وعند الحسين تستريح النفوس |
تزدحم الطرقات البعيدة والقريبة بجموع الزائرين متوجهين الى كربلاء حيث الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام...كبارٌ وصغارٌ رجالٌ ونساء يقضون أياما ولياليَّ سيراً على الأقدام ...لاهمّ ولاخطر ولاتهديد يشغلُ بالَهم ...فنفوسهم متعلّقة بدين وعقيدة وكيان إسمه الحسين ...يسيرون ولاتخامرهم لحظةُ شكٍّ او ريبٍ بانهم سالكون طريقاً يؤدي بهم الى باب من ابواب الرحمة والجنان ...الى الحسين ...الحسين الذي ملأ وجدان الأحرار وأَسّرَ قلوبَ العاشقين والثوار...وملكَ نفوس الملهوفين فلا تستقرّ ولاتستريح إلاّ عند تربته الطاهرة الملتهبة بالعطش الهاشميّ...أفئدةٌ محكومٌ هواها بحب الحسين ...تسعى مسرعةً الى حيث الطهر والإطمئنان .. الى حيث موطن بث الهموم ومتنفّس الشكوى ...الى حيث الأمل وحيث شريعة المصطفى ... ووريث المرتضى ...أمهاتٌ ثكلى.. وآباءٌ مفجوعين بفلذات أكبادهم ...وأطفالٌ فقدوا آباءهم وأمهاتهم.. قلوبٌ مكسورة ...ونفوسٌ ظمأى ... وأبدان متعبةٌ مثقلة بالهموم... تكافحُ بلهفةٍ من أجل الوصول الى مبتغاها ... الى أملها وملجأها ...الى الحسين فعنده تستريح النفوس... وفي كنفه تلوذ الأرواح الجازعة من الظلم ...من الجشع من النفاق والكذب والرياء ... فتحتَ قبته الشريفة تشعر القلوب الصادقة في حبها له كأنها الجنين في بطن إمّه من شدّة الإطمئنان وهدوء التفكير...أوليس رحمة الله وسعت كل شيء ؟ فهو جزء من هذه الرحمة الواسعة...فهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله(حسين مني وأنا من حسين) ورسول الله هو رحمة الله الواسعة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).صدق الزائرون والمحبون للحسين بإعتقادهم وثقتهم به... فإنه أهلٌ للثقة والإيمان والإعتقاد ..كيف لا وهو الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...الحسين الذي وفّى بعهده مع الله ومع رسوله وغذّى الرسالة بأغلى مايملك ... رفع راية الإسلام فرفع الله رايته ...حافظ على دين جده وفضح المتاجرين بمباديء السماء ...الأمويين ومن لفَّ لفهم ...فحفظ الله له الدرجات العليا في الدنيا وفي الآخرة...وهب نفسه وكل مايملك من أجل بقاء كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى...فوهبه الله شرفاً ومنزلةً ودرجةً رفيعةً يشفع بها لمحبيه وزائريه والسائرين على نهجه ...يغبطه عليها الأولون والآخرون...فسلام على الحسين وهنيئا للنفوس التي آمنت بالحسين
|