بغداد والصراع بين الحضارة والبداوة


تراه منفصم الشخصية لا يمكن له أن يفصل بين الحق والباطل في أسهل الأمور , يعاني من انعدام الترابط الفكري بين مكونات دماغه الطبيعي , ويعاني من خلل أجتماعي دائم في محيطه الاسري ومحيطه المجتمعي العام , ولكنه يجتهد دوماً في أبراز عضلاته من اجل سد النقص الحاصل لديه بشتى الطرق , من دون التفكير بطبيعته البشرية المائلة للأندماج المجتمعي بطرق أفضل وأنبل وأكثر أنسانية , ذلك هو الشخص المعروف ب الأرهابي عالمياً وبال ( علاس ) عراقياً , هذا الشخص يمثل عنصراً من فئة كبيرة من فئات المجتمع العراقي الحالي نتيجة للظروف التي مر بها العراق ونتيجة للسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة على حكم العراق منذ زمن بعيد , تلك الحكومات التي لم يكن لها أي خطة او ستراتيجية للأهتمام بالفرد كأنسان وتطويره وتحسين سلوكه وتطوير اخلاقياته و توجيهها توجيهاً يمكن الاستفادة منه وجعله عنصراً فعالاً في المجتمع عموماً كون كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق هدفها الأول والأخير البقاء في السلطة وتكوين امبراطوريات المال والسلاح والقتل أعتماداً على هذه الفئة المهيئة تماماً للتأثر عاطفياً والجاهزة دوماً للأستخدام الجسدي المفرط في القوة والقتل , شخص ليس له أي قيمة اعتبارية في محيط منزله الشخصي أو مكان عمله أو في مجتمع مدينته التي يسكن فيها لذا تراه يحاول أن يبرز نفسه بشتى الوسائل ومنها التوجه نحو الأنضمام الى مجموعات ارهابية لها أهداف مخابراتية كبيرة و تكرس كل جهدها على التأثير في عقول هذه الفئة واستغلالها عاطفياً بحجة الدفاع عن المذهب او الطائفة او القومية من دون الأدراك وطرح التساؤلات التي تسبب احراجات كبيرة لمثل هذه المجموعات , والتي تدفعها الى الأبتعاد عن كل شخص يملك عقلاً يمكنه من طرح تساؤلات و ايجاد تبريرات منطقية وعقلانية للأعمال الأرهابية التي تقوم بها هذه المجموعات , لذا فأننا نرى أن أغلب الأفراد الذين يكونون عصابات داعش والميليشيات هم مجموعة من الأشخاص المنبوذين مجتمعياً والمكروهين في المناطق التي يقطنون فيها و أنزلقوا هذا المنزلق الخطير نتيجة للحقد المتراكم لديهم على جميع افراد المجتمع الناجحين , لذا فأن المسألة في العراق مبنية على أساس الصراع بين القوى الضلامية المتخلفة والقوى الحضارية التي تؤمن بالأمن والسلام والخير والمحبة والعلم والتنافس الشريف , عكس القوى الجاهلة التي تعتمد على الظلم والشر والقتل كأساس لأثبات نفسها , وهنا لا يمكننا أن نصف هذا الموضوع على أنه صراع لأنعدام الأسس التي يمكن توفرها من مكونات الصراع من انعدام توازن القوى وأختلاف الوسائل التي يستخدمها الطرفين في الصراع , أما عن القوى الحضارية لو تحدثنا فأننا من الصعب جداً تخيل اشخاص متعلمين ومتحضرين يعاملون غيرهم بطرق وحشية وظلامية كما يفعلها المتخلفون , لذا لابد أن تعد القوى الحضارية العدة لا العدد من أجل الأنتصار في هذا الصراع وتهيئة الأسباب و المقومات التي ستهدم القاعدة التي بني عليها العدو المتوحش قواه , من خلال رفع مستوى الوعي والثقافة لدى اغلب أفراد المجتمع من أجل عدم انزلاقهم في تلك المنزلقات وكذلك توفير مقومات العيش الرغيد والعدالة الأجتماعية واحقاق الحق ضمن مفاهيم وقوانين تؤسس قاعدة فكرية رصينة تحارب القوى الضلامية وتمنع تعاطف الجهلة معها , وهذا الدور الحضاري غائب تماماً عن أغلب الجهات والأحزاب التي تحاول أن تلعب دوراً في السياسة العراقية , رغم أنه الحل الأمثل للقضاء على أفكار أودت بالبلاد الى الحضيض , فكيف لنا أن يحكم بغداد والعراق الرعاع والمتخلفين , وكيف لنا أن نسمح أن يكون أميراً علينا شخصاً قذراً لايميز بين الخطأ والصواب البتة , كيف لنا أن نسمح بأن يقودنا اللوطيون واولاد العاهرات , وكيف لنا أن نستمر بالصمت المخيب , وهل سيغفر لنا العراق ذنب صمتنا الرهيب وفقداننا ادواتنا التي نمتلكها من علم ومعرفة و أنسانية , وهل سننتصر