العراق تايمز: وكالات..
حاجي، اسم داعشي شاب كوردي عمره 19 عاما، وهو من أهالي اقليم كوردستان، تم ارساله بسيارة نقل محملة بالمتفجرات من قبل داعش في ناحية السعدية إلى قضاء كلار، ليفجر نفسه في قاعدة لقوات الآسايش، لكنه اعتقل في يوم التنفيذ قبل أن يفجر نفسه على أيدي عناصر الآسايش.
ويقول هذا الشاب إنه وصديقا له اتصلا بداعش عن طريق موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، وذهبا من منطقتهما إلى كركوك، ثم إلى الموصل مرورا بمخمور، من دون أن يتعرضا للمساءلة من أي قاعدة أو نقطة تفتيش عن وجهتهما. هذا الشاب محتجز الآن في سجن للآسايش، وقد تحدث لشبكة رووداو عن قصته.
رووداو: كيف اتصلت بداعش؟.
حاجي: عبر الفيسبوك.
رووداو: كان لديك حساب على الفيسبوك؟.
حاجي: كلا، كان حسابا لصديق لي.
رووداو: الصديق هو من منطقتك ذاتها؟.
حاجي: نعم.
رووداو: كيف تعرفت عليه؟.
حاجي: في المسجد.
رووداو: هل كان لديكما مدرس مشترك في المسجد أم تعرفتما على بعضكما البعض مباشرة؟.
حاجي: كان قرب منزلي، كنت أعرفه في السابق، لكنني تعرفت عليه أكثر في المسجد.
رووداو: ما الذي كنتما تتحدثان عنه في المسجد؟.
حاجي: الجهاد.
رووداو: ما معنى الجهاد؟.
حاجي: معناه تنفيذ أحكام القرآن بالجهاد.
رووداو: بالنسبة لي الجهاد هو منح الطعام للفقراء، ما هو الجهاد بالنسبة لك؟.
حاجي: هناك جهاد آخر، وجهاد القتال ايضا.
رووداو: ما هو جهاد القتال؟.
حاجي: هو الذي فعله الرسول.
رووداو: فعله الرسول تجاه من؟.
حاجي: تجاه الذين لم يحتكموا إلى القرآن.
رووداو: انت تقول إنك اتصلت عبر فيسبوك صديقك؟ كيف اجريتم الاتصال؟.
حاجي: انا لم أكن اعرف كيفية استخدام الفيسبوك، لكنه كان يعرف، وعن طريق الفيسبوك وجدنا الطريق، وذهبنا إلى هناك.
رووداو: كيف عثرتم على الطريق؟.
حاجي: عبر رقم هاتفي، ثم ذهبنا متسللين.
رووداو: لمن كان الرقم الهاتفي؟.
حاجي: شخص عربي.
رووداو: رقم الهاتف لأي دولة كان؟.
حاجي: العراق.
رووداو: إلى أين أبلغكم بالذهاب؟.
حاجي: قال تعالوا إلى كركوك.
رووداو: كيف وثقتم بأن ذلك العربي كان داعشيا؟.
حاجي: كان يجذب الناس عبر الفيسبوك.
رووداو: ذهبت مع صديقك؟.
حاجي: نعم.
رووداو: ألم يقل صديقك إلى أين إنكم ذاهبون؟.
حاجي: قال إننا ذاهبون إلى صفوف الدولة الاسلامية، ذهبنا بعد 26 يوما من السيطرة على الموصل.
رووداو: من أين سمعت بنبأ السيطرة على الموصل؟.
حاجي: التلفزيون.
رووداو: ماذا كان شعورك بتشكيل الدولة الاسلامية في الموصل؟.
حاجي: فرحت بأن يحكم القرآن المبارك.
رووداو: هل كنت تعتقد أن الدولة الاسلامية ستنفذ أحكام القرآن؟.
حاجي: نعم.
رووداو: وهل مازلت تعتقد ذلك؟.
حاجي: الدولة الاسلامية تنفذ حكم القرآن، لكنني لا اعلم الآن، لأني لا اعرف آخر الاخبار منذ ستة أيام.
رووداو: حينما وصلت كركوك، ما الذي رأيته، ماذا حدث؟.
حاجي: رأيت رجلا عربيا هناك، كان مسنا جدا، في مثل سنك، لكنه كان ضعيفا جدا لم يكن سمينا مثلك.
رووداو: هل كان ذلك الشخص يعرف اللغة الكوردية؟.
حاجي: كلا.
رووداو: كيف تحدثت معه؟.
حاجي: صديقي كان يعرف العربية، هو من كان يتحدث معه.
رووداو: وبعد ذلك؟.
حاجي: بعد ذلك، جاءت سيارة سوداء اللون في كركوك لاصطحابنا.
رووداو: إلى أين أخذتكم تلك السيارة؟.
حاجي: قرب الموصل.
رووداو: ألم تعترضكم نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة في الطريق؟.
حاجي: نعم، لكنهم لم يسألونا عن وجهتنا، الرجل الذي اصطحبنا من كركوك، أوصلنا بالقرب من الموصل ثم عاد أدراجه، بعد ذلك جاءت سيارة حديثة رصاصية اللون لاصطحابنا.
رووداو: كان عربيا ايضا؟.
حاجي: نعم.
رووداو: كيف استقبلكم؟.
حاجي: قبل وجنتينا، واعطى مبلغا من المال للشخص العربي من كركوك، وذهبنا.
رووداو: هل تذكر من أي طريق ذهبتم إلى الموصل؟.
حاجي: عبر مخمور.
رووداو: إلى أين أخذكم في الموصل؟.
حاجي: إلى قصر صدام.
رووداو: من كان هناك؟.
حاجی: 14 شخصا.. غالبيتهم من العرب، واثنان اجنبيان.
رووداو: هل تحدثتم معهم؟.
حاجي: صديقي تحدث معهم.
رووداو: في طريقكم إلى الموصل، ألم تخشوا الامساك بكم؟.
حاجي: كلا.
رووداو: إذا أمسك بك البيشمركة، ماذا كنت ستقول؟.
حاجي: كنت سأقول إني كوردي.
رووداو: هل يجوز في الاسلام أن تقول كلاما غير الحقيقة؟.
حاجي: كنا مجبرين.
رووداو: قضيتم الليل في قصر صدام، ماذا حدث في اليوم التالي؟.
حاجي: كنا ندور في حديقة كبيرة في القصر.
رووداو: كم يوما مكثتم هناك؟.
حاجي: ثلاثة أيام وأربع ليال.
رووداو: هل رأيتم أي كوردي هناك؟.
حاجي: في اليوم الاخير رأيت كورديا. جاء شخص اسمه ابو بكر.
رووداو: ماذا كان عمل ابو بكر؟.
حاجي: لا اعلم، كان هناك.
رووداو: ما الذي كان يتحدث عنه ابو بكر؟.
حاجي: كان يتحدث عن وجهتنا، قال لي إنه سيرسلني إلى السعدية.
رووداو: من أي منطقة ينحدر ابو بكر، هل كان يتحدث باللهجة البادينية أم بالسورانية؟.
حاجي: لا اعلم، لكنه كان يتحدث (السورانية) مثلنا.
رووداو: كيف كان شكله؟.
حاجي: كان شعره ولحيته سوداء، لكن فيها خصل بيضاء، كانت لحيته طويلة.
رووداو: عندما رأيت ابو بكر، ألم تفكر بأنك لن تستطيع ايضا حلاقة شعرك وذقنك؟.
حاجي: ليس الحلاقة، أنا لم أحلق لحيتي بالشفرة منذ نحو سنة، لكني أقوم بتقصيرها.
رووداو: لماذا؟.
حاجي: لأن اطالة الشعر سنة وحلاقة اللحى محرمة.
رووداو: من أين عرفت أنه حرام؟.
حاجي: في حديث، أنا قرأت ذلك في كتاب.
رووداو: أي كتاب؟.
حاجي: صحيح مسلم.
رووداو: ما الذي أثر فيك بشكل كبير في ذلك الكتاب أيضا؟.
حاجي: علامات قيام الساعة.
رووداو: ماذا كانت العلامات؟.
حاجي: النساء ذوات الرأسين.
رووداو: هل رأيت نساء ذوات رأسين؟.
حاجي: نعم، تلك النسوة اللاتي يشددن شعرهن من الخلف، مثل ظهر البعير.
رووداو: عن أي علامات اخرى تحدث الكتاب؟.
حاجي: تحدث عن الحرب السورية، وحلاقة الرجال لحواجبهم، وانتشار الزنا والفواحش.
رووداو: هل شعرت بوجود الفواحش في كوردستان؟.
حاجي: نعم.
رووداو: هل رأيته بنفسك؟.
حاجي: كلا.
رووداو: كيف إذا علمت إنه ازداد؟.
حاجي: الذي اعرفه أن الناس يتعرضون للزنا.
رووداو: ابو بكر قال لك إنه سيأخذك إلى السعدية، ألم يقل لك لماذا؟.
حاجي: قال هناك تدريبات وسيارات مفخخة، وأنا قلت حسنا.
رووداو: هل أعددت نفسك للتفجير؟.
حاجي: كلا، كنت افكر في نقل السيارة (المفخخة) إلى مكان وتفجيرها.
رووداو: ثم ماذا فعلتهم في قصر صدام؟.
حاجي: ذهبنا بعد ذلك إلى منزل عربي في الموصل، كانت لديه سيارة حمل نوع تويوتا، وسلمني لشخص آخر قرب محافظة صلاح الدين، وكان هو الآخر لديه سيارة مماثلة.
رووداو: هل كان معك شخص آخر؟.
حاجي: كلا، كنت لوحدي.
رووداو: وصديقك؟.
حاجي: ذهب إلى تلعفر.
رووداو: كيف ودعتما بعضكما البعض؟.
حاجي: كان طبيعيا، لأنني لم اذهب من أجله.
رووداو: ماذا فعلتم في صلاح الدين؟.
حاجي: ذهبت مع شخص آخر لديه سيارة حمل ذات بابين، وذهبنا إلى منزل خال في صلاح الدين.
رووداو: هل يمكن أن يكون المنزل لكوردي مسلم؟.
حاجي: كلا، كان منزل شخص شيعي.
رووداو: أليس الشيعة مسلمين؟.
حاجي: كلا، ليسوا مسلمين.
رووداو: ماذا اذا؟.
حاجي: كفار.
رووداو: هل يذكر القرآن أنهم كفار؟.
حاجي: المشركون كفار، هم ينادون الامام علي وحسن، ويسجدون لقبره، بدلا من الحج يطوفون حول قبر الامام الحسن.
رووداو: هل قررتم قتل الشيعة في الموصل؟.
حاجي: ذهبنا لقتل الكفار.
رووداو: ماذا عملتم في صلاح الدين، وكم يوما مكثتم هناك؟.
حاجي: مكثنا هناك يومين، ذلك الرجل كان يأتيني في النهار ويغادرني في الليل.
رووداو: في تلك الفترة التي ابتعدت فيها عن المنزل نحو اسبوعين، ألم تشتق لوالدتك؟.
حاجي: اتصلت بها في اليوم الاول.
رووداو: ما الذي قالته والدتك؟.
حاجي: لا شيء، كانت تبكي وتقول لي ارجع، وأنا قلت لها طيب سأعود، لكني كسرت لها قلبها ولم أعد للمنزل.
رووداو: الآن عندما تستذكر ذلك، إلا تشعر بأنك لم تكن حنينا لوالدتك؟.
حاجي: آلاف الاشخاص في فلسطين بعيدون عن امهاتهم، في سجون اليهود، اخواتهم وامهاتهم يقتلن في سوريا وبورما، يتم تقطيعهن بالمنشار، ونحن ذهبنا لنجدة اولئك المسلمين.
رووداو: هل تعرض المسلمون إلى ذلك في قريتك؟.
حاجي: كلا.
رووداو: لماذا اذا تركتها؟.
حاجي: هناك حديث للرسول يقول إن المسلمين جميعهم اخوة واخوات.
رووداو: ماذا حصل بعد اليومين في صلاح الدين.
حاجي: غادرنا ذلك المنزل وسلموني لسائق عربي لديه سيارة حمل طنين، سلكنا طرقا معبدة وغير معبدة لمدة طويلة حتى وصلنا إلى نهر، وكان في انتظارنا شخصان في زورق، عبرنا المياه، ثم ركبنا على متن سيارة حمراء اللون وسلكنا طريقا طويلة ثم وصلنا السعدية.
رووداو: هل كان هناك أناس في السعدية؟.
حاجي: قليل من المدنيين.
رووداو: هل كان بينهم كورد؟.
حاجی: لا اعلم.
رووداو: الذين كانوا هناك كانوا عراقيين فقط؟.
حاجي: نعم، لكنني لم اذهب إلى كل المناطق.
رووداو: هل كنت تحمل هاتفا جوالا؟.
حاجي: كلا، لم يكن لدي أي هاتف منذ البداية.
رووداو: بأي هاتف تحدثت مع والدتك؟.
حاجي: هاتف صديقي.
رووداو: لماذا لم يكن لديك هاتفا؟.
حاجي: لم أكن احمل هاتفا.
رووداو: لماذا؟.
حاجي: لأني لم يكن لدي أصدقاء.
رووداو: ماذا حدث في السعدية بعد ذلك؟.
حاجي: ذهبنا إلى منزل، وبقيت هناك لفترة، حتى هيأوا لي تلك السيارة.
رووداو: في السعدية هيأوا لك سيارة للتفجير؟، كيف كانت؟.
حاجي: سيارة حمل طنين.
رووداو: ما الذي قالوه لك؟.
حاجي: قالوا اذهب إلى المكان الفلاني وفجرها.
رووداو: كيف فهمت؟ أنت لست عربيا؟.
حاجي: كان هناك كوردي اسمه رحمن.
رووداو: رحمن أم عبد الرحمن؟.
حاجي: كانوا ينادونه رحمن وعبد الرحمن.
رووداو: ما الذي قلتماه لبعضكما البعض؟.
حاجي: تحدث لي عن الجهاد.
رووداو: كيف تحدثتما عن الجهاد، أنت لم تقنعني حتى الآن بالدخول في الجهاد؟.
حاجي: أنا ايضا لا اعرف، أنا لم اتلقى دروسا في الشرع، لكنه موجود في القرآن والاحاديث، كل شيء تم توضيحه في القرآن، حتى الذهاب إلى دورة المياه تم توضيحه.
رووداو: من كان يفسر لك القرآن؟.
حاجب: كنت استمع إلى الخطباء، هناك تسجيلات صوتية تعرض في القنوات التلفزيونية.
رووداو: معناه إنك عرفت من خلال التلفزيون إن في القرآن عليك جهاد القتال؟.
حاجي: نعم.
رووداو: عبد الرحمن قال لك أن تأخذ تلك السيارة وتفجرها، هل أبلغك بالمكان؟.
حاجي: نعم، قاعدة للآسایش.
رووداو: الذين كانوا في القاعدة، كورد سنة ومسلمين، ألم تفكر كيف يمكنك قتل مسلم سني؟.
حاجي: كلا.
رووداو: هل اطلق عليك لقب هناك؟
حاجي: نعم.
رووداو: اي لقب؟.
حاجي: حاجي. أنا طلبت اطلاق ذلك الاسم علي.
رووداو: كم يوم بقيت في السعدية؟
حاجي: نحو أربعة ايام.
رووداو: ألم تتزوج؟.
حاجي: كلا.
رووداو هل كانت هناك نساء؟.
حاجي: نعم، نساء متزوجات لاناس آخرين.
رووداو: هل كان هناك جهاد النكاح؟.
حاجي: كلا.
رووداو: لە هل كنتم ترون النساء في الخارج؟.
حاجي: نعم، لكن اعينهن كانت ظاهرة فقط..
رووداو: إذا وقع تفجير وقتل فيه شيعي، باعتقادك سيدخل جهنم؟.
حاجي: هو من اختار ذلك الطريق بنفسه، هناك طريقان، طريق الشيطان وطريق الرحمن.
رووداو: أليس الافضل أن توجهه للطريق الصحيح بدلا من قتله؟.
حاجي: هو يعرفه، لكنه اختار الطريق الخاطئ.
رووداو: السيارة التي كنت تنوي تفجيرها اين كانت؟ في السعدية؟.
حاجي: كلا، كانت في الضفة الاخرى للنهر.
رووداو: هل كنت تقود السيارة بنفسك؟.
حاجي: كلا شخص آخر، عربي.
رووداو: ماذا فعلتما؟.
حاجي: تهيأنا منذ الصباح الباكر، وسرنا طويلا حتى وصلنا قرية، وقفنا هناك قليلا، ثم اتممنا المسير، حتى وصلنا منطقة سهلية، ثم سمعنا صوت طائرة، فابتعدنا عن السيارة، عقبها جاء رجل آخر، كان ملتحيا، علمنا كيفية استخدام الزر. كان في السيارة زران، لاستخدامها في التفجير في حالة لم يعمل أحدهما، وكان هناك شريحة هاتف ملصوقة من أجل تفجيرها عن بعد.
رووداو: وانت ألم تربط بنفسك شيئا؟.
حاجي: أجل، كنت ارتدي حزاما ناسفا.
رووداو: كيف قررت ربط نفسك بشيء يقتلك؟.
حاجي: والله لا اعرف.
رووداو: هل أقنعوك، أم قررت بنفسك؟.
حاجي: قررت بنفسي.
رووداو: عندما قررت تفجير نفسك، هل فكرت في والدتك وذويك؟.
حاجي: كلا
|