( أسطة رجب ) من حكايات والدي

كان يامكان في أحدى الزمان من حكم الإمارات الكردية، أفلست خزانة إحدى الإمارات الكردية، إفلاساً جعل الوالي يفكر بفرض ضرائب جديدة على الإمارة، ولما كانت كل صنوف الضرائب قد أستنفذت، أشار رجال الحاشية على الأمير بفرض ضريبة على كل رجل أقرع!، وهكذا بدأ حملة فرض الضريبة، وأخذت النقود تتجمع من جيوب أؤلئك الذين كتب الله على شعر رأسهم بالتساقط، غير أن العجز في الميزانية لم يسد الحاجة، فأشار رجال الحاشية مرة أخرى على الأمير بفرض ضريبة أخرى على كل رجل أعور!، غير أن سوء الحظ رافق الوالي هنا أيضاً فلم يكن في إمارته عدد كبير من الأشخاص من فيهم العور، لذا فكروا رجال الحاشية على نصح الوالي بفرض ضريبة جديدة أخرى على كل رجل أسمه رجب!

فأخذت الضرائب تجد طريقها إلى خزانة الوالي على كل من يحمل أسم الشؤوم هذا.

وصدف أن كان هناك رجل يدعى أسطة رجب وكان أقرع الرأس، أعور العين، فأختفى عن الأنظار، غير أن الشرطة أمسكوا به ذات يوم وهو يتسلل على ظهر بغلته في إحدى المنعطفات، متوارياً عن الأنظار يلبس طاقية على رأسه، لكن رجال الشرطة لاحظوا من الخلف عدم وجود الشعر في أعلى رقبته، فهرعوا إليه ونزعوا عنه الطاقية فإذا بفروة رأسه تلمع كالمرآة، ففرضوا عليه الضريبة الأولى، وحينما حدقوا فيه فرأوه أعور العين، فطلبوا منه الضريبة الثانية، وفي هذا اليوم النحس على هذا الرجل المسكين مر به في تلك اللحظة أحد معارفه فرآه يولول، فنادى عليه قائلاً: الله يكون في عونك يا أسطة رجب.

هنا التفت رجال الشرطة بعد أن سمعوا بإسمه فردوا قائلين: وأسمك رجب.. هات الضريبة الثالثة يا رجب؟!!

( يبدو ان الحكاية في زماننا الحالي لا تعني شيئاً سوى أننا كلنا رجب!!! ).