أتساءل أنا هازئة ..بدهاء
نسجتني الرياح والزوابع
فلم تترك لي عاطفة نحو الفناء أو البقاء
هل من قدر أقوى في عيني..
من وجعٍ يصرخ في وجه العاصفة ؟
تسخر سماواتي المتلبدة ..
تتبختر غيوم الماضي المغروس في العمق ..
ترميني بخناجرها المخفية ..
تعاند في اقتلاع آخر الغرور.
أنطلق محلقة نحو كل الافاق ..
لا تسعني أرض ولا سماء.
عارفة بأمر الأرض..
برزاياها وحمائمها الوردية الورقاء.
دست وريقات الورد من زمن..
تلقتها الأتربة باستياء..
كرهت الصمت مسكينا..
لايزمجر حقا ولا ظلما ..
لا يشاغب إعلانا ولا بكاء.
أدمنت التوشح باسمة بالبلاء.
بحت في حلقي كلمات الرجاء..
توقفت عن الهذيان حروفا..
نظراتي وحدها ثورة و دعاء..
نبذت وشم الرموز..على وجهي.
كرهت طقوس الرثاء.
قافلتي تكمل السير..
في قلب زوابع الحب تدوس جثامين الرياء
تحمل بين أحمالها نعوش المحن..
مزينة بألف باقة ورد من النقاء.
أزهو أنا بنفسي ببعض الغباء..
أطوف متوحشة الضحكة...
أرقص ألف رقصة في مجالس العزاء.
مجنون من تخيل أني يوما
قد أقتل القلق الرمادي بسيوفي السوداء
لماذا أترك الزمن أو أحدا يجبرني..
على الركوع أو الانحناء؟
لن أتهاوى ...بل أغلي..
حياة وموتا بكل الرواء.
.لست فقط نسيما أرد للكل الروح..
ولا أجيد البقاء.
لا أحمل ثأرا ولا بقايا أنفاس ..
لأحد مات غرقا أو دفن حيا في الخفاء.
سفني خالدة صامدة
على مرافئ الحلم وشطان البهاء
لست صنما لتحاصرني الأمكنة
والخرافات والخطب البتراء
ضحكاتي تزغرد
متحدية الحزن الرابض
فيفر بكل الهراء.
إن مات العشق في ناس برحيل ناس
فأنا إلاهة عشق عمياء.
عجنت الهم والغم بمسراتي..
زينت خلطتي بزغاريد وعواء.
أكمل رقصي مزهوة..
في قلب الليل البهيم ...
ثملة معربدة..
حول نيران روحي الملتهبة باستعلاء
انتفض من كل رماد بعد حرقي ..
بعظمة ..وسحر وغطرسة العنقاء
في هذه الحلكة الخانقة.. حولي..
إن لم أحترق مرة ومرات ...
فمن سينير الكون بأروع الضياء ؟؟
تتحول البرك والمستنقعات تحتي ..
إلى محيطات هادرة بحمق الوجود
وترهات العدم...والفناء.