حكومة الغرائب والنهب حكومة العجائب وغسل الأموال حكومة يسرح ويمرح فيها اللصوص والمجرمون والقتلة ومفجّرو السفارات ومسمّمو مياه الشرب بين غرف ومباني الدولة يأمرون وينهون خارج صلاحيّاتهم ومن دون مسائلة عن غسيل أموال ومن دون أن تطالهم يد القانون .. حكومة تأملنا منها حكومة "بشائر وخير" لا حكومة يُترك فيها المستهتر والجاني والمفسد واللصّ والمجرم حرّاً طليقاً رغماً عن عشرات الملفّات بأدلّة قانونيّة وجنائيّة وتخريب بلد بأكمله بينما يُمسك بالبريء لمجرّد علاّس أو ظنون وشكوك يودع الزنازين بعد تعذيب شديد يقرّ فيها بأنّه حماية أبا بكر أو عضو شعبة زمن معاوية أو قوّات خاصّة زمن حمورابي أو يعترف بإسرائيل , يُترك بعدها نسياً منسيّاً سنوات وسنوات دون ذنب .. استبشر الناس بالعبادي وبدأ يُطهّر أجهزة الدولة من هذا وذاك ويوعد بإطلاق سراح البريؤون من المعتقلات لكن , وأيضاً , وكسلفه , فقط وعود , آخرها بشرى في غاية السرور نطقها العبادي بلسانه أنّ البريء يُطلق سراحه بعد ستّة أشهر من الحكم بالبراءة ! هي أعتقد من نفس فصيلة مئة يوم المالكي الّتي وعد بها العراقيّين بإصلاح الفساد .. أيقنت أنّ كيري وراء الحالتين , يهمّه مراكز الدولة في قلق "ربيعي" عراقي دائم يصدم نفسه بنفسه في أيّة لحظة.. بينما "رئيس العصابة" يقبع جنب العبادي بُعد أمتار ويطير من فوق رأسه بطائرات الدولة بين يوم ويوم بمختلف الاتّجاهات "الجواريّة" وكأنّه في مدينة ألعاب , ومن دون إذن بالسفر , وبدون بطاقة دخول , يقدّم نفسه من الآن حاكماً أوحداً للعراق وإن طال الزمن ! لا يستطيع العبادي القبض عليه , فبلّش العبادي بالاستعاضة أوّل ما بلّش , وبمن بلّش , بلّش بالّذين أتتهم أوامر "الفساد" من بطل الفلم "الفضائي" فلان ابن فلان الفلتاني .. ما بدأنا نراه هو أنّ الفلان ابن فلتان أركن في منصب "محصّن" لحين فظّ الاشتباك الأميركي الداعشي بعد أن كادت "داعش" بحسب ما تقول أميركا أنّها القاعدة قصدي أنّها داعش وليسوا ثوّار العشائر والمسلّحون الّذين انقطعت أخبارهم لأسباب خلل في طائرة توزيع البريد ! كادوا يُسقطون بغداد , إلاّ قليلاً , تداركتهم "الاتّفاقيّة الأمنيّة" مثلما تاركت "الفكّة" في آخر اللحظات .. أيّها العراقيّون .. فلان ابن فلان عائد عائد .. المؤشّرات تقول قرب فضّ "الاشتباك" والاعتراف التركي الغربي الخليجي بالنظام السوريّ مجدّداً , بشرط , إعادة العداء بين سوريّا وبين العراق خدمةً للخليج ولإسرائيل ولاتّفاقيّة "بايكس زيكو" ويعود الخصام على أيّام زمان منذ القطيعة الّتي افتعلها صدّام مع سوريّا واستمرّت من بعد "يوم الأرض" بداية سبعينيّات القرن الماضي ولغاية ما قبل إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين قبل غزو العراق ببضع سنوات بعد الرسالة الّتي بعث بها بشّار الأسد إلى صدّام حسين , ولن يحصل هذا العداء إلاّ من يمتلك الجرأة "والقباحة" ونكران الجميل , وهو موجود والحمد لله فأرضنا أرض الثروات والأبطال .. فقط يُقال للعبادي "كن" ّ كما كنت فيكون , وافسح الطريق "لعودة الألقاب" .. العراقيين على موعد مع حكم دكتاتوري جليدي قارس يمتدّ لقرون ..
|