أين الحقوق فالبصرة تستصرخكم

منذ سنوات عدة، وعروسة الخليج تنتظر من يتقدم لخطوبتها، لكي ينتشلها وينقذها من واقعها المأساوي الذي تعيشه، ملكة تمتلك أموال طائلة، ولكن يا للأسف أموالها ليست بيدها، فهي تحت وصاية أختها الكبيرة بغداد .
لا تمتلك أي حق بالتصرف بما تمتلكه، لأنها لم تبلغ السن القانوني الذي فرضته أختها، العنوسة باتت تطاردها، فالأخت قد وضعت شروط، يصعب على المتقدم لها أن يحققها، ولا ترض بالقليل، كلها عراقيل تضعها لكي لا يتمكن أحد بالزواج من الفتاة ذات الجمال الرهيب .
نعم؛ تعرضت البصرة لكثير من الحروب، فأرضها السوداء شهدت المعارك الضروس، التي خاضها نظام صدام الديكتاتوري، مع إيران والكويت وآخرها أميركا، الذي إستنفذ جميع مواردها البشرية والإقتصادية والنفطية .
تطفو محافظة البصرة على أنهار وبحيرات من الذهب الأسود، والتي تقدر إحتياطتها النفطية كأضخم مخزون نفطي في العالم، كانت ولا زالت هي المصدر الوحيد لخزينة العراق المالية، التي تكدست فيها الأموال في حين يتضور البصريون جوعا، ومدينتهم التأريخية أصبحت من أحدى أبشع المدن وأفقرها .
 فيما سبق وأثناء سباق الحملة الإنتخابية، جميعهم تباكوا عليها، وقالوا البصرة تستحق كل شيء، لإنها من تعطي الحياة للعراق، فهي متنفسه المائي الوحيد، بإطلالتها على الخليج "العربي، الفارسي"، الدموع التي ذرفت من أجل حصد أصوات البصريون، فكانت خير مثال لمقالة "دموع تماسيح" .
شعارات رنانة تأخذ الخيال، لتذهب بنا إلى سينما هوليوود العالمية، لتسحرنا بسحرها الجذاب، وأشتهر سياسيوها بالخدع فبرعوا وأتقنوا تمثيلهم، ليحصدوا جائزة الأوسكار، يا لسذاجتنا خدعنا نعم، الملام الوحيد هو المواطن البصري، الذي ظل عاكفا بيته ينتظر من يحقق أمنياته، دون أن يخرج ويصرخ بوجه بغداد ويقول لها كفى، فيحتذي حذو إقليم كوردستان الذي عرف كيف يروض بغداد ويجعلها تنطق فقط بكلمة نعم لها ولا غي