ناطق حكومي أم محلل رياضي ؟

 


تولي دول العالم اهتماماً كبيراً بالرياضة وأنشطتها المختلفة التي تمثل الوجه الحضاري لهذه الدول . وفي الشرق الاوسط ومنطقة الخليج بالتحديد تشغل الرياضة وخصوصاً كرة القدم حيزاً كبيراً من اهتمام الناس وتطغى احداثها احياناً حتى على الأحداث السياسية نظراً لإرتباطها بالروح الوطنية وسمعة البلد التي يتوحد فيها الناس رغم كل الخلافات السياسية والمذهبية وغيرها وما فوز العراق بكأس اسيا لكرة القدم عام 2007 الا خير دليل على ذلك. كل هذا يتطلب ان تُظهر الحكومة للناس على الأقل اهتمامها بهذا الجانب المهم من حياتهم وأن تقيّم مشاعرهم وتتناغم معها وليس بطريقة التغريد خارج السرب التي ظهر بها الناطق باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء السيد رافد جبوري في تصريحه الغريب لجريدة الملاعب بعد خسارة العراق من الكويت في بطولة كاس الخليج الاخيرة والتي شكر بها اتحاد الكرة والكادر التدريبي بقيادة حكيم شاكر ( لدعمهم للاعبين) كما قال . فعن اي دعم كان يتحدث جبوري والوسط الرياضي يعرف ان الاتحاد والمدرب هم سبب المشكلة والكارثة التي حلت بالكرة العراقية في الرياض ؟ وان الوسط الرياضي كان ناقماً على المدرب الذي لم يكن بمستوى نظرائه في البطولة وعلى اتحاد الكرة الذي يضم مجموعة غير متجانسة من الشخصيات غير الكفوءة والمتناقضة في قراراتها التي سببت العديد من الانتكاسات للكرة العراقية ؟ الا يعني هذا جهلاً بما يحدث ؟ وهل من واجب المتحدث الرسمي الذي لاندري هل هو متحدث حكومي ؟ ام محلل سياسي كما يظهر كل يوم في القنوات ؟ ام محلل رياضي ؟ هل من واجبه ان يوجه النصائح للمدرب حكيم شاكر في كيفية مواجهة منتخب عمان ويوصيه بالحذر من الدقائق الاخيرة وكأنه كان مساعداً للمرحوم عمو بابا خلال بطولات الخليج السابقة ؟ وهل ان ماقاله كان يمثل رأيه الشخصي أم رأي رئيس الوزراء او الحكومة ؟ ان مثل هذا التصريح يعطي انطباعاً بان الحكومة في وادٍ والناس وأهل الرياضة في وادٍ اخر فهل يصعب على مكتب رئيس الوزراء ان يجد من يتحدث من اهل الاختصاص بمثل هذه الامور التي تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الشعب العراقي والشباب الرياضي لايقل عن الاهتمام بالشؤون الاخرى بدلاً من ايصال رسالة خاطئة لهم في وقت كان يترقب فيه الجميع كل شاردة وواردة عن بطولة الخليج التي تتسم دائماً بالحساسية السياسية قبل الرياضية. نتمنى الاهتمام بملف الرياضة بشكل لايختلف عن الملفات الاخرى في مكتب السيد رئيس الوزراء وان يوضع بأيدي من هو مختص وقادر على إيصال رسالة الحكومة للاعلام بالشكل الصحيح وعلى إدامة الصلة مع اهل الرياضة والرياضيين والتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية الاخرى لاسيما وان بطولة امم اسيا لكرة القدم في استراليا على الابواب ومشاركة العراق فيها تعني الكثير في هذا الوقت الذي نواجه فيه أعتى وأشرس هجمة ظلامية في التأريخ .