومانمرّ به من أزمة إقتصادية ومالية كبيرتين نتيجة سوء الإدارة الحكومية وعدم الاستعانة بذوي الإختصاص والخبرة من الكفاءات العلمية وفكرت بما وصلنا اليه من وضع متردي بالرغم من الخيراتالتي حبانا بها الله مع الإختلاف بين الحالتين, فما مرت به مصر في عهد سيدنا يوسف عليه السلام كانت تدبيراً إلهياً لتمكين نبي الله من نشر رسالته وتثبيت مكانته في نفوس الناس ليتمكن من نشر رسالة التوحيد, أما مايمر به العراق فهو من تدبير البشر’ فجميع مقومّات النجاح والإزدهار متوفرة في البلد ولكن الفساد وسوء الإدارة والتناحرات السياسية والكتلوية هو ما أوصلنا الى هذا الوضع المتردي. ما أريد قوله أن قصص القرآن الكريم قد وضعها الله سبحانه وتعالى لنأخذ منها العبر ونستنبط منها الدروس, فالمحنة الإقتصادية التي مرّت بها مصر كانت كبيرة جداً بجميع المقاييس وقد تجاوزها نبي الله يوسف عليه السلام بحنكة وتدبير عاليتين في إدارة الأزمة وذلك بقيامه بدراسة المشكلة بجميع تفاصيلها وقيامه بجمع قاعدة معلومات كاملة عن جميع أراضي مصر وعن السكان وتفاصيلهم وأعدادهم وأعمالهم وقام بالاستعانة بالكوادر المخلصة الثقاة في تنفيذ الخطط التي وضغها لتجاوز الأزمة وكانت النتيجة النجاح الباهر لتجربة إقتصادية سيبقى التأريخ يذكرها لحين قيام الساعة. ألمطلوب من حكومتنا أن تأخذ العبر والدروس من التجارب السابقة وأن تستعين بالكفاءات العلمية والأكاديمية في مجال الإقتصاد والمال من الشخصيات التكنوقراط ووضعهم في الحلقات الأساسية من المناصب القيادية والإقتصادية وإستبعاد أصحب الشهادات المزورة وأصحاب المصالح الحزبية والفئوية الضيقة ألتي لاتهمها مصلحة البلد بقدرماتهمها مصالحها الشخصية والحزبية, وإن هذه الخطوة لو تحققت فستضمن للحكومة الحصول على المشورة العلمية الصحيحة في جميع المشاكل الإقتصادية والمالية من اُناس ذوي خبرة علمية وأكاديمية لاتهمهم سوى مصلحة البلد ونجاح وإزدهار إقتصاده ولايعملون لمصلحة كتلة سياسية ولايخدمون أجندة دولة إقليمية, وستعمل هذه الكفاءات على إعانة الحكومة في إتخاذ القرارات السليمة ووضع الحلول الناجعة لتجاوز الأزمات الإقتصادية ألتي تعصف بالبلد . لعل خطوة السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي بتعيين الدكتور مظهر محمد صالح بمنصب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية تعتبر بادرة خير ولبنة أساسية للسير في الطريق الصحيح, فهذا الرجل عرفناه كفاءة علمية كبيرة في مجال الإقتصاد والمال ورجلاً وطنياً غيوراً عمل بكل جهده لخدمة البلد ولم يكّل ولم يتعب برغم المؤامرات الكثيرة ألتي حيكت ضده والتهم الباطلة التي وجهت اليه لكنه ظل يقاتل ويدافع عن بلده ويشخص الأخطاء بجرأة ويقدم المشورة المجانية لأصحاب القرار عبر وسائل الإعلام فتحية حب وتقدير لهذا الرجل الوطني الكريم. نصيحتي الى الدكتور العبادي أن يبحث عن أمثال هذا الرجل الوطني من الكفاءات العلمية المخلصة وهم كثير , ويحتضنهم الى جانبه ويستفاد من خبراتهم الطويلة ليتجاوز بهم هذه المحنة الإقتصادية الكبيرة التي تمر بها البلاد ولكي يضع الأسس السليمة لإقتصاد عراقي متين يقف قوياً صامداً أمام الصدمات مهما كان نوعها وحجمها. |