بين النفي والتصديق .. ايران تعترف اخيرا بقيامها بطلعات جوية شرقي العراق بالتنسيق مع الحكومة العراقية ودون علم الادارة الامريكية !!


العراق تايمز:

كشف مسؤول إيراني لصحيفة ذي جارديان البريطانية، اليوم السبت، أن بلاده شنت غارات على مواقع لتنظيم داعش البريطاني الارهابي في شرق العراق من دون التنسيق مع واشنطن

ونقلت الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية الايرانى ابراهيم رحيم بور قوله ان "الضربات الجوية كانت دفاعا عن مصالح اصدقائنا في العراق"، مشيرا الى انه "لا يوجد اي تنسيق مع الاميركيين، بل قمنا بالتنسيق مع الحكومة العراقية فقط".

واضاف رحيم بور "لن نسمح بان تتدهور الاوضاع في العراق كما حدث بسوريا"، مشيرا الى ان "مساعدتنا للعراق بالتاكيد اقوى من مساعدتنا لسوريا لانهم اقرب الينا"

وكانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اعلنت، يوم الاربعاء، ٣/١٢/٢٠١٤ عن قيام طائرات ايرانية مقاتلة بتنفيذ ضربات جوية في محافظة ديالى ضد تنظيم داعش، واكدت انها لم تقم باي "تنسيق عسكري" مع ايران بتنفيذ الطلعات ،وفيما اشارت الى ان الامر يعود للحكومة العراقية في تجنبها حصول نزاعات بمجالها الجوي الخاص.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الادميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن نقلتها صحيفة الغارديان البريطانية، إن "الطائرات المقاتلة الايرانية قامت بتنفيذ ضربات جوية في محافظة ديالى ضد تنظيم داعش"، مؤكدا "عدم وجود اي تنسيق بين طهران وواشنطن بهذا الخصوص ضمن نشاط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق" .


وأضاف كيربي أن "الولايات المتحدة مستمرة بتنفيذ طلعاتها الجوية في العراق وان الامر راجع للحكومة العراقية بان تتجنب حصول نزاعات في مجالها الجوي الخاص"، مشيرا إلى أنه "لم يطرأ اي تغير على سياستنا المتبعة بعدم اجراء اي تنسيق عسكري مع الايرانيين".

 

وبالوقت نفسه نفت طهران هذا التقرير و وصفته بانه“غير دقيق؛ ومن ثم فهو غير صحيح أيضا”.

وقالت مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية ، “لم تتغير الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية”، وذلك دون أن تصرح بنفي واضح.

ومن جانبه نفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قيام إيران بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم داعش في العراق.حيث اعلن العبادي من بروكسل، أنه «لم يعطِ أي أمر أو أي إذن لطائرات إيرانية أو تركية في قصف (داعش) في العراق». وأضاف: «هناك تحالف دولي وأي ضربة تكون بموافقة العراق وبقيادة عمليات مشتركة»، مشككا في «صحة معلومات قيام إيران بقصف داخل الأراضي العراقية.

ولكن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مثال الآلوسي أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة العراقية لم تعلن للأسف ولم تعلق إطلاقا على ما نشر في الآونة الأخيرة، ليس حول الضربات الجوية فحسب، بل حتى عن وجود قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وسواه من كبار الجنرالات في الجيش الإيراني يتجولون في الأراضي العراقية» مشيرا إلى أن «إيران تعمل بوضوح على الأرض العراقية حتى دون اتفاق واضح بين دولتين مثلما هي حالة التحالف الدولي، حيث إن إيران اعتادت للأسف العمل في العراق من دون مراعاة للدولة العراقية، علما بأن الدستور العراقي لا يسمح بذلك بمن في ذلك الميليشيات، وهنا أشير إلى الميليشيات من الطرفين الشيعي والسني التي تسرح وتمرح بخلاف الدستور الذي ينص على وجود جيش واحد ومؤسسة عسكرية واحدة». 


وأوضح الآلوسي، أن «العراق منكوب من (داعش) هذا صحيح، ومنكوب من الإرهاب وهو أمر صحيح أيضا، ومنكوب من تدخل دول الجوار دون استثناء، لكن إيران لها وجود على الأرض»، مبينا أن «الغارات الجوية الإيرانية التي تنفذ في العراق إنما هي للتغطية على عمليات تجري على الأرض وبصرف النظر إن كان ذلك من أجل محاربة (داعش) أو غيرها، لكنها رسائل إيرانية شديدة الوضوح لواشنطن بأننا شركاء معكم في العراق، بل حتى في إدارته».

وتابع الآلوسي أن «المصيبة أن الولايات المتحدة ليس لا تعارض فقط، بل هي توحي لإيران بالموافقة بشكل من الأشكال، وكل ذلك من أجل الاتفاق النووي، حيث أثبتت الأحداث أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يعد يهمه شيء في حياته سوى التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران».

وأكد الآلوسي أن «ما تفعله إيران الآن من وجود إنذار لجيشها على طول الحدود مع العراق إنما هو نوع من التهديد للأراضي العراقية بحجة وجود (داعش)».