من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟

ربما من يقرا العنوان و يقارن حالنا في العراق الان و ما نحن فيه من الماسي اليومية و ما انا اكتبه عنه يمكن ان يلومني كثيرا لانه يمكن ان يعتبرني من الحالمين المثاليين الذي ن يتكلمون عن الخيال بعيدا عن الواقع . و لكن ليس للوضع اي علاقة بما انا بصدده بحيث التامين واجب في اي وقت و ما احوجنا اليه في وقت الحرب و الفوضى اكثر من السلام . ليس بصعوبة ان تهتم الحكومة حتى في هذا الوقت و ليس في وقت الخير ايام المالكي الذي بدد المال و الثروة دون التقدم خطوة، نعم التامين يمكن ان يتم من قبل الحكومة و بدونها ايضا بحيث يمكن للمنظمات المدنية و الموظفين و القطاعات المختلفة ان تضمن حياتها و تؤمٌن مستقبلها و حياة من يورثه ان كان الهتمام بالتنظيم التاميني هدفا، و يمكن ان يتم بمجموعة خيرة من النخبة الانسانية التي تهمها حياة الاجيال و معيشتهم و عدم تكرار المآسي عليهم مثلما اذاقتها الاجيال السابقة . ان التامين الاقتصادي و الصحي و التربوي و التعليمي اضافة الى الضمانات المختلفة الواجبة توفرها للفرد كي يحس بالمواطنة لم نجد لها وجود لحد الان رغم امكانية البلد الكبيرة و غناه الفاحش، و ربما يقول احدنا لدينا التعليم المجاني و محو الامية و الضمان الاجتماعي الحكومي و الذي لا يمكن ان نعتبرهم مؤمنٌة لحياة الناس و مستقبلهم، و رغم التشدد على التقاعد و ما يؤمنه لابناء المتقاعدين و شيخوخة المتقاعدين الا ان التامين الاكمل النفسي و الضمان و الابتعاد عن القلق لم يتجسد في اية مرحلة في العراق، لنا ما ينقصنا هو السلام دوما و توقع الانقلابات و التغييرات المفاجئة التي تودي بحياة الناس و ليس تامينهم فقط . في الوقت التي لم يستغل السلطات السابقة امكانيات العراق في تامين حياة الناس بل ادخلوهم في المتاهات يوما بعد اخر، لا بل اصبح العرق رغم ثرواته من الدول الفقيرة ازداد الشعب قلقا و حزنا بعد الماسي التي مر به .