داؤنا فينا ، فهل نعلمُ ؟ |
بعد نيسان الفين وثلاثة وحتى قبل اربعة أشهر كانت الجرار بقضها وقضيضها "لا اعرف معنى القضيض" تتكسر على راس صدام العوجاوي وبطانته التكريتية ، بما في ذلك نهب الحاج صاحب الفضل و الفضيلة فلاح السوداني لقمة عيش الاطفال المنغصة اساسا . ولان اليوم اشبه بالبارحة هاهي الجرار تتكسر الواحدة تلو الاخرى على راس الحجي ابو اسراء وبطانته ، بما في ذلك نتانة سرقة كرفانات النازحين المُملينين والمملينات الاحياء منهم والاموات . باختصار كلما دخلت امة لعنت اختها كما يعبر القران الكريم باجمل ما يكون عليه التعبير . منذ وعيت على العراق ونحن امة نهب وسلب حتى كأن النَواب خصنا بواعيته : " حتى البهائم ما نهبت بعضها " . حقا ، هل تعلمون عدد العوائل التي تمارس الان خسة الثراء المترهل في العراق بسبب السطو على اموال اليهود العراقيين مطلع العقد الخامس خلال نكسة " الفرهود" التي يسميها البعض هولوكست بغداد ؟ البعض يظن ان الموضوع لا يعدو كونه نهبا لعدد من متاجر اللنگات والصاغة و باعة اللبلبي . الموضوع ليس بهذه البساطة المفرطة ، فهذه واجهة لكارثة اعمق انتهكت فيها اعراض و قتل المئات واصيب الالاف و سُطي على عقارات ومزارع وبيوت هي اقرب للمتاحف الاثرية بسبب ذلك النصر المبين على اليهود ، و الذي تحول فيما بعد الى لعنة ابدية ستظل تطارد العراق الى يوم يبعثون . بعد ذلك بنحو ربع قرن ، القصص التي رواها العراقيون الذين رحلوا الى ايران قسرا في السبعينيات والعقد التالي ، عن النهب الذي تعرضوا له من اقرب جار ، قصص اسطورية تندى لها جباه خنازير الاهوار . حقا ، لماذا نذهب بعيدا ، فلنعد الى خمسة اشهر لنرى ماذا فعلنا بممتلكات المسيحيين في الموصل وضواحيها عندما اطلت علينا اعلام الفتح السوداء مع تنظيم الدولة البغدادي الزبر - حديدي !!! في اليابان التي نكبت - ولا تزال منكوبة - بتداعيات أمواج المد البحري "تسونامي" قبل نحو اربع سنوات ، اعاد المواطنون ما قيمته مليار دولار اموالا ومصوغات الى السلطات كانت قد جرفتها الامواج الى امكنة اخرى . كما سلمت الى السلطات مئات القاصات الفولاذية فاعيدت لمن تيسر من مالكيها او ورثتهم الذين افلتوا من مغبة الطوفان المهول . ترى من اوعز لهؤلاء الكفرة الفجرة بهذا الالتزام الذي نسمع عن فصصه الخيالية فقط ولا نرى امثلة حية له بين ظهرانينا ؟ اهو اِلهُهُم بوذا الذي لا يجلب لنفسه نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا نشورا ؟ ... لا النظام الملكي آنذاك دعا البغداديين الى الفرهود العظيم ، ولا احد يزعم ان صداما العوجاوي امر الجيران بنهب ممتلكات من كانوا يُسمَون بالتبعية الايرانية ، و لا خليفتنا السادس " الخامس طبعا معاوية بن ابي سفيان" وضع شفار السيف على اعناق المسلمين الدخلاء للسطو على بيوت المسيحيين الاصلاء . نعم اولاء نحن ، فلم الاستغراب وفغر الافواه على مصاريعها عندما نسمع عن خمسين الف عسكري فضائي تلقوا في العراق ما معدله مليار دولار سنويا كرواتب منذ عام الفين واربعة ؟ هل هذا كل ما يحدث اليوم ؟ وهل فتحت ملفات الفساد بالكامل بعد الكشف عن هؤلاء الفضائيين بآلافهم الخمسين وبملاييرهم المُمليَرة ؟ حتى لا تناموا رغدا مطمئني البال ابشركم بان ما يجري في اروقة وزارة الداخلية من فساد هو اضعاف ما يجري في وزارة الدفاع ، و عمر اجهزة الشرطة في العراق لا ينازعها في ميدان الفساد بطل ، الا من رحم ربي من صغار الضباط والمراتب الذين لا حول لهم ولا قوة . ترى كم من بين هذه الالاف المترهلين حقائبا "الجواهري" هم ممن لا تفوته الفريضة بل وصلاة الليل بل ودفع الخمس للسيد ، بل وحضور مجالس عزاء الامام الحسين "ع" متقدمين المطبرين والمطبلين بلفافة خضراء تجلل رؤوسهم ؟ اترك الاجابة لتجاربكم الخاصة مع هذا الموضوع الشائك فقد اصبحنا في زمان يبرر فيه كل شيء شرعيا وتفصل فيه كل بدلة على مقاييس الاسلام حتى وان كانت بدلة الحاجة الامرة بالمعروف والناهية عن المنكر فيفي عبده لا حُرمنا ظلها الوارف على رؤوسنا ورؤوس من خلفونا . غدا او بعد غد ستحط على مقاعد المنطقة الخضراء عجيزات حكومة جديدة وستكون الخطوة الاولى لاثبات حسن نيتها ، هي كشف ملفات الفساد في حكومة العبد الصالح المطيع لله ولرسوله حيدر العبادي . لكن لا احد يبدو جادا في وضع اصبعه على الجرح لتحديد موضع التسوس وفساد سمكة القرش . المهمة تبدو تعجيزية ، لاننا سنحتاج الى اصبع تمتد من اقصى نقطة في البصرة الفيحاء الى اعلى قمة جبل "بيخير" في زاخو الشماء . فمن ياتيني بمثل هذه الاصبع العملاقة ؟ دمتم لكل فرهود.
|