رئيس الوزراء الكندي: لقد قلت لتوني بلير اذا كنت تحارب الديكتاتورية فلماذا لم تحارب غابي حاكم زيمبابوي وتريد الذهاب للشرق الأوسط، هذا لأن غابي لا يملك النفط أليس كذلك؟

اجرى الحوار: صحيفة La Presse.ca الكندية

ترجمة وتحرير: العراق تايمز

 

ضغوط كبيرة هي التي  تعرض لها جون كريستيان رئيس وزراء كندا السابق، من أجل حثه على المشاركة  في حرب العراق.

 لقد أخبرتنا زوجته آلين كريستيان أنه قد مورست عليه ضغوط من داخل وخارج كندا على أمل أن يحني رأسه لهذا القرار،وصلت حد الاتصال بها شخصيا من أجل ترجيح كفة الميزان لصالح مشاركة كندا في هذه العملية التي خطط لها البريطانيون والأمريكيون منذ مدة طويلة.

وقد أكد لنا كريستيان خلال مقابلة أجريناها معه هذا الأسبوع بمناسبة مرور 10 سنوات على غزو العراق" إننا  أثبتنا بعدم مشاركتنا في حرب العراق أننا دولة مستقلة ذات قيم مختلفة وتاريخ مختلف. لا حاجة للعودة إلى 1812 لإثبات ذلك  "

إن الضغوط الداخلية التي مورست على رئيس الوزراء الكندي السابق تجلت في إصرار رجال الأعمال الكنديون و التحالف الكندي المقاد من طرف ستيف هاربر  ورؤساء الوزراء المحافظين لاونتاريو والبيرتا  وكبار ضباط القوات الكندية  وحثه على أخد جزء من التدخل العسكري في العراق. بل أن نوابا من نفس حزبه لم يهضموا تردده في تأييد الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف لأنهم كانوا  خائفين من رفض قد يؤدي إلى تقويض العلاقات بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

أما الضغوط الخارجية فقد اندرجت ضمن تحرك إدارة جورج لتكوين تحالف دولي لمنع صدام حسين من "استخدام الأسلحة الدمار الشامل" حينها ألحت بريطانيا  على الولايات المتحدة الأمريكية  الضغط على كندا لمحاربة صدام حسين إلى جانبيهما.
حينها كان قد علق الرأي العام الكندي على ذلك بالقول" إذا ما قام الكيبيكيون بمعارضة هذه المغامرة بأغلبية ساحقة فان من سيؤيدها من المحافظات الأخرى سيكون عددهم قليل جدا".

في 17 مارس 2003، بعد عدة أشهر من المناقشات في الأمم المتحدة، وقف جان كريستيان أمام مجلس العموم ليعلن قراره. "اليوم، نحن مضطرون أن أخد بعين الاعتبار أن مجلس الأمن لم تعتمد قرار يفوض تدخلا عسكريا في العراق. لذلك سوف لن تنضم كندا إلى قرار غزو العراق"

وقال جون أن ذلك القرار حينها أحدث ضجة داخل وخارج كندا كونه كان من المرتقب أن يكون القرار نقطة تحول في الدبلوماسية الكندية. لان كندا حينها رفضت مشاركة حليفيها الاستراتيجيين.

يقول جون كريستيان " لقد قلت لجورج بوش في شهر أغسطس 2002، عندما سألني هل سأؤيد غزو العراق إذا ما وافقت عليه الأمم المتحدة وذلك خلال اجتماع عقد في ديترويت- لقد قلت قبل إن تؤيده الأمم المتحدة يجب جلب البراهين الواضحة لإثبات وجود أسلحة الدمار الشامل فانتم ليست لديكم أية أدلة كافية".

وأضاف " لقد كنت واضحا من البداية، و انتم تعلمون أنني أحب الوضوح ،لقد شعرت بعدم وجود أدلة كافية لإقناع قاضي محكمة Shawinigan ، لذلك أنا سعيد باتخاذي ذلك القرار".جون يحكي ما دار بينه وبين بلير "لقد قال لي بلير إننا مضطرون للتخلص من صدام حسين لأنه كان ديكتاتور شرير. ولكن قلت له انه إذا ما أردنا استبدال هذا الديكتاتور فمن سيخلفه؟  يبدو لي أن هناك ديكتاتور أكثر طغيان في زيمبابوي، وهو روبرت موغابي، لماذا لا تحل هذه المشكلة قبل الذهاب إلى الشرق الأوسط؟ حينها قال لي  بلير: "اسمع جون، صدام وموغابي ليسا نفس الشيء " أجبته بهدوء: "إنهما ليسا نفس الشيء، فموغابي، لا يملك النفط فهذه هي الحقيقة ؟"

  وحول ضغط رجال الأعمال الكنديون وتخوفهم من الخسارة بعد رفض كندا تأييد الولايات المتحدة الأمريكية في تدخلها العسكري بالعراق  قال " ذلك كان امرأ طبيعيا ولكنني طالبتهم بجلب قوائم السلع والخدمات التي كان يشتريها منا السوق الأمريكي، ولم يعد الطلب عليها، لكن بقيت ليومنا هذا انتظر القائمة دون رد "إن التجارة هي التجارة" يضيف جون.

ويأمل جون كريستيان أن يتبع رؤساء الوزراء الذين خلفوه نفس سياسته ونفس منطقه و أردف قائلا "فبدون موافقة الأمم المتحدة، يجب ابتعاد  كندا عن أي تدخل عسكري حتى لو كان هذا الأخير منفذ من اعز حلفائنا "."" إن كندا بلد مستقل، وكانت تلك  فرصة فريدة لإظهار استقلالنا في جميع أنحاء العالم"