في ذكرى 11 آذار حقوق كردية غير ملزمة للطاغية |
وقع نائب رئيس الجمهورية صدام حسين، اتفاق 11 آذار، في العام 1970بتكييف صوري، يضمن للكرد حقوقا مثالية، لم تلتزم دولة نائبها صدام حسين، باي من بنودها التي تنصف الكرد، انما واصلت ابادتهم، بافظع ما عرف التاريخ، من بشاعة في الاعتداء على فئة بشرية؛ قصد محوها. الحقوق التي منحها رئيس الجمهورية، حينذاك، احمد حسن البكر، بتوقيع صدام حسين، اعطت حقوقا لاقليم كردستان، الذي اسموه حينها، منطقة الحكم الذاتي، فكانت حقوقا للكرد، غير ملزمة للحكومة! بل شكل اتفاق 11 آذار 1970 تبريرا لحرب البعث وحكومته في حربهم على الكرد، بالتعاون مع شاه ايران والغرب كله. اتفاقية وقعت في العام 1970 وانتهكتها الحكومة صراحة، بمحاولات اغتيال البطل القومي الملا مصطفى البرزاني؛ فالبعثيون غادرون لا عهود لهم. قبل المواثيق والعهود، الرجل يمسك من كلمته، فهل توقف بعثي امام رجولته، محرجا من اجهاض امرأة حبى او ارعاب طفل او قتل ضعيف او مداهمة عائلة. في العام 1974 اصبحت ملغاة بشكل كامل.. توافقا وليس في نص قانوني.. لأن حكومة البكر ومن تحتها الداينمو المحرك شرا صدام حسين، ارادت الاتفاقية غطاءً لتبرير الابادة الجماعية وتسويغ الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها الحكومة ضد الكرد.. ارادوها كسبا للوقت ريثما تترصن تجربتهم الناشئة في الحكم منذ سنتين فقط 1968، ولما استققوا لم ينقضوا الاتفاقية، انما حولوها الى ذريعة للتنكيل بالكرد. سواء أكانت تأديبا لجماعات خارجة عن القانون (حاشى لله) او جريمة ابادة جماعية، في كلا الحالتين، حكومات الغرب، كانت بحاجة لخدمات العراق، كسند داعم لايران الشاه، في ضمان مصالح الغرب. لذا غضت حكومات العالم الغربي، النظر، عما يوقعه الطاغية المقبور صدام حسين.. نائبا او رئيسا، بالكرد. وبالتالي فالمنظمات المعنية بالشؤون القانونية في العام، ومن ورائها رعاة حقوق الانسان، تم احتواؤها طي المصالحة الدولية المتبادلة.. شيلني وشيلك.. في ابشع تطبق لسيئات السوق وخطابه البراغماتي.. اللاانساني، الذي يخجل ضمير العالم المتحضر من تذكره، اذ اصبحت فئة بشرية خاضعة للموساومات، يعطي صدام شط العرب لايران، في اتفاقية الجزائر، ويعطي الشاه رقاب الكرد للعراق، في اتفاقية لا اخلاقية... فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ وكفى بالله شهيدا! لم تتوحد المواقف المتباينة، وتلتقي الارادات المختلفة حد الاحتراب.. صفاءً، الا في قمع الكرد، على مر التاريخ. في العام 1991 اصبح العراق مثل الاسفنجة المتشبعة بالدم، فلم يعد ثمة متسع لدم بين انسجتها التي فاضت دما، واكتظ تراب ارضه بالمقابر الجماعية، فسورت الامم المتحدة، كردستان العراق محمية آمنة، رثما فرج الله كرب الشعب العراقي كله بسقوط الطاغية. |