بقايا البعث يحكمون.. حنان أنموذجا

أربعون عاما وحكم الطواغيت يسحق الأرض, بفكر غريب لا ينتمي للعدل, ذلك الفكر الذي أتت به المنظمات العالمية المشبوهة, لتدفع بأبنائها البررة, لتدمير التاريخ والأرض, ففتكوا بكل شيء, قتلاً للناس , وتهجيرا للعوائل, وإبادة منظمة, وتحجيم للأغلبية, وقتل العلماء الإبرار, قد تم تشويه صورة الواقع, لكن أحلام الخلاص كانت تتراقص في مخيلتنا كل يوم, بان تشرق شمس يوم جديد, من دون شخوص البعث, ونحاسبهم عن جرائمهم, بحق الشعب والوطن والتاريخ, وحصل التغيير, وتم الخلاص من القائد الضرورة وزبانيته.

قالها أبو الطيب المتنبي: ما كل ما يتمناه المرء يدركه, تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

لم نتخلص كليا, فها هم بقية البعث في قبة البرلمان, وفي مفاصل الدولة الحساسة, تحت عنوان اللحمة الوطنية والكفاءة, مما تسبب بنشوء الدولة العميقة, التي تسعى لعرقلة أي جهد للنهوض, فالنجاح اليوم يعتبر أمر مرفوض من قبلهم, لذلك انتشر الفساد بدعم كبير من خفافيش الليل, وكان لهم دور في أزمات البلد, وهو صب الزيت على النار, وإشاعة روح التشنج, ورفع معدل الطائفية, كلها من أساسيات بقايا عهد البعث.

ومن هذه الوجودات العفنة, كان أبرزها من تلبست بزي التدين, والتصقت بأحد الأحزاب الدينية, ودخلت العملية السياسية من الشباك, بعثية بقناع التدين, ذات اللسان السليط, المقربة من الحالم بالكرسي, مما جعلها تكون متنفذة, لا يوقف طموحاتها البعثية احد, وكانت هي الباب الذي عاد منه, ثلة من فلول البعث لمفاصل مهمة للدولة, وأبرزهم أخوها ذي المساهمات الكبيرة, في ضرب الانتفاضة الشعبانية, كلها جرت بمباركة سلطة الأزمات.

ارتفعت سقف أحلامها لتصل لكرسي وزارة الصحة, فلما لا والباب مشرعة للبعثيون, في زمن الساعي للتفرد, لولا موقف المرجعية الصالحة, من دعهما للتغيير, لكان للبعث موطئ قدم كبيرة, وحصل الانحسار لفتاة البعث, فرائحة العفونة قد ملأت الأفاق, واليوم هي مازالت طليقة اللسان, تنشر سمومها هنا وهناك, وأخرها تهجمها على المرجعية الصالحة, ومحاولة إلصاق نعوت لغرض التقسيط, فكررت لفظة الانبطاح للتعريض بالمرجعية.

موقف الأقلام الخيرة من تهجمها, أمر نؤكد عليه, في دفع سموم البعث, وحفظ الحق, وأهمية رفع وعي المجتمع, بعيد عن سفسطة أبناء وبنات البعث.

اليوم نحتاج إلى وقفة حقيقية بوجه البعث, بعيد عن قانون الاجتثاث أو المسائلة, فالقوانين لم تكن مهنية ونافعة, وحصل تجاوز كبير لها, كان هناك خلل فاضح في تطبيق قانون حماية البلد, من فلول النظام فهم سبب خراب مؤسسات البلد, وضياع الحقوق, وحتى المصالحة لا تكون بوجودهم, فالتسريح والإبعاد عن مناصب المسؤولية جانب مهم, بعيد عن قطع أرزاقهم, فيبقون تحت سقف الإنسانية, رؤية للخلاص من شر بقايا البعث.