الشعب الكوردي شعب مسالمٌ وعريق لا يناله الموتورين من حثالات النوادي الليلية

 

ما زال هناك هجوماً ظالماً على الشعب الكوردي من قبل بعض الواعظين الجدد الذين يتسترون خلف ستاراليسارية وفي ذاتهم عداء وكره مستميت تجاه الاخرين من اجل النيل من مكانة الكورد وعلو كعب هذا الشعب في سُلّم الانسانية والوطنية .

فهولاء ينفثون سمومهم كالأفاعي ضد الكورد ويحاولون سوق جملة من الاتهامات المزيفة والكاذبة بحقهم ؛ من خلال تزيفهم للحقائق للتستر على الفساد المالي والإداري في المؤسسات الدولة في حقبة حكومة المالكي السوداء وتبرئة ساحتها من سقوط ثلث العراق بيد مسلحي دواعش ، ومن ثم بكائهم الكاذب بدموع التماسيح على مدينة كركوك بحجة تجاوز الكورد عليها , بدل شكرهم للشعب الكوردي ولقيادته الوطنية لحمايتهم وإنقاذ لها من هجمات مجرمي داعش .

في حين هولاء الواعظين قد غمضوا عيونهم عن مجزرة سباير ومعسكر مثنى في محافظة صلاح الدين وعما جرى ويجري في بغداد العاصمة والمدن الأخرى من الاعمال الأجرامية من قتل وتنكيل وتهجير للعراقيين الأبرياء بالسيارات المفخخة والمتفجرات من قبل جماعة داعش الارهابية والمتسللين من خارج الحدود وبدعم وتمويل بعض دول الجوار .

فهولاء يعرفون الحقيقة جيدا ويعلمون من هو العدو الحقيقي للشعب العراقي ومن الذي يدّعي الوطنية بدل ان يقولوا الحقيقة للناس أخذوا يصبون جام غضبهم على الكورد بحجج واهية ، فهناك قول يعرفه الجميع ان الجهل بالحقائق ليس عيباً ، ولكن اطلاق التهم الكاذبة دون معرفة الحقيقة تكون عيباُ ، فهذا يعدّ بحد ذاته افلاساً فكرياً وسياسياً وشعوذة شيطانية من قبلهم . يجب ان نشير الى حكمة شعبية مأثورة مفادها ان (البعض عندما يطعن في السن يخرّف) . فهل اخرَفوا هولاء أم انهم أفصحوا عن ماهيتهم الطائفية والعنصرية ؟ والايام ستكشفهم وتبين حقيقتهم الشوفينية ولا يخفى على القاصي والداني.

ولمن سخرية القدر ان مثل تلك النماذج يعيشون في دول أوربية غربية أي في الدول الرأسمالية ويبقون يتشبثون بشماعة القيم اليسارية وولائهم التام للمعسكر الاشتراكي ، ويتمتعون بالمعونة الإجتماعية الشهرية المخصصة للعجزة والعاطلين عن العمل ، ويحتسون المشروبات الكحولية ويجالسون الصعاليك في بعض الحانات ، ولا يقدمون شيئاً للدول الحاضنة لهم بل انهم في ارذل العمر يكونون عالة على تلك الدول المضيّفة .

هل انقلبوا هولاء الوعاظين الجدد فجأة من الشيوعية والماركسية كما كان يدّعون الى أشخاص طائفيين وعنصريين وباتوا يسقطون في المستنقع الحقد البغيض ، وتخلوا عن أفكارهم التي حملوها وتغنوا بها لسنين طويلة .. وتحولوا في ليل وضحاها الى عروبيين او اسلامويين أو بأحرى الى مذهبيين طائفيين وعنصريين .

وللأسف ان حكومة كوردستان قد استضافت بعضهم واعتنت بهم وتم تكريمهم من قبل بعض المسؤولين الكورد فهنا سؤال وجيه يطرح نفسه ، الا هو: ماهي مصداقية انسان كتب الكثير عن كوردستان وتغنى بشعبها وطبيعتها ثم يلعنها بين ليلة وضحاها ويطلق عليها من أشنع النعوت والاكاذيب ؟ فمثل هذه النماذج من الكتاب المرتزقة والنفعيين يسبقهم دوماً ميول التبعية والتسوّل , ولو يعتبرها البعض كنوع من الفهلوة والشيطنة والشطارة يتباها بها, بين اقرانه ام اصبحت في هذه الايام كوسيلة ارتزاق قذرة ومخدشة للسمعة الانسانية والادبية أم كان لهم فيها غايات ما يبررها , من دون الشعور بسقوطهم في قعر الحقارة المطلقة .

فالوعاظين الجدد الآن يتربصون ومنذ مدة لاقتناص مثل تلك الفرص من اجل كيل الشتم والسباب لجميل معروف الشعب الكوردي المسالم ، ارضاءً لولي نعمهم المتعددة المنافذ ، واليوم بات للجميع حقيقة مثل تلك النماذج اللقيطة التي مرقت من المبادئ اليسارية الانسانية وبدأو يتقيؤن حقدهم وبث سمومهم السفراء منذ استلام السيد المالكي للحكم وللان . لابد ان ندع هولاء الغافلين ان يغرقوا في قعر مستنقع السقوط او ان يعترفوا بخطأهم الفادح و يعتذرون بشدة من الشعب الكوردي ان قبل هذه الشعب الكريم المناضل اعتذارهم .

فمثل تلك المشاعر المعادية للكورد من قبل البعض لم تكن وليدة ساعة او يوم ، بل هي تراكمات قديمة مختزنة في ذواتهم النتنة وهي من شجرة التعصب البعثية الخبيثة المتوارثة من حزب البعث منذ استلامهم للسلطة في العراق .

هولاء يعانون حقاً من اوجاع نفسية معنوية وضيق خبيث يجتاح مفاصل حياتهم التعيسة , انهم في حالة نكوص تام ولا يمكنهم ان يخطون الى الأمام نحو السلام والانسانية ، لذلك نراهم بين فينة واخرى لا يحسنون المنطق الانساني سوى اجادتهم التامة للغة النباح والعواء المستمر على قافلة مسيرة الكورد الانسانية والعمرانية كلما سنحت لهم فرصة سانحة للتسول على ابواب اباطرة السحت الحرام ومن جيوب سارقي قوت الشعب العراقي ووجدوا وبعدها تراهم يفرغون ما في بطونهم النتنة وعقلهم الخاوية .

وهكذا نجد ان المثقف (المتثاقف ) يسقط سريعاً مثل الذباب على الاماكن القذرة أمام الاغراءات المادية ولمكارم الحكام الفاسدين , ليختم على اوراق خيانة مبادئه الفكرية والانسانية التي غنى بها دوماً في داخل الوطن وخارجه .