علي الاكبر والجنود الفضائيين

عندما حدثت واقعة عاشوراء في كربلاء المقدسة ,كربلاء العنوان للتضحية والصمود والفداء ,كربلاء بناء الانسان وفق القيم الانسانية ,كربلاء المشروع النهضوي الذي تجسد عن طريقه مفاهيم التحررمن العبودية والذلة ,وتحرير المرء من رق الانسان ,رقاً للفكر وللراي والانصياع لمشروع الغابة التي تاتي بأولاد الطلقاء وشذاذ الافاق ليتسلموا سلطة الدولة الاسلامية ,ويعيثوا بالارض فسادا ,بدأ الحسين مشروعه في منازلة الطغاة والمستبدين بابنه فلذة كبده (علي الاكبر) ويقول عنه :خرج اليكم اشبه الناس خلقاً واخلاقاً ومنطقاً برسول الله ,كنا كلما اشتقنا النظر لوجه الرسول نظرنا الى وجه .

كان بأستطاعت الحسين ان يخبىء علي الاكبر تحت العباءة ,او يجعله في المدينة ,أوينتظر ماذا تؤول اليه الاموربوطيس المعركة ؟وبعدها يقرر بأي مكان يرسله ,....يرسله الى بلاد فارس ,اوالروم ,أولأي دولة نائية ,لم يفعل هذا الحسين اطلاقاً لانه يحمل فكر الرسالة المحمدية في وجدانه الذي ترجم على ارض الواقع في ساحة معركة الحق ,قدمه للموت طعاماً لانه اراد له حياة جديدة مليء بالفخر والاعتزارليست حياة الخنوع والخضوع ,وعمر مخلد يخلده التاريخ بخلود القيم الصادقة ,تعامل الحسين مع جون العبد الاسود المسيحي كما تعامل مع ابنه علي الاكبر,فهو دليل لمشروعية نهضته الانسانية ,خرج جميع اخوة الحسين ,واولاد عمومته واقاربه ,وأنصاره وحتى الرضيع ,رفض ان يكون فضائياً والتحق بركب الشهادة ,الجميع سجلوا موجودين بسجلات تاريخ التواجد ووقعوا بدمائهم وليسوا فضائيين ,يدفعون الاموال وهم متواجدين في بيوتهم وعندما ينجلي غبارالمعركة يأتوا ليتواجدوا امام الانظار والراي العام انهم شاركوا في المعركة ,وتنهال عليهم اوسمة الشجاعة الكاذبة ,ويخبروا الناس عن بطولاتهم الزائفة .

لم يبقى للحسين كونه قائد المعركة من ناصراً ولامعين أستنفذ كل جنوده وهو يراهم صرعا مقطعين الاوصال على الثرى ,لم يرمي رتبته العسكرية بتعبيرنا الاصطلاحي ,ودرعه ويبقي

سيفه جليس غمده ويلتحق باقرب نقطة عسكرية ويقول انها المؤامرة التي احيكت بظلام الليل, قال : اني لا ارى الموت الاسعادة والحياة مع الظالمين الا برما .وقول الشاعر:ماعلينا ان قضى الشعب جميعاً أفالسنا في أمان ,وأي أمان هذا و(50) الف فضائي من جنود وهميين كخطوة اولى والبقية تاتي ,مشاريع وهمية ,ومتقاعدين وهميين ,وافكاروهمية,كيف سنقاتل الاهاب وهنالك قادة بمثل هذا السلوك المنحرف يتعاملون مع الازمة وتحدياتها,وهم يشاهدون البلد ينزف وتتكالب عليه الذئاب ,نحن امام تنظيم يتلذذ بالغلو في القتل هو لايكتفي بأخذ السلطة ,وانما يريد ان يستبيح دمي وعرضي بأسم الدين ,نحن بحاجة لقادة يمتلكون الضمير الذي يردعهم ويحاسبهم قبل محاسبتة القانون لهم بمعنى الرقابة الذاتية هي من يسيطرعلى سلوكهم وممارساتهم وافعالهم ,شئنا ام أبينا عملية الأصلاح تبدأ باختيارالقادة وفق القاعدة الذهبية الرجل المناسب في المكان المناسب ,قادة يمتلكون النزاهة والمهنية والكفاءة والوطنية والخبرة ,متواجدين في سوح المعركة والقتال ,هذا ان ارادوا الكرامة وطريق الاحراربابه مفتوح للذين يؤمنون بأن التضحية تبدأ بأنفسهم حتى يكونوا مثلاً اعلى وقدوة حسنة للاخرين .