مقدمـــــــــــــــــــــــــة : كان الزعيم يردد دائماً عندما يخاطب العراقيين قائلاً عبارته الاشهر: أننـــــــــــــــــــــي منـــــــــــــــــــــــــكم و اليـــــــــــــــــــــــــــكم و أطلقت عليه غالبية الشعب :أبن العراق البار...أبن الشعب البار... و اعتقد لم يُطلق هذا الوصف على غيره و لليوم اقترن هذا الوصف به فعندما تقول ابن الشعب البار يُفهم أنه الزعيم عبد الكريم قاسم...له الذكر الطيب. يقـــــــــــــــــــــــــــــــــول السيد عبد الخالق حسين : (تهمة الشعوبية هذه إحدى التهم التي وجهت لقاسم من قبل القوميين العروبيين، وكانت في مقدمة البيان الأول لانقلاب 8 شباط 1963. والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً. ولكن في المفهوم العروبي العراقي يقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب وغيرهم. والمعروف عن قاسم أنه نبذ الطائفية في عهده حيث نشأ في بيئة عائلية مكونة من أب سني وأم شيعية، وأفراد الأسرة خليط من السنة والشيعة ولا يعرفون التمييز الطائفي. لذا كان من الطبيعي من رجل نشأ في مثل هذه البيئة السليمة أن ينبذ الطائفية وجميع أشكال التمييز بين أبناء الشعب الواحد، بل عاملهم حسب انتمائهم الوطني العراقي بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي الذي كان معمولاً به في العهود الغابرة. أقـــــــــــــــــــــــول : تقول التالي عن مفهوم الشعوبية : 1.(والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً) انتهى. الشعوبية...في اصلها ليست العداء للامة العربية...الشعوبية هي عدم التفريق بين جنس و اخر و تعني عدم الاعتراف بسيادة او تفوق عرق على آخر و انما اعتماد خير العمل في التفضيل بين انسان و آخر. و تعني ان لا امة أفضل من اخرى او تفضلت على أخرى لتتعالى و تَضْطَهِد و تُذِلْ... و لا شعب تقدم أو يتقدم على اخر بشيء غير العمل و خدمة الانسان . الشعوبية في فهم العرب لها و تفسيرها لو كانوا يعلمون و يعقلون و يتفكرون و يحللون و يستفيدون و يُفيدون هي قريشية او مكية الاصل... حيث دخل الكثير من اهل مكة الاسلام تحت حد السيف و لم يعترفوا لصاحب السيف بالفضل في ذلك ...فهم قبائل كانت متعايشة فيما بينها بسبب امور حياتية اخرى غير العقيدة التي اتتهم و فرقتهم ...فكانوا قبل الاسلام شعوباً و قبائل متعارفين و كان اكرمهم بينهم اتقاهم و احسنهم عملا. الشعوبية انتقاد و رفض لقانون القبيلة التي اتى بها المسلمون عندما احتلوا البلدان و اخضعوا الشعوب و امروهم بإعلان الخضوع له (قانون القبيلة) و الاعتراف بفضله عليها حتى تُقَدِمْ له واجب الطاعة و العرفان و الامتنان و الخضوع... الشعوبية هي رفض وصف الموالي و رفض دفع الجزية صاغرين و رفض قول العرب بنقاء العرق و رفض لرفض التصاهر بين الشعوب و البشر. أي انها (الشعوبية) رفض لقيم القبيلة التي اتى بها العرب ليحكموا بها شعوب اكثر حضارة و رُقي و تطور منهم... حيث تتقدم او تتغلب القبلية عند العرب حتى على نصوص دينهم الذين يدعون انهم اصحاب الفضل في تقديمها للشعوب لإنقاذها من تخلفها فهو (دينهم) يقدم الشعوب و هم يقدمون القبيلة: (...شعوباً و قبائل لتعارفوا...أن أكرمكم...اتقاكم)...ربهم قدَّم الشعوب و هم يقدمون القبيلة...دينهم يقول :( ربكم واحد و اباكم واحد)...أي انكم اخوة و هم يفعلون و يقولون غير ذلك. دينهم يقول : ( لا فضل لعربي على أعجمي و لا لأحمر على اسود و بالعكس) و هم يسطرون افضالاً لهم على غيرهم و بدون جدارة و استحقاق. لذلك لليوم تحكمهم و تتحكم بهم و فيهم قبائل و تديرهم قبائل بخلاف كل الامم. عليه لا نقول كما تقول أو قلت : (والمقصود بالشعوبية العداء للأمة العربية طبعاً) بل القول كما افهم... الاصح هو [" والمقصود في فهم العروبيين للشعوبية هو العداء ل"الامة العربية"]... و الفرق بين القولين كبير كما اتصور و بالذات عندما ختمت قولك ب "طبعاً". الشعوبية كانت قبل ان تتشكل "الامة العربية"...عندما اُسْتُبيحَتْ فارس من قبل القبائل العربية و تكرر بعد ذلك في امم و شعوب اخرى. فرفضت الشعوب المتحضرة القانون المتخلف للقبيلة و بالذات عندما لمست زيف ادعائهم المساوات حسب نصوص ذلك الدين. و من تفسير ما وصِفَتْ به الشعوبية و مقارنتها بلوائح حقوق الانسان اليوم نجدها اكثراً تطوراً بما لا يقارن من قانون القبيلة التي يسير عليه العرب لليوم عليه فالشعوبية هي الاقرب للحياة اليوم و لذلك هي ليست عار كما يُصورها الاجلاف العربان...و مثقفي العروبية. المؤمن بالشعوب ( الشعوبي) يرفض ضيق القومية و عنترياتها الفارغة... ان هذه الصفة "الشعوبية" الكريمة التي وُصِفَ بها الزعيم هي جزء من شخصيته بحكم تنوعه العائلي و ولادته في منطقة متنوعه هي الفضل و سكنه في منطقة متنوعه اخرى هي الصويرة و العيش في منطقة متنوعه هي الكرادة في بغداد و دراسته في مدارس متنوعه و عمله في التعليم و من ثم في قطعات عسكرية متنوعه...و لَمَسَ لَمْسُ اليد و بالعقل ان لا فضل للعربي على غيره و لا فضل للمسلم على غيره ....أي هي تطبيق لما قالوا أنه في دينهم و به يقتدون و يتصرفون...فالعروبيين ان اعتبروها نقيصة فهم منافقين سواء بتجاوزهم على نصوصهم التي يدعون ان لهم فضل في تعليمهم لغيرهم بها أو بفرض فضلهم على الغير وفقها. فكان الزعيم احسن و ادق و اكثر اخلاصاً منهم لدينهم و للإنسان و للوطن و للشعب المتنوع و هذه ميزة يفتخر بها الانسان اليوم و يعتبرها انفتاحاً و تطوراً و يُمتدح حامليها و مُطَّبقي مفاهيمها في علاقاتهم مع الغير المختلف...أي لا شعب مختار و لا خير أمة. كان عليك يا سيد عبد الخالق كما اتصور ان تؤكدها "الشعوبية" عند الزعيم حتى تؤكد انسانيته و تفوقه و لا تحاول ان تُدخِلْهُ الى ضيق القومية التي لم يفكر هو بالدخول اليها رغم احترامه للعرب كما الاقوام الاخرى...و من هنا تَصَّرف الزعيم في تنسيبه و تعينه للدكتور عبد الجبار عبد الله رئيساً لجامعة بغداد( الدكتور عبد الجبار عبد الله عراقي صابئي الديانة). 2. (في المفهوم العروبي العراقي يُقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب و غيرهم)انتهى العداء للامة العربية كما قلنا هو التفسير "العروبي" الغبي للشعوبية اما "الخروج عن الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب و غيرهم" فهذا تفسيرك الخاطئ لذلك. نسألك: ماذا تقصد ب "وغيرهم" هنا؟ يُفهم من السياق انك تعني الشيعة غير العرب (كورد و تركمان) و هذا يعني ان التفسير الطائفي التركي لا يشمل الاكراد السنة و التركمان السنه و غير المسلمين من العراقيين... هنا لا يمكن اعتباره التفسير العروبي للشعوبية... أو تقصد كل غير السنة العرب أي العرب الشيعة و الكورد و التركمان سنة و شيعة و غير المسلمين من ابناء الوطن...و هنا نقول أن العروبيين ينظرون نفس النظرة للكورد و الاتراك سواء كانوا شيعة او سنة و كذلك ينظرون للأقوام و الديانات الاخرى مثل الاشوريين و الكلدان و الصابئة و الأيزيدية و يُمَّيزون العروبيين المؤمنين "بالفهم الطائفي التركي" حسب مناطق سُكناهم فالعروبي من سكنة الموصل يختلف عن العروبي من سكنة الانبار او تكريت و العروبي ساكن الكرخ في بغداد يختلف عن العروبي ساكن الرصافة و هذا الذي حول الاحزاب العروبية بعد ذلك الى احزاب مدينة و من ثم قبيلة و من ثم عائلة . [ملاحظة : اطلعت في بداية التسعينات من القرن السابق على دعوة زواج لابنة احد كبار الضباط في زمن النظام السابق و هو من مدينة (...) و الزوج ايضاً من نفس المدينة لكن ما اثار انتباهي وضع العبارة التالية بعد اسم العريس و لقبه : فلان ابن فلان ال (....) (سكنة ....) و عندما استفسرت عنها قيل لي انه ليس من (.....) اصلاً انما هو من سكنة (...) و يُلقب نفسه بال....].انتهى ثم لو كان قصد العروبيين كما تقول (في المفهوم العروبي العراقي يُقصد به الخروج على الموروث التركي الطائفي ضد الشيعة العرب و غيرهم)انتهى لما انقلبوا على النظام الملكي في 14 تموز 1958( كم عدد المحسوبين على الضباط الاحرار الذين وصفوا الزعيم بالشعوبية...) و لا تحركوا ضد النظام الملكي عام 1936 و عام 1941( من هم الضباط الذين نفذوا الانقلابين و من كان يساندهم من السياسيين)... و تعرف ما جرى لقادة هاتين الحركتين و هم على نفس مفاهيم من اتهموا الزعيم ب"الشعوبية" كما تقول....لقد ساهم الشيعة مساهمة فعالة في القضاء على الزعيم سواء كان منهم من قادة البعث او من رجال الدين الشيعة... و فؤاد الركابي و علي صالح السعدي ومنهم عادل عبد المهدي القيادي الشيعي حالياً و المتنفذ سياسياً اياد علاوي و اتباع الحكيم والكثير من شيوخ العشائر و الاقطاعيين الشيعة...و من عذب الشيعة في مناطقهم من العراق هم العروبيين الشيعة. انهم "العروبيين الذين تقصدهم" يقصدون ب"شعوبية الزعيم " هي عدم ايمانه ب "الوحدة العربية الفورية " أي عدم موافقته على التبعية من خلالها لشخص غير عراقي و دولة أخرى غير العراق (جمال عبد الناصر و مصر)...و يقصدون رفضه ل"تَمَيّزْ العرب و فضلهم "على غير العرب " من المجتمع او الشعب العراقي... نعم كان ذلك (الشعوبية) سبب رئيس من اسباب التكالب على الزعيم و ثورة الرابع عشر من تموز و كان عليك كما افهم من "النفس" الذي تكتب به أن تشير و تبين اهمية "شعوبية" قاسم و احترامه من خلالها للمواطنة والتي تسبق وعي الكثيرين الذين تعلموا احترامها هذه الايام فقد سبقهم بأكثر من نصف قرن...لا ان تنبري للدفاع عن مواقفه" القومية العروبية " او محاولتك للزج به في مستنقع القومية العربية العفن العنصري الفاشي. حيث قلت: (فهل من الإنصاف اعتبار هذا الرجل شعوبي وحاقداً على القومية العربية؟)انتهى نعـــــــــــــــــــــــــــــــم....نعــــــــــــــــــــــــــم...نعـــــــــــــــــــــــــــــــم كان الزعيم "شعوبياً" و لم يخفي ذلك و هذا مدعاة للفخر لأنه ب "شعوبيته" تلك احترم الاقوام الاخرى التي يتشكل منها المجتمع العراقي و بقي ما اسسه لليوم فلم يتجرأ احد بتسمية العراق ب "الجمهورية العربية العراقية" و التي كانت غاية المطالبين ب "الوحدة الفورية" كما عَمِلوا مع سوريا التي لليوم تسمى "الجمهورية العربية السورية" و حتى الكورد و الاقوام الاخرى التي تُشَّكل المجتمع السوري لهذه اللحظة يطلقون على سوريا "الجمهورية العربية السورية" و على الجيش السوري ب " الجيش العربي السوري" و الكثيرين يعرفون ان سوريا ليست عربية و العرب لا يشكلون الاغلبية من الشعب السوري... هذا من نتائج الوحدة الفورية التي رفضها الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم...أذا كان العراق قد سمح للأقوام الاخرى المكونة لشبعه بالحفاظ على هوياتهم القومية و التسمي بأسمائهم و التحدث بلغاتهم فالفضل في الحفاظ على ذلك هو للزعيم بعكس سوريا التي اندمجت في وحدة العروبيين الفورية ليُمنع فيها حتى التسمي بأسماء كردية و هذا الحال في تركيا الأتاتوركيه التي أذلت القوميات و الاعراق الاخرى بادعاء العلمانية القشرية المزيفة... لم يحصل في العراق لكن ربما في المستقبل و بفضل الامريكان سيكون هذا. هذا ما اعتقد انه افضل لو تم التركيز عليه احتراماً للزعيم الذي قدم نفسه فداء لهذا الموقف الانساني المتفرد في عموم المنطقة ... و احتراماً لثورة 14 تموز1958 الخالدة التي حافظت على العراق المتنوع و رسَّخت حب الوطن المتنوع تضاريساً و الشعب المتنوع عرقياً و دينياً ...مهما حاول الحكام بعد الزعيم "تعريبه" لكنهم اصطدموا بثقافة شعبية عارمة ترفض ذلك...لقد كان و لا زال أسم "الجمهورية العربية العراقية" ثقيل على لسان العراقي ولم يتقبله او يستسيغ التعامل به أحد... حتى صدام بجبروته و ظلمة لم يتمكن من ذلك عندما اراد تمييز عهده باسم خاص قال "جمهورية العراق" بدل " الجمهورية العراقية"... و لم يتجرأ أن يقول (الجمهورية العربية العراقية). الكثير من المواقف تنازل عنها الزعيم او تَقلَّب او تردد فيها مُكرهاً او بإرادته لكنه بهذا الموقف لم يساوم او يتبدل او يناور او حتى يفاوض... بقيَّ مصراً على قوله "أنني منكم و اليكم" و كان اجمل وصف لعلاقته بالشعب هو ما اطلقه عليه الشعب (ابن الشعب البار)...أعتقد هذا الوصف لم يُطلق على حاكم او زعيم آخر كما قلنا في المقدمة. ...صحيح ان القوميين استخدموها " مفردة الشعوبية" بقوة و كثرة في حينها و بعدها للنيل من الزعيم و الثورة...لكنهم فشلوا اليوم... و نَّكسوا رؤوسهم و توسلوا الاقوام الاخرى من الشعب العراقي ...بقي موقف الزعيم صامداً صحيحاً متقدماً انسانياً و اندحر موقفهم العنصري المتخلف. و هذه الايام... ما تريد امريكا ان تفعله او فعلته هو هدم ما حافظ عليه الزعيم ...كما قتلت الزعيم و وقتلت ثورة 14تموز 1958 في شباطها الاسود عام 1963 تريد اليوم أن تقتل ما ظل صامداً من انجازات الزعيم... عملت وتعمل على تمزيق الشعب و اثارة الاحقاد الطائفية و العرقية...فينشق العراق الى عرب و كورد و تركمان و اشوريين قومياً و ينشق الشعب مسيحياً و صابئياً و اسلامياً و ينشق العرب و الكورد طائفياً شيعياً و سنياً لتنشق كل مجموعه الى قبائلها المتناحرة و هذا ملموس اليوم و بالذات في الجزء العربي من العراق و سيستفحل عند زوال الخطر الجامع اليوم في الجزء الكوردي لنسمع و نرى كيف تتقاتل القبائل الكردية فيما بينها كما تتقاتل القبائل العربية اليوم...وهذا ما تريده القبائل الحاكمة في المنطقة و تريده امريكا و اسرائيل. كانت "شعوبية" قاسم التي رسخت "شعوبية" الثورة وسام فخر و لا تزال لليوم استضل بظلها قتلته امس عندما حاربوه بها واليوم عندما نجد احفادهم يتوسلون بأخوة الوطن و الشعب في كوردستان... واليوم كلهم يقولون صدقاً او زيفاً ...العراق اولاً و في الاماكن الاخرى(مصر و سوريا و الخليج أولاً...) . شيء يفتخر به الانسان لأن عبد الكريم قاسم العراقي اكثر انسانية و وعي من المنغلقين بالقومية و امراضها التي ربطها التاريخ بالفاشية. "الشعوبية" من الشعوب و الشعب... و هي ارقى من القبائلية الضيقة التي اساس القومية العربية...ولو انتبهت انت (الانساني) يا سيد عبد الخالق و العروبيين و اتباع العداء ل "لشعوبية" لوجدتم ان اساس القومية العربية هي اللغة و الموصوفة بلغة الضاد وانظروا لنطق حرف الضاد في "معقل القومية العربية" مصر...هذه النقطة تشير اشارة واضحة الى ان مصر ليست عربية لأن شعبها لا يعرف نطق حرف الضاد. "شعوبية " قاسم انعكست على تعامله مع حركات التحرر الوطنية فقد تعامل معها من جانب انساني و ثوري عالمي و ليس من جانب قومي بغيض مريض لذلك لم يفكر عندما قدم المساعدة للثورة الجزائرية من تأسيس جناح خاص به او يتبعه يغدق عليه دون غيرة كما فعل صدام العروبي و جمال عبد الناصر العروبي وغيرهم وكذلك عندما اسس جيش التحرير الفلسطيني. انظر ما فعلته القومية بحركات التحرر فالقوم هم اول الممزقين لها و أول المتآمرين عليها وأول القاتلين لها و أول الذالين لها ...لذلك يُعتبر موقف الزعيم موقف سامي عظيم . لك المجد ايها الانسان عبد الكريم قاسم و الخزي لقتلتك و من والاهم و حركهم وأوهمهم و اغراهم و دعمهم و آواهم... اما ما تُلمح له من تفسيرك الخاطئ لهذا الموضوع انه يعني الشيعة "الفرس"[نقول هذا لأنك ذكرت الفهم السني التركي] و القومية تعني الاقتراب من المفهوم التركي ... فهذه اساءة اخرى للزعيم كان عليك التفكير بردها بالدقة و العلم لا بالعاطفة و الطائفية. كان الزعيم يحترم الاقوام و الاديان و الشعوب و هو اسمى مما تذهب الى ان تجعله قومياً فالزعيم يرفض التعصب القومي فلا تُلبس هذا التعصب للزعيم. انت تنشر كتاب ...ربما أعتمده او يُفكر باعتماده البعض كما قلنا...فليس من الصح ان تنطلق بروح طائفية في سبيل تعظيم من تحب و تهوى...هذا الطرح يفقدك الموضوعية و يثلب الامانة المفروضة. ثم هل كان عبد السلام و عبد الكريم قبل 14تموز1958 يتعاملان فيما بينهما طائفياً؟ ...كان صراع حاد بين القوميين العروبيين المنغلقين المتخلفين المتعاليين بالباطل و الغباء والأخرين من العراقيين التقدميين الانسانيين.... اراد عبد الكريم قاسم بطيبه و اخلاص و حب للإنسان و نيه حسنة التعايش معهم بتوازن لم يحسن ادارته لأنه مهموم بهموم الفقراء في كل العراق و هذا حسن و يُحسب و حُسِبَ له... أراد تحقيق ما يزيح عنهم ظلم قرون في سنوات معدودة... لكن ذلك استنزفه و اتعبه و ليس في ذلك عيب لكن العيب هو أن يترك امنه و امن الوطن دون رعاية و اهتمام و هذه عدم كفاءة...لأنه ساهم في ثورة و يعرف طرق تنفيذ الثورة او الانقلاب و كيفية تجميع العناصر اللازمة لذلك...لكنه أهمل الحيطة و الحذر فأخفق في حماية الثورة و نفسه ليموت بطريقة لا تليق به مع الاسف الشديد. (اتفق القوميين الاكراد مع الرافضين لهم لمحاربة محبهم و المدافع عنهم...و اتفق مراجع الشيعة مع رافضيهم ضد الزعيم الذي اراد ان يعيش العراقيين اخوة و احبة و شعب موحد). يقـــــــــــــــــــــــــول: (فهل حقاً كان قاسم ضد الأمة العربية؟ إن تاريخه، سواءً قبل ثورة تموز، حيث خاض المعارك البطولية في حرب فلسطين الأولى عام 1947-1948، التي تعتبر القضية المركزية العربية الأولى، أو بعد الثورة وتبنيه المواقف القومية في الصميم وفي مقدمتها كفاح الشعب الفلسطيني والجزائري ونضال شعب عمان (مسقط) ودعم حركة التحرر الوطني العربية. فمواقفه من الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي معروفة، وقد خصص مليوني دينار (2 مليون دينار) لدعم الثورة سنوياً، وهذا المبلغ كان كبيراً في ذلك العهد إذ كان يشكل نحو 2% من الموازنة السنوية، إلى حد أن أنتقده أحد قادة الأحزاب الوطنية متهماً إياه بتفريط أموال الشعب العراقي!! ولم يكتف قاسم بالدعم المالي للثورة الجزائرية بالمال فحسب، بل وكان يرسل للثوار كميات كبيرة من الأسلحة وتدريبهم.. الخ، إذ قال الزعيم قاسم في هذا الخصوص: "إنني أبشركم بأن الأسلحة التي خصصت للجزائر كانت بدرجة كافية. وقد خصصنا أسلحة أخرى، وسوف تخصص أسلحة أخرى حتى تتحرر الجزائر. وسوف ندعمها بكل ما أوتينا من قوة. فهذه معاهدنا ومدارسنا العسكرية ومعاهد العلم الأخرى، مفتوحة أبوابها أمامهم فهم إخواننا وما عليهم إلا أن يحضروا هذا البلد ويدرسوا على حساب هذه الدولة وهي دولتهم". فهل هذا الرجل شعوبي؟ كما إن عبدالكريم قاسم هو الذي أسس جيش التحرير الفلسطيني في العراق، وطالب بتأسيس الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية قبل احتلالها من قبل الصهاينة. فهل من الإنصاف اعتبار هذا الرجل شعوبي وحاقداً على القومية العربية؟)انتهى أقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول : أذا كانت الشعوبية ضد مفهوم التعالي على الغير من الشعوب و الامم فأن الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم كان شعوبياً بامتياز و هذا فخر له و للعراق و للإنسانية كما اوضحنا اعلاه. لا بأس أن نظيف عليه التالي: مشاركة عبد الكريم قاسم في حرب فلسطين عام 1948 لا تعني شيء لأن ذلك تنفيذ للأوامر العسكرية التي اصدرها مرؤوسيه وهو أداء واجب عسكري وليس في ذلك فضل منه او موقف يُحسب له...و كان معه ضباط و قادة و أمرين أخرين هو ثار على بعضهم مثل اللواء الركن عمر علي و رافقه بعضهم في ثورته و منهم من انقلبوا عليه في شباط الاسود...هذه النقطة كنت اتمنى ان لا تطرقها. هل كان دعم قاسم للثورة الجزائرية و الفلسطينية دعماً قومياً ام انسانياً ثورياً؟ لم ينظر الزعيم للثورتين على انهما ثورتان قوميَّتان فهو يعرف ان الشعبين الجزائري البطل و الفلسطيني العظيم متنوعين و المشاركين في كلا الثورتين من اقوام و اديان متعددة منها العرب و الاسلام....فلم يتعامل مهما قومياً. القذافي دعم الجيش الجمهوري الايرلندي بكل شيء...فهل هو قومي ايرلندي ؟ و القذافي دعم ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية...الم يكن "أمين القومية العربية و خليفة عبد الناصر"؟. و صدام " قائد الامة العربية و حامل لواء الوحدة العربية" قَّدَمَ الاموال و الكثير من المساعدات لبعض فصائل الثورة الفلسطينية... و شكل تنظيم يتبعه و ساعد و تحالف مع "مجاهدي خلق "...فهل كان مناضلاً ايرانياً او قومياً فارسياً؟ الامور لا تؤخذ هكذا يا سيد عبد الخالق...كان عبد الكريم قاسم عراقياً اراد بناء العراق دون أن ينغمس بالمشاكل التي تحيط به سواء القومية منها في سوريا و الاردن و السعودية او مع غيرها في الاقليم مثل ايران الشاهنشاهية و تساند كل اولئك شركات النفط و الحكومتين البريطانية و الامريكية...لكنه لم يوفق في ذلك لأسباب كثيرة داخلية و خارجية ربما الاغلب فيها عداءً له و لتجربته و لثورة العراق التي قلبت الموازين و حركت الراكد. حساب الامور بهذا الشكل ( الشعوبية و العروبية) ضُعف و عدم دقة و سذاجة سياسية. بحكم الثورة و الإصطفافات الجديدة و تأثيراتها على موازين القوى و توجهات الثورة الانسانية الوطنية المستقلة في محيط من العملاء (كل الدول المحيطة بالعراق وقتها) و عنتريات جمال عبد الناصر...و بروز نموذج حكم يرفضه المحيط القبلي العائلي الذي وجد التغيير على ابواب ممالكه... و رغم تطميناته غير المباشرة لتلك العوائل بمحاولته ابعاد نفسه عن عنتريات جمال عبد الناصر و عمالته بوقوفه مع اعداء التوجهات التي صَّدع الرؤوس بها و حرك الغرائز(امريكا و بريطانيا و الرجعية العربية التي كان يكيل لها السباب)... كان الزعيم وطنياً و انسانياً عالمياً يريد ان يتخلص الانسان من الظلم و القهر و العوز في أي مكان...لقد تعامل بنزاهة من الثورة الفلسطينية و الجزائرية و لم يؤسس مليشيات او فروع لها ترتبط به او بالعراق كما فعل عبد الناصر و صدام و هذا دليل على اخلاصه لمواقفة الانسانية و الثورية... و لو كان قومياً في تعامله لشَّكل فصائل تتبعه و تقاتل من اجله في نزاع الزعامة على القومية العربية كما قاتل البعث و حركة القوميين العرب التي كما قيل انها من اول من تآمرت على الزعيم و ثورة 14تموز 1958 و بقيادة رموز معروفه. لقد كانت علاقات العراق (ثورة14 تموز 1958) سيئة مع الاردن و سبب ذلك معروف و حتى مبرر لما جرى لأهل الملك في العراق... و سيئةً مع السعودية...والسعودية التي كان لها ان تفرح لان الثورة حققت حلمها بتدمير الاتحاد الهاشمي (دون قصد الوقوف مع السعودية) و العلاقة سيئة ايضاً مع سوريا و مصر لرفض الثورة ل"لوحدة الفورية "و هذا ايضاً دعم غير مقصود للسعودية في حربها لأي اتحاد في شمالها او محيطها... و مع الكويت لرفض العراق طموح حاكمها في الاستقلال و هددت العراق بالانسحاب من الجامعة العربية بسبب ازمة الكويت و محاولتها الانضمام للجامعة العربية. يقــــــــــــــــــــــــــول: (وهذا ما أشار إليه في أخر تصريح صحفي له رداً على سؤال الصحفي إدوارد صعب من صحيفة (اللوموند) الفرنسية، حول وجود مؤامرات تهدد النظام، فأجاب : "هناك مؤامرة الأخطر، وهذه ليست موجهة ضد العراق ولا ضد سوريا، إنما ضد فلسطين بشكل خاص. فهناك مؤشرات في الأجواء توحي بوجود مؤامرة لتصفية المشكلة الفلسطينية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية. وهم يدركون أن النجاح في تنفيذها يقتضي التخلص قبل كل شيء من الحركات التقدمية المناهضة لإسرائيل. والأمريكيون يتمتعون سلفاً بتواطؤ عدد من الدول العربية ولم يبق عليهم سوى خنق سوريا والعراق". ألا يشير هذا الكلام وكأنه قيل اليوم؟ وهل هذا التنبؤ هو كلام نصف مجنون أو نصف عاقل؟)انتهى الى اللقاء في الجزء التالي الذي يبدأ بالمقطع السابق
|