بعد ان تلبدت سماء العملية السياسية في العراق بغيوم الازمات وشحن اجواءها بوميض وصوت رعد التظاهرات الشعبية في المناطق الغربية من البلاد وهبوب رياح الاختلاف والمقاطعة التي تبنتها الكتلة العراقية والكتلة الكردستانية لحكومة المالكي .
كما ان الضعف والهزل بات واضحا في حكومة المالكي التي لم تنجح في استقطاب اطراف العملية السياسية وبناء الجدار السياسي للعراق من لبناتها الاساسية المقومة له وفشلها في التعامل مع مجمل القضايا السياسية سواء كانت محلية او دولية والنظرالى مستقبل البلاد بمنظار عدسته التي لم تعكس الوان واطياف مكونات الشعب العراقي وقزحيته الجميلة واللجوء الى الفردية والاغلبية السياسية كما يعبرون رغم معرفتهم انها تزيد الطين بلة والوضع سوءا وتصب على النار زيتا فأوجدت تعثرات وتخبطات رئيس الوزراء هذه المتاهة السياسية والتي اصبح المالكي في وسطها وفوجيء بها وبدون اي خارطة طريق واضحة فهرول الى الجعفري والحكيم واضعا على عينيه غشاوة نسيجها مصالحه الضيقة وحبه لأريكة الحكم وأريحيتها متجها نحوهم لعلمه انهم لا يخترقون شرنقتهم الطائفية والحكومية والفئوية .
وكما وصف احد المحللين السياسين الجعفري بأنه( سياسي داخل شرنقة حكومية ) وبالفعل اثبت الجعفري انه لا يستطيع ان يفك خيوطها ويتنفس هواء ونسيم الشراكة الوطنية ويشم عبيرها او ان يتنبه لما سيؤول اليه البلاد من التجزئة والانقسام وفقدان الثقة السياسية بين الاطراف العراقية في ظل هذه الحكومة وسياستها فصرح بعد لقاءهم في مكتبه المغلق النوافذ والاسوار والبعيد عن منطق الحوار ( انه يشد على يد الحكومة في ان تمضي بطريقها ) وبتناقض واضح وصريح محاولا تلميع وتزويق موقفه بالوان المجاملة السياسية يبعث ب((رسالة الحب والاحترام والتقدير إلى كل مكونات الشعب العراقي))!!! وبهذه الكلمات اختم مقالي متعجبا من هذا الحب والتقدير والاحترام لمكونات الشعب العراقي وان أغلب ممثلي هذا الشعب يعترضون وبشدة على سياسية الحكومة ومسارها الخطير وانت تشد على يدها .
وائل العباس