كثيرا ما اتاثر بقوة بافكار النخبة المثقفة واﻻكاديمية العلمية خاصة الثورية منها لعمق ونضج وصواب تحليلها للواقع ،ولذا تجدني اتبن ما يطرحونه دون تردد واعيد انتاج تلك اﻻراء في كل ما اكتب حت اتهمت بالنقل بالمعنى وﻻباس في ذلك ما دمت اعي ما يقولون واؤمن بما يفكرون وعلى استعداد لدفع اﻻ-;-شكاﻻ-;-ت المطروحة ضدها ووضع البصمة الخاصة بي لها وتطويرها ان كان هناك سبيل للتطوير.
كنت قد سالت احد مبدعينا من اساتذة علم النفس السياسي واﻻجتماعي ممن اكن لهم حبا وتقديرا كبيرا لعلميته وانسانيته ولسمو اخﻻقه عن سبب عزوف شعوب العالم اﻻشتراكي عن الدفاع عن نظام قدم الكثير من اﻻنجازات لتحقيق العدالة والمساواة وفضلوا النظام الراسمالي نظام اﻻستغﻻل الطبقي الجشع على النظام اﻻشتراكي وعن سبب خذﻻن الزعيم عبد الكريم قاسم فاجابني استاذنا الرائع بل اﻻكثر من رائع في علم النفس باختصار انه اﻻغتراب السياسي وكان جوابه هو القول الفصل في كﻻ السؤالين اﻻول. النظام اﻻشتراكي نظام عدالة اجتماعية لن بسبب من ضغط النظام ولجوئه للقمع دفاعا عن وجوده جعل العمال يرغبون في سقوطه ويخذلونه ﻻ على اﻻقل في مستو اﻻنتاجية المتدني رغم انه جاء لخدمتهم فهل هو الضغط والقمع فحسب ام هناك شيء اخر
والسؤال اﻻخر هو ان الشعب العراقي طيب ومسالم بطبيعته ورغم ان الزعيم الراحل قاسم ان محبوبا ومحبا للشعب اﻻ-;- ان نصرة الشعب له ضد انقﻻ-;-ب شباط ليست بالمستو المطلوب فهل ﻻ-;-ن شعبنا يؤثر السﻻ-;-مة ام ان هناك شيء اخر ,وانقل هنا اجابته حرفيا حرصا عل اﻻ-;-مانة العلمية مع الحرص على عدم ذكره اسمه الصريح بناءا على طلبه وانشره هنا ﻻ-;-نه جدير بالنشر وذلك ﻻ-;-نه بيان لحقائق تاريخية مهمة يجب ان ﻻ-;-تضيع وان ﻻ-;-تهمل
السؤال الأول: يعزى عدم دفاع العمال عن النظم الاشتراكية في أوربا الشرقية عموماً إلى عدة أسباب متضامنة ومتفاعلة معاً: اقتصادية وسياسية وايديولوجية ونفسية. وقد كُتب الكثير عن هذه العوامل، ولا أريد هنا تكرار ما قيل. غير إنني أود أن أكتب قليلاً عن النتيجة الكلية التي تمخضت عن تفاعل هذه العوامل، والتي أدت إلى تقويض تلك النظم دون أسف كبير عليها من شعوبها. تلك النتيجة هي: شيوع (الاغتراب السياسي) لدى الناس حد القطيعة النفسية مع النظام السياسي الحاكم رغم إنجازاته ومساعيه نحو تحقيق نمط معين من العدالة الاجتماعية. وهذا الاغتراب السياسي هو نتيجة سيكولوجية لبيروقراطية الحزب الواحد، وفساد النخبة الحاكمة، وانعدام الشفافية، والأهم من كل ذلك ضعف أو غياب الديمقراطية السياسية بصورتها الليبرالية المتجددة دوماً. فتلك الأنظمة نفسها خلقت وعياً اجتماعياً وثقافياً متقدماً عبر تطوير التعليم ودعم الثقافة والفنون والتكنولوجيا، دون أن يصاحب ذلك تطوير لنمط العلاقات السوسيو- سياسية القائمة، فحدث تناقض أو عدم تجانس (حسب المنظور الماركسي) بين تطور قوى الانتاج المتعاظم (ومنها الوعي الاجتماعي) وبين ركود أو تخلف علاقات الانتاج (ومنها البنية السياسية للسلطة). وهكذا تحققت النبوءة الماركسية في مفارقة غريبة، إذ لم تستطع أنظمة تتبنى الماركسية أن تستفيد من الفكر الماركسي في تطوير بناها وتجنب انهيارها.
السؤال الثاني: الأمر لا يتعلق بكون هذا الشعب طيب ومسالم وذاك عدواني وقاس، فالسلوك السياسي الجمعي يخضع غالباً لتأثيرات موقفية آنية أكثر مما يخضع لتكوينات نفسية مستقرة في الشخصية الاجتماعية. وما حدث مع قاسم يخضع لتفسيرات متعددة العوامل، لعل أبرزها رفض قاسم نفسه (حتى اللحظة الأخيرة) فكرة أن البعثيين سينقلبون عليه، وظل مصراً أن الخطر سيأتي من الشيوعيين الذين في الواقع هم من دافعوا عن (الجمهورية الخالدة) دفاعاً مستميتاً ( سقوط أكثر من 15000 شهيد شيوعي خلال أسابيع قليلة بعد 8 شباط). قاسم رفض فكرة توزيع السلاح على الناس خوفاً من أن يستثمره الشيوعيون فينقلبون عليه!!! ولذلك لا نستطيع أن نتوقع من شعب أعزل ويفتقر إلى التنظيم أن يتمكن من منازلة قطعات عسكرية انقلابية شرسة ومزودة بغطاء جوي ودعم استخباري أمريكي. أخطاء قاسم التفردية والنرجسية عجّلت بنهايته على الرغم من المكاسب والآمال الواعدة التي بدأ بها حكمه. ظل معيار الحكم هو الجيش لا المؤسسات الدولتية، ولذلك ظلت الجماهير معزولة الفعل والتأثير رغم ميلها وحبها للزعيم. وفي ساعة الانقلاب كان الفيصل هو القوة العسكرية للقطعات الانقلابية لا إرادة الناس المغيبين وتوجهاتهم الحقيقية المعطلة!!
واهمية ما طرحه استاذنا الفاضل المبدع هو فكرة اﻻ-;-غتراب السياسي حيث تغييب ارادة الشعب وتعطيل قدراته بسبب من البيرقراطية وفساد الطبقة الحاكمة وانعدام الشفافية وهو التهميش الحقيقي لكل الشعب العراقي الذي يحصل اﻻ-;-ن لكل طوائفه واقلياته اﻻ-;-ثنية بﻻ-;- استثناء.
اﻻ-;-غتراب السياسي في العراق انتج العنف السياسي والعنف يلد العنف واﻻ-;-رهاب يعيد انتاج نفسه،كما ان المؤسسة الدينية في العراق انتجت اﻻ-;-غتراب الديني و الاغتراب السياسي هو إحساس المواطن بالغربة وبالعزلة والتهميش والتعطيل والتغييب عن حكومته وقادته وعن النظام السياسي ككل ، واعتقاده بأن السياسة والحكومة يسيرها آخرون لحساب آخرين، طبقا لمجموعة قواعد غير عادلة حيث تتحكم أقلية متميزة على جهاز الدولة، وهو يشعر في هذه الحالة بأن المجتمع والسلطة لا يحسان به، ولا يعنيهما أمره وبأنه لا قيمة له في ذلك المجتمع .
مفهوم الاغتراب حمل عدة معانٍ تتراوح بين مختلف المواقع الإيديولوجية:
1. الاغتراب بمعنى الانفصال بين الذات والواقع (وحتى، أيضاً، شعور الإنسان باختلاف ذاته عن الآخرين)، وافتقاد الإحساس بالعلاقة بينهما؛ ومن بعدُ انعدام الشعور بالقدرة على تبديل الواقع، ثم افتقاد القدرة على اكتشاف المغزى والعبرة القيمية من الحياة.
2. تلاشي المعايير والعزلة النفسية عن المجتمع، ثقافياً وحياتياً؛ ومن بعدُ الاغتراب عن الذات self-alienation.
3. البحوث النفسية التي عالجته، من حيث كونه ناتجاً عن تعرُّض الفرد لرضوض نفسية نتيجة انتزاعه من بعض الأشياء أو الناس الذين يحبهم (العمل، الأم، الحب، أو القوى الغيبية، أو المجتمع).
4. أما لغوياً فهو يعبِّر عن حرمان الإنسان من أشياء يحبها، أو عن ابتعاده عن شيء أو شخص يرغبه أو يحبه بطبيعته أو غريزته؛ وهو تعبير عن ضياع وافتقاد هذا الشيء.واﻻ-;-غتراب يفسر على أنه صراع الإنسان مع أبعاد وجوده، ويمكننا تحديد هذه الأبعاد بثلاثة أركان أساسية:
1 ــ البعد الحسي: ويكون الصراع فيه مع القوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتحديد موقفه التاريخي مما يدور حوله، ويكون مغترباً عن هذا الموقف لأنه لا يتحقق، فيبقى الإنسان مستهلكاً مسلوب الذات.
2 ــ البعد القِـيمي: وينتج الصراع فيه عن بحث الإنسان عن عالم المُثل (المفقود) لأن الواقع الذي يعيش فيه يسحق شخصيته الإنسانية ويشوهها فيهرب إلى عالم الخيال، ويقترح للإنسانية أساساً روحياً بدلاً عن الأساس الواقعي لها، ويزداد الصراع في هذا البعد كلما ازداد وعي الإنسان بذاته، إذ يبدو له كل ما يحيط به ثقلاً عليه، وقيوداً يضيق بها ضرعاً ولا يخرج من ذلك تواصله أو علاقاته الاجتماعية، ومن هنا تأتي عزلته، ومن ثم اغترابه عن القيم الواعية التي تحيط به وتحكمه.
3 ــ البعد الميتافيزيقي: ويتجلى الصراع في هذا البعد حين يدير الإنسان ظهره للواقع ويتجه إلى عالم الماوراء في محاولة منه لإدراك حقيقة وجوده وموقفه الكوني منه، وبما أن المعطيات الحسية غير كفيلة بفهم العالم الميتافيزيقي فإن الإنسان يظل في شك مستمر في كون الوجود الذي لم يتحقق.. هل هو وجود فعلي أم محتمل؟. ومن هنا يأتي اغترابه الكلي عن شرائط وجوده.
يؤكد احد المفكرين من إن النظام الرأسمالي أسهم مباشرة في تعزيز الشعور بالغربة، إذ صنع مجتمعًا استهلاكيًّا يجتث الإنسان من جذوره ويُخضِعُه لنظام لا علاقة له به. فهو لا يقف عند حريات الأفراد أو قناعاتهم وحسب، وإنما يسوقهم جميعًا بعصًا واحدة، فيحوِّل الأفراد إلى "جماهير"، أي إلى جماعة غير واعية. وعلى الفرد، وسط هذا الحشد، أن يمتثل ويطيع فقط من دون تساؤل ولا إعمال نظر.وفي هذا المجتمع الاستهلاكي، يصير الحب آليًّا، مثله في ذلك كمثل العمل الآلي، وبذلك يفقد الإنسانُ مثﻻ-;- الشعورَ الجميلَ بالحب؛ إذ إن أنانيته وسعيه إلى الامتلاك يجعلان من حبِّه مسعًى إلى الامتلاك هو الآخر، فيتعامل مع شريك حياته وصديقه وقريبه كما يتعامل مع مجتمع آلي. بذا يتحول حبُّه إلى "مخدر" لتأمين استمرارية حياته؛ كما يتحول الاغتراب من قضية فردية إلى ظاهرة اجتماعية عامة.
لقد ساهمت الدكتاتورية الصدامية فضﻻ عن اﻻرث الثقافي العراقي في تعزيز فكرة عبادة الزعيم اﻻوحد والقيادة الفردية صاحبة الكايزما القائمة على سلبية اﻻتباع وتعزيز اﻻنفراد بالسلطة . واﻻغتراب السياسي السلبي في العراق كان على نحوين حالة استسﻻم سلبية للعزل وهم اﻻ-;-غلبية الصامتة وحالة العنف السياسي والقمع الدموي لﻻقلية .
الاغتراب السياسي يشير إلى شعور المواطن الدائم نسبيًا بالانفصال عن أو رفض النظام السياسي السائد.يعرف لـونـجLong الاغتراب السياسي بـأنه " حالة من الشعور بعدم الرضا وخيبـة الأمـل والانفصال عن القادة السياسيين والسياسات الحكومية والنظام السياسي "، ويرى أن مشاعر الاغتراب تضم على الأقل خمسة مكونات وهي : الشعور بالعجز، الاستياء، عدم الثقة، الغربة، اليأسأن صيغ الاغتراب السياسي ما هي في حقيقتها إلا أبعاد لشيء واحد، ويحدد هذه الصيغ في أربعة أبعاد :
أ- انعدام القوة السياسية : " اللاقوة السياسية "، بمعنى شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير على تصرفات الحكومة، وبأن توزيع السلطة للقيم في المجتمع عملية ليست خاضعة لأي تأثير من ناحيته.
ب- انعدام المعنى : بمعنى عدم قدرة الفرد على التمييز بين الاختيارات السياسية ذات معنى، لأن الفرد لا يستطيع التنبؤ بنتائجها المحتملة، وبالتالي لا يمكنه استخدامها في تغيير الظروف الاجتماعية .
ج- انعدام المعايير : " اللامعيارية السياسية "، بمعنى إدراك انهيار المعايير في العلاقات السياسية, أي الشعور بأن المسؤولين السياسيين ينتهكون الإجراءات القانونية في التعامل مع الأفراد، أو في الوصول إلى القرارات السياسية .
د- العزلة السياسية : بمعنى رفض قواعد السلوك والأهداف السياسية التي يعتقد بها الكثير من أعضاء المجتمع، وكذا الشعور بأن قواعد اللعبة غير عادلة وغير شرعية.
وينقسم الاغتراب السياسي إلى فئتين رئيسيتين: العجز السياسي والسخط السياسي. في المثال الأول، يُفرض الاغتراب على الفرد من قِبل بيئته، بينما في الحالة الثانية يتم اختياره طوعًا من قِبل الفرد.
وهناك أربع طرق مختلفة يمكن التعبير من خلالها عن الاغتراب السياسي:
العجز السياسي. شعور الفرد بأنه لا يستطيع التأثير على أفعال الحكومة.
انعدام المعنى السياسي. تصور الفرد بأن القرارات السياسية غير واضحة وغير متوقعة.
انعدام المعايير السياسية. تصور الفرد بأن المعايير أو القواعد التي تهدف إلى تنظيم العلاقات السياسية معطلة وأن الخروج عن السلوك المحدد أمر شائع.
العزلة. رفض الفرد للمعايير والأهداف السياسية التي يحملها ويتشارك فيها على نطاق واسع أعضاء آخرين من المجتمع.
يرتبط الاغتراب السياسي بشكل سلبي بالفعالية السياسية.ويرى البعض انه قد يتحول كبت الهوية إلى ثورة مفاجئة. إذ تكمن الهوية ولكن لا تنعدم، فالهوية هي أصالة الوجود. تنعدم بانعدامه، ولما كان الوجود باقياً، الفردي، أو الجماعي، فإن الهوية هي الباقية. بل إنها تشتد وتزداد وترفض ما سواها، كما حدث عند بعض الجماعات الأصولية.خاصة الصراع مع داعش هو صراع هوية الهوية الدينية الطائفية، حيث يتمثل فقدان الهوية في العنف، وغياب رابط للذات. تصبح عاصفة هوجاء. هويتها خارجها تبحث عنها. تمتد خارج حدودها. لا تعترف بهويات الآخرين كما حدث مثلا مع النازية والفاشية والصهيونية. كما تجلى ذلك في الاستعمار والتبشير. فالنازية ترى أن "ألمانيا فوق الجميع"، وأن الجنس الألماني هو أنقى الأجناس، وأن الجنس الآري أرقى من الجنس السامي. الآخر ليس له إلا أفران الغاز أو معسكرات الموت. وقد كانت النازية ترجمة للعنصرية البيولوجية التي سادت القرن التاسع عشر، وتطور الأحياء، والتي بلغت ذروتها في نظرية النشوء والارتقاء وفي موسيقى فاجنر وفلسفة نيتشه. والفاشية صيغة أخرى للنازية الإيطالية. الهوية الزائدة تؤدي إلى العدوان، وعدم الاعتراف بالغير.ولما كانت الهوية نسقاً من القيم وفي مقدمتها الكرامة، فإن أي نيل من كرامة الإنسان يعيد طرحها بقوةعدوانية.
من اهم الأشكال الرئيسية للاغتراب كما صنفها (نيسبت وبيرين) الاغتراب الصناعي، الاغتراب السياسي، الاغتراب الديني، الاغتراب التعليمي، والاغتراب والانومى.
أولا: الاغتراب الصناعي.
ويصنفه (نيسبت و بيرين ) الاغتراب الصناعي الذي يميز عمال الصناعة وان كان يختلف طبقا لما أثبته (بلونر) من صناعة إلى أخرى فلا بد أن يكون المرء حذرا في إعلان أن التكنولوجيا هي سبب اغتراب العامل أو أن الميكنة هي السبب لان تعميم نظام العمل الالى ليس سوى تطبيق لتكنولوجيا متقنة.
فقد وجد (روبرت) أن الصناعات الكيميائية وهى- صناعات الية- أظهرت معدلات اغتراب اقل من غيرها من الصناعات، فلا يوجد شئ اغترابي متأصل في الإلة فالمهم هو المحتوى أو السياق الاجتماعي الذي تتم فيه عملية التشغيل.
ثانيا: الاغتراب السياسي.
هو الشكل الثاني من الاغتراب الاجتماعي، وتختلف عن الاحتجاج أن ثورة الأول يتميز بالتباعد والتنافس على أداء دور ليس لعدم القدرة على التأثير فعلا بل لتعليم الشخص لذاتة وللموقف السياسي وتصوره للموقف أهم في إنتاج الاغتراب من الموقف الفعلي أو الواقعي، أما الثورة أو الاحتجاج فيحتاج إلى تحريك الإنسان لطاقاتة اى إلى موقف ايجابي مبدئي وهذا شئ والاغتراب السياسي شئ أخر لأنه لامبالاة ووسيلة مطلقة نتيجة لانعدام الأمن والشعور بالعجز عن ممارسة اى فعل سياسي ولا يكون ذلك اعجز حقيقي عن الفعل بل إيمان راسخ بأنه لا فائدة لان( اى نوع من الفعل لن يكون مؤثرا ).
وهناك ارتباط وثيق بين الاغتراب السياسي في المجتمع الجموعى حيث تضعف الروابط الاجتماعية والوسائطية والاندماجية، ومع انه لا يوجد شئ خير أو شرير في طبيعة الجماعات صغيرة أو كبيرة إلا أن الجماعة الصغيرة المحلية تتميز بعمق الانتماء والتماسك وتقوم على أسس واضحة أما المجتمع الجموعى فهو مجتمع لا شخصي يقوم على روابط مجردة ويعطى الفرد إحساسا بالفردية والذاتية والحرية ولكنة يعطيه في نفس الوقت إحساسا بلانفصال والعزلة واللاانتماء فيعيش بلا مشاركة لأحد أو من احد بلا جذور تربطه نشئ له قيمة أو معنى.وهكذا يكون ثمن الحرية الشخصية هو الاغتراب الشخصي انه وجه العملة الأخر، أما مادتها التي أخذت منها فهي انعدام الأمن.
ثالثا: الاغتراب الديني.
هو المظهر الثالث للاغتراب حيث أصبحت المؤسسات الدينية وهى بطبيعتها مؤسسات وتنظيمات اجتماعية فقد ابتليتا يعلل اللاشخصية والتنظيم الادارى البيروقراطي والعقلانية لهذا فهي تفرز الاغتراب كغيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى ولعلها وهى تهدف أساسا لاستدماج الأفراد ففي صميم أنهما كل في هذه المحاولة تفرز ألاف المغتربين لأنها تتحرك وسط الجموع بعقلية بيروقراطية مجردة.
رابعا: الاغتراب التعليمي.
وهو المظهر الرابع وهو لا يختلف عن مظاهر الاغتراب الصناعي والديني والسياسي، أن الجامعة –إذا صح التعبير – ظاهرة مشتركة لدخول الكليات الأكاديمية ويندر أن يجد الطالب أو الأستاذ وقتا متاحا لإقامة علاقات شخصية مع الأخر فكلا هي صورة لعلاقات غير شخصية واجرائات بيروقراطية وآلاف الطلاب لا يجدون لما يتلقونه معنى أو مغزى ولكنهم يتلقون العلم اضطرارا.
وإذا كان طلاب العلوم الاجتماعية والإنسانية –بصفة عامة – أكثر اغترابا من زملائهم اللذين يدرسون العلوم البحتة فلهذا أسباب كثيرة لعل من أهمها أن بعض الطلبة اللذين يلتحقون بهذه التخصصات اختيارا هم مغتربون فعلا كما أن أساتذتهم لا يملكون أن يحجبوا اغترابهم الشخصي عن تلاميذهم بلاضافة إلى تدريس التراث الانسانى الذي يضم بين طياته تراثا ضخما عن الاغتراب، والاغتراب يمكن تعلمه أو يمكن التوعية به.
خامسا: الاغتراب والانومى.
يرى (نيسبت و بيرين ) استخدام بعض علماء الاجتماع المصطلحين بطريقة تبادلية وكأنهما يعبرا عن شئ واحد ولكن بالرغم من أن هناك بعض التشابه والتداخل بين الحالتين إلا أننا يجب إلا نفشل في التمييز بينهما كما لا ينبغي الخلط بينهما، فاغتراب يقوم على حث الطاقة على الفعل نتيجة للشعور بانعدام القوة والعجز عن ممارسة دور مؤثر في ظل ممارسات بلا معنى ويكون الاغتراب عن ادوار اجتماعية مكانة اجتماعية أو جماعة كبيرة أو صغيرة، أما الانومى فينشأ عن صراع معياري أو قيمي، صراع تم حسمه لمصلحة اى من النسقين المتصارعين.
في العراق أصبح الاغتراب السياسي يؤثر على درجة المشاركة السياسية في القؤرار وليس في اﻻ-;-نتخاب ﻻن اﻻندفاع نحو اﻻنتخابات كانت ورائه اما مصالح فئوية ضيقة او خوف من فقدان الهوية الطائفية او اﻻثنينة اﻻغتراب السياسي في العراق ظهر من خلال ثلاثة مستويات :
1 – المستوى الأول : يؤدي الاغتراب السياسي إلى الإحجام عن التغيير عن طريق المشاركة السياسية من خلال عملية التصويت عل الوجوه القديمة دون اي اهتمام بالبرنامج اﻻنتخابي خوفا من الرعب الطائفي وتاكيدا لوحدة الهوية الطائفية واﻻثنية ، وظهر ايضا في عدم وجود اي دور للراي العام او اي تاثير في أشكال المشاركة السياسية الأخرى من تشريع قوانين ال اجراءات حكومية في محاربة اﻻرهاب او مكافحة الفساد اﻻداري .
2 – المستوى الثاني :ادى الاغتراب السياسي في العراق إلى ازدياد نزعة المعارضة السلبية التي استغلت بذكاء لصالح الفئات المتصارعة الحاكمة في العؤراق اعﻻ-;-ميا ضد بعضها البعض، وكذا بروز ظاهرة العنف السياسي من ارهاب داعش ومافيا الجريمة المنظمة .
3 – المستوى الثالث : يتمثل في أن العلاقة بين الاغتراب السياسي والمشاركة السياسية علاقة طردية وفي العراق نﻻ-;-حظ انه ﻻ-;-مساهمة في صنع القرار او في رقابة اﻻ-;-داء الحكومي والبرلماني ﻻ-;-من قبل مؤسسات المجتمع المدني وﻻ اﻻحزاب وﻻ الشخصيات و لا الراي العام العراقي ابدا.
ان اخطر ما في اﻻغتراب هو ان الاغتراب ليس صراعا داخليا بين انتماء في دور التشكيل أو رغبة متصارعة في الانتماء إلى هذا الجانب أو ذاك، انه لا انتماء ولا في رغبة في الانتماء انه انعدام معنى كل الاختيارات ورفض لكل البدائل ورؤية قائمة لكل شئ وقد يؤدى الانومى إلى اغتراب وهذا انتقال من حال إلى حال أخر.ان الصنمية والتشيئو هو اخطر مظاهر اﻻغتراب السياسي العنيف لدى داعش
|