مسوخ الاعلام


استفزني منشور احد الاخوة على الفيس بوك وقد وضع صور عدد من الاعلاميين مقدمي بعض البرامج على الفضائيات , لا انكر انني لا احمل اي خلفية عن عدد من الاشخاص المنشورة صورهم مع المنشور السالف ذكره ولكن ما حدى بي للكتابة هووضع الاعلام العراقي بشكل عام وخاصة القنوات ذات المشاهدة الكبيرة ومستوى تعاملهم مع الحدث خاصة وان البلاد تمر بازمات متلاحقة . نرى ان نذكر بالطروحات التي كان ولا زال البعض منهم يطرحها على الملئ من المعانات التي كان يعانيها الصحفي العراقي في ضل النظام البائد وكيف (حسب ادعاء البعض) اضطر للكتابة بمواضيع كان يرفض الخوض بها لانها لا تتلائم مع مبادئه الاخلاقية العامة او قناعاته بما كان يدور انذاك , ناهيك عن المزايدات التي زايد بها عدد غير قليل منهم من انهم رفضوا الكتابة في موضوع ما كي لا يمرروا افكار الحاكم السابق ونظامه . هذا الكلام من حيث الشكل مقبول وجيد وانه قد يلاقي استحسان عند المتاجرين الجدد بمستقبل العراق الا وهم ساسة البلاد حيث انهم جميعا يحتاجون الى ابواق وطبول تعلن وتجمل سياساتهم وتاريخهم وتبعد المواطنين عن رؤية الصواب . وقد كنت من الذين استبشر خيرا عندما بدا التغيير حيث كنت احلم مثلما حلم الاخرين بان يرى الاقلام الجريئة بقول الحق ولا شيئ غير الحق وان ارى المواضيع ذات التنوير العالي التي تمس حيات الناس وتبعدهم عن السفاسف وتوافه الامور المواضيع التي توحد ولا تفرق كنت اتمنى ان ارى الرجال ولا ارى المسوخ كنت احلم بان يظهرفي شارع المتنبي احمد مطر كنت اتمنى ان يكتب قصيدة جديدة مظفر النواب يعلن بها فرحه بان الله امد بعمره حتى راى بغداد وقد ملاها المثقفون وكنت احلم بان يعتذر من كتب يطبل لحاكم بان يعتذر عما كتب وينسلخ في المجتمع من جديد او يقول اني امنت بما كنت اكتب وسيضل هذا رايي الى ان يرى انه كان على خطا فيعترف بخطاه . تاجر الكثير منهم بالمرحلة السابقة على اساس انهم كانوا من المغلوبين ولم تكن لهم حول ولا قوة . لا اريد هنا ابين كم منهم كان يكتب في سبيل التكسب بعيدا عن الاعتقاد بالموضوع او لا وكانه طباخا يعد طعاما يدس به السم بمهنية عالية ويعلم انه لن يذقه ولكن ينتظر رضى صاحب المطعم عنه هنا انا لا اهاجم من كان يعتقد بصحة سياسة النظام السابق ومازالوا يعتقدون فهؤلاء اصحاب فكر علينا ان نعالج امرهم بالفكر علنا ان نثبت خطاهم ويعودون لجادة الصواب مثلما ذكرت اعلاه . الم تكن هناك افاق للكتاب ان يكتبوا بها ليستمروا بمجال الاعلام اذا كانت المسالة هي عبارة عن واجب وضيفي ؟! بلا كانت هناك افاق وافاق ولكن كان قدغلب عليهم النفاق ومسخوا الاعلام والصحافة العراقية في الماضي ومازالوا يمسخونها بعد ان لبسوا ثوب التدين والطائفية بالذات حتى يركنوا الى طريق الخلاص فانت اليوم ان تكون تحت عبائة رمز ديني حي اوميت لا تقل حصانتك عن من كانوا تحت عبائة القائد الضرورة او شبله . اخيرا اريد ان اذكر المسوخ بان محاولة الرجوع الى الحق وعدم اذكاء نار العراق بمزيد من الحطب هي اهون من اذكائها فالنار التي لم تمسكم بالامس لا بد ان ياتي يوما لهيبها فيحرقكم وما زالت جهنم تقول هل من مزيد .