شتكولون عن الهدة ..بس لامثل خيل الشرطة


اصبح العراقي اليوم لايثق بقرارت واجراءات الحكومات العراقية السابقة التي تشكلت بعد الاحتلال بسبب المحاصصة الطائفية وفسادها وفشلها ..يوميا نرى عقد اجتماع لرؤساء الكتل والشيوخ والسياسيين واصحاب العمائم ونرى الحضن والبوس وصدور بيان عن الاجتماع ...ونرى الاعلام والاعلاميين يحللون ويفلسون ويتفلسفون ..عن ايجابية وفوائد الاتفاق وماورد بالبيان من الوعود والاجراءات المتخذة ...ولكن بعد شهر او اقل او اكثر ...تبدأ الشوشرة الاعلامية ..تخفت بهدوء وتدخل عالم النسيان .. مثل اتفاقية اربيل التي وقعها المالكي ولم تنفذ ..كذلك البيان الوزاري للعبادي عندما شكل وزارته ..ووضعت بنوده على الرف العالي ..ويطالبون بتسليح العشائر و يدعون ان الحكومة ما تسلحهم وبالتالي تبين ان معظمهم فضائيين في الصحوات والسلاح مباع كما في بقية الاجهزة ..والله يكون بعون البو نمر راح يخلصون والزعما بالخارج عايشين وتاركين العنا لاهل العنا ..وسؤالي لعد داعش بيش جا تحارب ...مو بسلاح الحكومة العراقية ؟؟؟سؤال لازم يجاوب عليه الوفود التي سافرت لامريكا تطلب سلاح ...واني لو بمكان الامريكان ..اسألهم ..لعد سلاحكم شلون وصل لمقاتلي داعش ؟؟؟ وبس ..واني اكول لامريكا ..حصروا السلاح بيد القوات المسلحة فقط والا سيوجه فيما بعد لصدور العراقيين ..وواحد يقتل الاخر ..وحتى بين عشائر الانبار نفسها ..
فالرجل العبادي كما الاحظ شخصيا انه يحاول تنفيذ وعده ويصدم بمواقف غير منسجمة للكتل التي اتفقت معه وتخلت عنه ...كل منها تغني على ليلاها ولا يشكلون جبهة واحدة لمحاربة
اولا - الطائفية
ثانيا - الفساد
ثالثا - الارهاب
ومن هذه الامثلة كثيرة ...تصدر قرارات جيدة ويتمناها المواطن وبعد فترة تنسى وتترك فوق الرفوف العالية ..
هذه الظاهرة الرديئة عند الساسة العراقيين اساءت للشعب وجعلته لايثق باي وعد او اجراء تتخذه الحكومة او الوزارات ..فلهذا تولدت ازمة ثقة بين المواطن والحكومة ..
كل العراقيين تفاءلوا وفرحوا برحيل المالكي واستبشروا خيرا بمجيء العبادي ( كما تعلمون العراقيين طيبين وعلى نياتهم يصدكون بكل حجاية اللي تنكال الهم ) ..الرجل وعد وعود كثيرة ويحاول تنفيذها ..ويصطدم بمعارضة هذا المكون او ذاك ...لانهم لايريدون له ان ينجح في رئاسته للحكومة ( حسد العيشة عند العراقيين ..ظاهرة مزمنة وعند الكل ) ..
من الامور التي وعدها الرجل محاربة الفساد ولاسيما في وزارة الداخلية ..وهذا امر جيد جدا ..ونفذ وعده .. ولكن هل سينجح ؟؟ الله واعلم بالمستقبل ..
وكما يقال في المثل العراقي ( الايد الوحدة ما تصفك ) ..اذن على وزير الداخلية الجديد ان يكون في نفس خندق رئيس الوزراء ..ولو ان الاول من حزب الدعوة والثاني من كتلة بدر ...والفساد بين منتسبي وزارة الداخلية لايصدق من خلال الظواهر المرئية والملموسة وقد ترعرع في زمن المالكي ..واجتثاث الفاسدين سيصطدم حتما بالمتضررين من الفاسدين...المنطق يقول ..ان العملية ستصبح لي اذرع والفوز للاقوى .. والعراقيون يتمنون الفوز والنجاح للاصلح ..
بالامس ومن على فضائية الحرة ..خرج قائد عمليات بغداد ...وبشر العراقيين بنجاح الاجهزة الامنية في القاء القبض على العشرات ممن يخطفون الناس وعرضوا صورهم ..وقال بشكل عابر ان جريمة الخطف تعتبر جريمة ارهابية وليست جريمة جنائية ( مما افرحني واسعدني ) والسبب ان قناعتي الشخصية بان الخطف ليس من اجل المال وانما من اجل خلق الفوضى والخوف والرعب بين المواطنين الابرياء ...اذن هذا هدف سياسي ارهابي ..ويبدوا لي ان اجهزتنا الامنية ....وهنا انبه على ضرورة قيام الاعلام العراقي بتوعية هذا التكييف القانوني ...كي لايتصور الخاطف من العقوبة الاقسى بحجة انه خطف لاسباب مادية صرفة وانما هي جريمة ارهابية وعقوبتها الاعدام مثلا ...كي يخاف ويردع ..
سؤال يطرح نفسه ولفت نظري ...كانت احدى العصابات تتألف من 14 عنصر ..واي خبير في جرائم الخطف يدرك ان عصابة الخطف لايتجاوز عددها 4 عناصر ...فهذا العدد الكبير يؤكد ان اهدافهم ليست جنائية صرفة كما ادعوا في اعترافاتهم ..
ومن المواقف الهزلية المضحكة التي حضرتني عندما شاهدتهم ..انا شخصيا اعرف احزاب سياسية ولها اسماء طنانة رنانة وامناء عامين عايشين في لندن وعمان ودبي واربيل ..ولايتجاوز عدد اعضاء الحزب 4-5 اعضاء ..اي بجسبة عرب بسيطة تستطيع هذه العصابة تشكيل 3 احزاب ..ويربحون فلوس اكثر من خطف الناس ..اذا قدموا خدماتهم لدول الخليج !!!!!!!!!
اعود لسالفة الخطف والمخطوفين ..الاجهزة الامنية العراقية المهنية حصرا ...تثير الاعجاب بامكانياتها وقابليتها على محاربة وملاحقة المجرمين لو صدقوا ...ومغرض من يشكك في ذلك ..ولكن فساد المفسدين وطائفية المرشدين ومحاصصة المنتفعين قد خذلت هذه الاجهزة ..ولوا واصلوا العمل بهذه الهمة والنشاط والاهم الاخلاص و مع تطبيق المادة (4) ارهاب بحق الخاطف فانني واثق ...انهم لن يبقوا مجرم يفكر بخطف عراقي او اجنبي ..وهنا لابد ان نقف ونسترجع دور القضاء العادل والوطني والنزيه في محاسبة الخاطفين ...اما ان تتعب الشرطة وقوى الامن ويتلكأ القضاء بالمماطلة في المحاكمة واصدار الحكم ...فسوف يخيب عمل الاجهزة الامنية ...ويضيع جهودهم ..لان القضاء عجز وفشل عن مواكبة كوارث العراق
يلاحظ ان ركضة رجال الامن الاخيرة والمشكورة والرائعة في محاربة الخطف والخاطفين وسرعة القاء القبض عليهم تثلج صدور كل المواطنين ولاسيما عوائل المخطوفين (كما شاهدتها بالتلفزيون ولا ادري مدى صحتها على ارض الواقع ) وبالعراقي ( ماكو واحد يكول لبني حامض )...وحبذا لو يستمروا ويكملوا واجبهم المقدس بمعرفة وكشف مصير اولادنا الذين خطفوا في السابق بيد نفس هذه النماذج المجرمة ...وبحجة التعصب الطائفي ..وهم اعداء الدين والطائفة والدولة ...
اني اخشى ما اخشاه ان لايبردوا و ان يستمروا بنفس الهمة ولاتذكرونا بالمثل الشعبي العراقي ( بس لاتصيرون مثل خيل الشرطة بس اول هدة ) اي من اول هدة وتفل توهه .
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا .