قرار مهم جدا فيما لو اتخذه العبادي؟


يحاول السيد العبادي ان يعمل على ترسيخ مؤسسات الدولة وتوجيه العمل فيها بالشكل الصحيح الذي يمكن ان تقوم على اساسه الدولة العراقية بعد ان تمكن البعض من المنافقين والمتسلقين الولوج الى مراكز الدولة المهمة والاستفاضة في ابداء الاراء المضللة لمراكز القرار الرئيسية في الدولة خلال الفترة الماضية حتى باتت الكثير من القرارات محصورة في اروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية بسبب الترهل الذي قام به البعض لزيادة وكثرة المناصب المكررة في تلك الوزارات والا فان الارقام المهولة التي نسمع عنها في وكلاء الوزارات ومدرائها العامين مذهلة جدا الى درجة عدم تصديقها لأنها اظهرت التلكؤ الكبير في وزارات الدولة العراقية على اعتبار ان الوزارات لها هيكليتها ونظامها الاداري الذي يحكمها فلماذا هذا الكم الهائل من الوكلاء في تلك الوزارات والحال انها لم تكن وزارات نافعة في الكثير من القضايا التي تمس حال المواطن والخدمات المقدمة اليه .

يحاول السيد العبادي ان يقف بتلك الوزارات موقفا يكون نافعا باتجاه تحسين الاداء والتوجيه بالعمل الصحيح لها وقد اصدر عددا من القرارات المهمة التي يمكن ان تضع بعض المترهلين ومن الذين جاؤوا بالمحاصصة في زاوية ضيقة ولذلك هذه المحاصصة المشؤومة امتدت الى صناعة المناصب المهمة في اطار الدولة وبالذات في الوزارات لابد ان يقوم العبادي من اتخاذ قرار مهم وجريء وهو تقليص مناصب وكلاء الوزرات والمدراء العامين فيها حيث يعكف التحالف الوطني على ذلك الامر ونتمنى من الكتل السياسية الاخرى ان تقف ذات الموقف مع رئيس الوزراء لكي يتخذ قرارا قاطعا به حيث يشير البديري الى تلك الانعطافة المهمة لتخفيف كاهل الدولة من هذا الترهل " وقال البديري لـ"الغد برس"، إن "التحالف الوطني ناقش موضوع توزيع الدرجات الخاصة والمدراء العامين ووجد انهم بإعداد كبيرة يتطلب تقليصهم"، منوها الى أن "اكثر 80% من اعضاء المجالس البلدية هو خارج الضوابط سيتم تقليصهم ايضا".وأضاف أن "عدد الوكلاء في جميع الوزارات يتجاوز 724 وكيلا وألاف من هم بدرجة مدير عام ومستشارين يكلفون الموازنات مليارات الدنانير"، مبينا أن "مجلس النواب يعمل على ترشيق هذه الأعداد".انا اعتقد لو تخلصنا من المحاصصة البغيضة لتمكنت الحكومة من انجاز الكثير الذي نأمله لأنها منهجية فرضت على الواقع السياسي العراقي منذ سقوط النظام السابق والى يومنا هذا وهي التي قيدت الحكومات السابقة وحصل ما حص فيها من اخطاء تتحمله كل التوجهات السياسية في البلد فلا يمكن ان نضع اللوم على جهة ونترك الاخرين بل الجميع شارك في ما حصل للعراق طيلة الفترة الماضية