نحتاج بين الفينة والآخرى، أن نغرد خارج سرب ديمقراطيتهم، ويحتاج الطرف المقابل، أن يتقبل ذلك التغريد، كونهم يدعون أيمانهم بحرية الرأي، وربما سندفع ثمن تغريدنا المتكاثر، كما دفعوا ثمن أخطائهم الغابرة. مجلس النواب العراقي في دورته الثانية، يختلف أختلاف جذري عن دورته الثالثة، فتجد المطبلين للحكم السابق، هم أشد المعارضين للحكم الحالي، وربما هي حالة صحية من شأنها أن تقوم العمل الحكومي، لكن عندما تجد المعارض يعارض لأجل المعارضة، فثمة مكيدة يدبرها أحفاد عفلق. نائبات أخذهن الحنين ليوم النخوة، وأيام التفاخر بجدتهن الخنساء، يوم كان القائد الهمام زعيم الأمة العربية، يطلق عليهن لقب الماجدات، يوم عاهدن شبل القائد الهمام، أن تبقى بابل عصية على الأعداء، ولا نعلم من هم الأعداء حينها، أهُمُ الكورد شركاء الوطن تاريخا وجغرافية وضيما وقهرا ودما وآلاما؟ أم شروك الجنوب الحصن المدافع عن الوطن؟ أم المرجعية الدينية التي حاربها النظام البائد بأبشع الطرق؟ عندما تحن الماجدة لأيام أنبطاحها، تحت ذراع شبل القائد الهمام، تجدها تبحث عن رجل يحمل عطر عشقها المقبور، فتهرول لحجز مقعدها على متن طائرة الخطوط الجوية الأردينة، وتقضي أيام أنبطاحها على عجل، وتعود حاملة الهدايا والعطايا، وشهادات تتفاخر بها وتذكرها بأيام نضال الماجدات. تلك الماجدة أيها السادة، كانت و ما تزال تطبل للحكم الفاشل، الذي حكم العراق ثمان سنوات متتالية، حكم سلم ثلث الأرض العراقية بيد طغمة باغية، حكم عاث في الأرض فساد، حكم عيش العراق سبت دامي، أحد دامي، أثنين دامي، ثلاثاء دامي، أربعاء دامي، خميس دامي، جمعة دامية، ولا نعلم ما تدبره حفيدة عفلق، لكن ما نعلمه هو أن الرئيس الحكومة السابق والجديد وبعض الوزراء، هم من جنس الحزب وذات القائمة، فهل أعتادت الماجدة على التصفيق للقائد الضرورة، ولا تؤمن بأن المناصب لو دامت لصدام ما وصلت لغيره؟! أمام برلماننا المبجل فرص للنجاح، ولعل أولها العمل بقانون تجريم كل من يحاول أن يروج للأساليب والفكر البعثي المقيت، الذي عانى منه العراق طيلة العقود الماضية
|