تفجيرات مدينة الصدر المتكررة

تفجيرات مدينة الصدر المتكررة تشير الى نقاط ضعف امنية ساوردها بالتالي:

1- العقل الامني غير المحترف مازال يتعامل مع نموذج "الارهابي" بصورته الكلاسيكية، فيعتقد ان من يطيل لحية ويتحدث بلكنة لاتشبه لكنة اهل الجنوب هو الهدف، فيما ان الحقيقة التي ذكرت مرارا وتكراراً ان هذا الموضوع تجاوزه جيل ابو عمر البغدادي قبل ابو بكر البغدادي ، عندما ركز على احياء ما يسمى "ولاية الجنوب" واستقطاب شباب لهذا الغرض، وزرع خلايا في بيئات جديدة وتدريبهم على التكيف معها، لدرجة ان يقوموا بمراسيم عاشوراء بكل حماسة ويتقنوا اللهجة ويمدوا خطوط تواصل مع الناس، وكل هذه اساليب بسيطة ولاتحتاج الى عقل عبقري ليفكر بها!.

2- هناك استقطاب امني شديد في مدينة الصدر ومراكز قوى انتجت نقاط ضعف امنية، ورجل الامن في المدينة لايستطيع عمل شيء اذا لم يكن مدعوماً من مركز من تلك المراكز، وبسبب تعدد مراكز القوى والسيارات التي لاتفتش والهويات الذهبية التابعة لهذا الطرف او ذاك والذي يعتبر تفتيشه اهانة، حصلت بيئة سهلة الاختراق.

3- مدينة الصدر باعتبارها معقل عدد مهم من الفصائل المسلحة تضم مستودعات، اسلحة بل انها تعد من اسواق السلاح الرائجة في بغداد، ما يجعل فرضية ان العبوات الناسفة والسيارات تلغم داخل المدينة خيار قائم.

4- المدينة تاريخياً وبحكم ظروف تاريخية وايضا بحكم الكثافة السكانية والاغطية العشائرية ضمت بعض عصابات الجريمة المنظمة، وسبق ان اشرنا في مقالات ومواضيع سابقة الى ان تنظيم داعش، يستخدم هذه العصابات كحلقة وسطية سواء لتجارة الاسلحة او لتنفيذ عمليات تفخيخ غير انتحارية او لنقل انتحاريين.

المطلوب :
1- اعادة هيكلة الادارة الامنية في مدينة الصدر وتعهد كل الفصائل بالخضوع الى اجراءات السيطرات الامنية التي يجب ان تكون محايدة ليتسنى لها العمل بشكل متوازن.
2- اعادة تدريب رجل الامن على ان اللهجة الجنوبية لاتعني صك براءة من الارهاب وان عليه عدم الانتباه الى هذا الموضوع والتركيز على تفاصيل امنية حول الاشارات التي تدعو للشك.
3- تشكيل قوة خاصة لتفتيش قطاعات المدينة ، والوصول الى الخلايا المزروعة فيها، كما يجب العمل على ايقاف تجارة السلاح بتوافق مراكز القوى هناك على الاقل. الى حين تسليم الامر للدولة.
4- اعادة قراءة خريطة نقاط التفتيش والجهد الامني في المدينة بما يشمل سد الثغرات على المستوى الجغرافي وخصوصاً في مداخل المدينة الشرقية والجنوبية. المفتوحة على مناطق عشوائية تحتاج الى تقييم امني دقيق.
5- اخيراً ... مراكز القوى المسلحة في اي مكان لاتخلق الامن وانما تتسبب في هدره، ومدينة الصدر ستكون عرضة للخروقات اذا لم يتم معالجة مراكز القوى بشكل كامل.