لبس العمامة ، و وضع على كتفه عباءة سوداء وجمع حوله عشرات الصحفيين ، وبدأ ينادي بأعلى صوته بحب الوطن والوطنية ، ونسي اخينا في الله بأنه يرتدي ملابس فرعية ترمز الى احد (المذاهب الاسلامية العراقية) !! ثم مد قدمه اليمنى الى داخل السيارة ، واتبعها باليسرى ، واسرع الحرس يلملمون ما تبقى من عباءته ويدخلونها الى السيارة العسكرية ، والتي هي الاخرى سوف تذهب على بركة الله لأداء فريضة وطنية ، ولكنها فعلت الشيء نفسه الذي فعله الشيخ عندما وضعت على ظهرها الذي تكسوه طبقة من الاتربة ، راية ترمز الى هوية فرعية وليس الى الهوية الوطنية ، ويصرخ جهازها الراديو ، او الفيديو ، او لنقل السيدي لأنه يعني كل ذلك ، بأغنية ذات اهداف وغايات وطنية ولكنها تردد كلمات فرعية وغير وطنية . دخلت السيارة وعلى متنها الشيخ المعمم المدينة التي اعتقد بأن اهاليها سوف يستقبلونهم بالورود لأنهم جاءوا من اجل اداء واجب وطني مقدس ، ومن اجل رفع الضيم عنهم ، ولكن الشيخ وحرسه تفاجئوا ولم يكادوا يصدقوا ما لاح لهم ، عندما رأوا بأن اهل المدينة هم ايضا ينادون بالوطنية ، ولكنهم يرفعون رايات فرعية ويرتدون ملابس ترمز لهويات فرعية (مذهب اسلامي عراقي اخر) . فظن كل طرف بالطرف الاخر ضن السوء ، واشتعلت حرب غير وطنية من اجل الوطنية ، فقتل اهل المدينة الشيخ ، واطلق الجند النار فقتلوا كل اهل المدينة !! والسبب في كل ذلك هو ان كلا الطرفين قد حمل علامات مذهبية لأداء مهام وطنية |