ماهو سر كشف الفضائيين من قبل بعض المسؤولين

أكثر من عشر سنوات المرجعية الدينية و الشرفاء والمخلصون من كتّاب ومثقفين في مجالات متعددة وخبراء ومراقبين وناس بسطاء محروكَة قلوبهم ومعهم دموع اليتامى وصرخات الأرامل ودماء الأبرياء كلّها تستصرخ وتطالب بكشف الفاسيدن وفضحهم ...ولامن مجيب ولا أحد يسمع هذه الصرخات من المسؤولين !!!

وكل مسؤول يصم آذانه ويغلق عيونه ويفتح جيوبه فقط حتى يقضي سنواته الأربع ويرحل ثم يشير إشارات مبهمة بأن هناك فساد ! وإذا سُئل عنه لايُجيب ! عجيب أمر هذا الوطن كيف يتحمّلُ هذا الكم من الأفاعي السامّة ؟

ولكن نرى اليوم تسابق بعض
المسؤولين على كشف أرقام خطيرة عن اعداد الفضائيين والملاكات الوهمية ! مع إيجابية هذا الأمر وأهميته.. ولكن تبقى علامات الإستفهام تلاحق أبطاله ! مالذي دعاكم الآن والآن فقط أن تكشفوا عن الفساد ؟ أين كنتم طيلة السنين الماضية ؟ من الذي كان يمنعكم من قول الحقيقة ؟ هل هي صحوة ضمير أم صحوة شرف أم هناك أمور أخرى ؟ لعلّ بعض ماذكرنا من صحوات إستيقظ عند البعض فنكأ وجدانهم... ممكن... ولكن حتى هذا الأحتمال مشكوك فيه ..ماسمعناه من أرقام وهمية في مفاصل الدولة أمر لايُصدق ! بل هي وصمة عار في جبين السياسيين الذين تصدوا للعمل السياسي في هذه الحقبة
الزمنية وسوف لن يعفهم التاريخ عن مسؤوليتهم في هدرالأموال والدماء ...لعنة أبدية على جميع الوزراء الفاسدين وعلى رئيسهم وكل من امتدت يده الى اخذ مال بلا حق او وقع على امر لايستحق او سهل وساعد سارق على حمل اموال العراقيين...أعود الى تساؤلنا عن صحوة بعض السياسيين في كشف الفساد مع العلم هم نفسهم كانوا في نفس هذه المناصب ولكن سكتوا كل هذه السنين ؟

أولا
بدأ الكشف عن الفساد وليس عن أسماء الفاسدين المسؤولين عن الفساد وهي قطعا معروفة الأسماء للقاصي والداني ..ولكن لازالت الحزبية والمجاملات والصفقات تتحكم بإرادات البعض فلايتعرضون للأسماء لامن قريب ولا من بعيد ! أما الكشف هو عملية هروب الى الأمام وتخلّي عن المسؤولية او على الأقل تخفيف الجرم.

ثانيا بدأت هذه الصحوة مع دخول المستشارين الأمريكيين الذين
تغلغوا في وزارات الدولة العراقية بصفة مستشارين نافذين ولتقديم الدعم السياسي لحكومة العبادي ..هذا التدخل الأمريكي أقلق الفاسدين وبدأ الإنهيار الخلقي والمعنوي أمامهم ومن شدة الخوف بدأت الإعترافات الضمنية بجرائم الفساد ومن قبل سياسيين كبار في الدولة ..وهذا عار آخر مابعده عار... أن يصمّوا آذانهم أمام دعوات المرجعية والشرفاء وصرخات اليتامى والأرامل وتنهارُ قواهم أمام الأمريكان !ولكن مع ذلك العار ولا النار كما يقولون ...إستمروا بكشف الفاسدين قبل الفساد لأن الشعب يريد أن يستمع الى إفادات السراق والخونة...والعاقبة
للمتقين.