كم يستلزم من الوقت


حدثني قبل ايام احد الشباب الناشطين من الذين يهمهم مستقبل البلاد وهذا همه الاول والاخير وشغله الشاغل ,حدثني عن امكانية هزيمة داعش وهل نحن اهلا للانتصار وقد كان محبطا لا يرى بالامد القريب اي احتمالا لهذا الانتصار ولم يرضى ان يتقبل للاحلام غير الواقعية ان تتمكن من مخيلته.استغربت لهذا الطرح فلا يحمل في طياته النفس الثوري الذي عهدته به,هذا ما تبادرالى ذهني اول الامر ثم طلبت منه توضيح موقفه الغريب فلم اعهده يفهم بامور السوق العسكري وفنون القتال المختلفة.اجابني ان اخطر ما موجود بداعش هو الفكر الذي يتعارض مع روح العصر فهل نحن بالفعل نتعارض بداخلنا مع مفاهيم داعش واساليبهم التي نخجل ان تنسب الينا ام ان هذه المفاهيم والاساليب هي باتت متجذرة بداخلنا,ثم اضاف ان اغلب ابناء المجتمع باتوا ينظرون الى الحالات الشاذة المرفوضة لديهم تستحق حلول داعش ولا ينظرون الى القوانين النافذة وتعديلاته الرسمية على انها هي الفيصل بين ابناء المجتمع الواحد وان الاختلاف اذا ماكان اجتماعيا ممكن ان ينتهي بفسحة الحرية الموجودة للمواطن دون المساس بحرية الاخر وان الراي والراي الاخر هو سبيل التطور ونضوج المجتمعات . من هنا نرى ان عليناان نبدا بداخلنا ان نهزم الافكار الهدامةوالهمجية التي ترفض الاحتكام الى القانون والحوار على اساس هو اللغة المثلى لحل الخلافات علينا ان نعي ان بداخلنا موجودة الحواضن الاساسية للمتطرفين والمجرمين بكل مسمياتهم والذي يؤكدذلك ان العديد من الجهات التي تسيطر على الشارع العراقي تمارس ادوار قريبة من دور داعش ولكن دون حدود ادارية لها ولا سلطة معلنة بل سلطة عالية النفوذ جسيمة التاثير تؤمن بالعملية السياسية شكلا وتعارضها مضمونا وهنا الطامة الكبرى .ان منهج واساليب المجموعات المسلحة والتي تسمى مليشيات هي تمثل ذات الخطر على المجتمع العراقي الذي يمثله داعش ولكننا ببساطة شديدة ممكن ان نهاجم ونكسر قوات داعش وان من الممكن ان ننهي تدريجيا دور المليشيلت وان طال الامد وكثرت الخسائر ولكن هل من الممكن لنا ان نهزم هذا الفكر بداخلنا كم يستلزم من الوقت تغيير قناعاتنا بالتعامل مع مستجدات الامور كم يستلزم من الوقت كي نؤمن بان للاخرين افكار وقناعات قد تتعارض مع قناعاتنا كم يستلزم من الوقت حتى نؤمن بالقانون شريعة مقدسة لنا وعلينا ان نقدسه .