بعثات دراسية فضائية في بريطانيا!


لا تقتصر ظاهرة الفضائيين التي كشف عنها رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي على منتسبي الأجهزة الأمنية والبالغ تعدادهم قرابة 125 ألف منتسب وفقا لتقديرات بعض الكتل السياسية, بل تمتد لتشمل ظاهرة طلبة البعثات الدراسية من الفضائيين.

إذ يوجد في بريطانيا على سبيل المثال عدد كبير من المسجلين كطلبة ضمن البعثات الدراسية التي أرسلها العراق طوال السنوات الماضية. وقائمة "الطلبة "هؤلاء تشمل أبناءا لمسؤولين في الدولة وخاصة من إئتلاف دولة القانون وانا أعرف العديد منهم, ومعظم هؤلاء مقيمون في العاصمة البريطانية لندن وباقي المدن الكبيرة في المملكة المتحدة, وهم موزعون مابين العمل أو الحصو عل الرعاية الإجتماعية او إدارة المصالح التجارية لآباءهم المسؤولين.

غير أن هؤلاء مسجلون على انهم طلبة بعثات دراسية مبتعثين من العراق ! في حين انهم يحملون الجنسية البريطانية أو الأوروبية ويحصل الدارسون منهم على المنحة الدراسية من بريطانيا. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن اعدادا كبيرة من المسجلين كطلبة هم فضائيون لا وجود لهم كما أخبرنا الملحق الثقافي السابق في السفارة العراقية المرحوم باقر الهاشمي وقبل وفاته الغامضة عام 2010.

إذ قال لي وبالحرف الواحد أن " الملحقية تدفع رواتب لطلبة البعثات يبلغ مقدارها 5 مليون جنيه استرليني شهريا" ! واذا افترضنا أن المنحة الشهرية يبلغ مقدارها 1000 جنيه استرليني شهريا فهذا يعني أن هناك 5 آلاف مبتعث يدرسون في بريطانيا! فهل تستطيع وزارة التعليم العالي تأكيد أسماء هؤلاء وانهم حقيقيون؟

واذا أردنا حساب مقدار المبالغ التي تصرف على هؤلاء " المبتعثين" الفضائيين فسنرى انها تبلغ 60 مليون جنيه استرليني سنويا أي ما يعادل 100 مليون دولار أمريكي. واذا أردنا ان نضيف لتلك المبالغ أجور الدراسة التي يبلغ معدلها 10 الاف جنيه استرليني للطالب الواحد سنويا, فهذا يعني 50 مليون جنيه في العام اي مايعادل 80 مليون دولار سنويا , واذا أضفنا لذلك أجور تذاكر السفر , فإن المبلغ الكلي سيرتفع الى 200 مليون دولار سنويا.

وهذا يعني أنه تم إنفاق مبلغ 1,6 مليار دولار على طلبة البعثات الفضائيين طوال سنوات حكم رئيس الوزراء السابق والأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية الحاج أبو اسراء المالكي. يبدو أن العراق في طريقه نحو التحول الى دولة فضائية فكل شيء فيه يهيمن عليه الفضائيون الذين يقف وراء كل مجموعة منهم أحد أذرعة المالكي الأخطبوطية التي أطبقت على الدولة العراقية والتهمتها