امضي باصلاحاتك ولو كلف الامر حياتنا .. رد على رسالة العبادي. |
اصبحنا في مرحلة قد تستوجب من الكاتب تحرير اكثر من مقالة في يوم واحد لما للاحداث من اهمية فضلاً عن تسارعها وبلحاظ ما يحيط بنا من مخاطر. لقد اطلق العبادي رسالة تاريخية الى الشعب العراقي خاصة والى العالم عامة من كربلاء المقدسة وفي ذكرى استشهاد ابو الاحرار الامام الحسين (ع) في سبيل الاصلاح وتحقيق العدالة. لقد اطلقها (بانه ماضٍ في اصلاحاته ولو كلف الامر حياته). هذه الرسالة لم تلق ما تستحقه برأيي من الشعب العراقي، فلو كان اي من الشعوب المتقدمة الحية تعيش نفس الظروف التي يعيشها العراق من ما اعلن عنه من فساد مهول وهدر لاموال الفقراء دون وجع قلب او ضمير حي ويواجه هذه التحديات الكبرى، فهو مستهدف بوجوده كما ذكرنا في مقال سابق، لخرج الشعب عن بكرة ابيه في تظاهرات عظمى تتحدى كل الصعاب وتعرب عن مؤازرتها لرئيسها في تصريحه هذا معربةً عن عدم سماحها للنيل منه مهما كلفها الامر. فقد مر بتاريخ العراق قادة مصلحون عظام ولكنهم واجهوا مصيراً اسود في هذا البلد العجيب وعلى راسهم يعسوب الحق الذي اعترف به حتى اعداءه فضلاً عن المسيحي وهو الامام علي (ع) والمختار والحسين انتهاءً بالزعيم عبد الكريم قاسم. وبخصوص قاسم لابد لي من التعريج على ذلك الحدث فقد كان زوال البعث قاب قوسين او ادنى عندما اقترف جريمة القضاء عليه فكانت انتفاضة شعبية عارمة ترتقي الى مستوى ثورة وكنت وقتها صبياً لم ابلغ الحلم ولكني تواجدت في احدى المساجد مع الجموع الغفيرة التي كانت تنتظر اشارة من المرجعية للانقضاض على فلول البعث آنذاك ولكن وبكل صراحة نقولها للتاريخ كان خذلان المرجعية لابناء الشعب العراقي بعدم التحرك ضد الحكم الجديد الفاسد وراء انكفاء الثائرين وعودتهم خائبين بحسرتهم الى بيوتهم. والان علينا الاستفادة من تجاربنا ونحن كشعب غني هيأ الله تعالى لنا قيادة جديدة حريصة الى الاخذ بهذا البلد الى عزته والتخلص من سلبيات ومصائب وانعكاسات المرحلة الماضية بكل ما فيها من فساد مالي وعدم دراية بامور الادارة، ان نقف بكل ما اؤتينا من قوة لنصرة هذا الجهد المبارك، فمن نافلة القول ان اليد الواحدة لاتصفق ولايمكن للقائد تحقيق مايمكن من الاصلاح دون المساندة الشعبية، لهذا اكدت تجارب الشعوب ( ان الشعب مصدر السلطات ). نحن نمر اليوم بحرب استنزاف بكل ما للكلمة من معنى استنزاف لقوتنا العسكرية وتحطيم نسيجنا الاجتماعي والقضاء على ثرواتنا، وما جموع النازحين الا اصدق دليل على استنزافنا، وهذا ما كان يكمن وراء تصريحات رؤساء الدول الكبرى بان الحرب على داعش ستستغرق اكثر من ثلاث سنوات . وما تقليل اسعار النفط الا حرب اقتصادية كجزء من حرب الاستنزاف هذه تماماً كما فُعل مع ايران بكسر قيمة العملة الايرانية لتحطيم اقتصادها والا ماذا ينقص ايران كي تتدنى عملتها الى هذا المستوى وماذا يمتاز به الاردن مثلاً لترتفع عملتها الى هذا المستوى غير العمالة والعمل على صيانة اسرائيل؟. وطبعاً هنالك الكثير مما يقال في هذا المجال ولكن لسنا بحاجة الى الخوض في ذلك هنا كما اسلفنا في مقال آخر فالعبرة في النتائج. ما نريده كشعب اليوم هو القضاء على جراثيم الدواعش واشباههم وتحقيق الامن ، والحرية ، واعادة هيبة البلد، والتخلص من كل مظاهر الفساد، وترك المحسوبية والمنسوبية، والرقي بالعراق الى مستوى مدني متطور، كي يرفع العراقي رأسه اينما كان وفي اي بلد حل ليقول وبفخر انا عراقي. نساله تعالى ان يوفق شعبنا العراقي العظيم الجريح المظلوم الى فهم هذا الواقع والارتقاء باخذ دوره الى مستوى الحدث فنحن واثقون من ان الدكتور العبادي يرتقي الى هذا المستوى ومستعد كما صرح لبذل كل ما لديه في سبيل تحقيق هذا الهدف وفقه الله تعالى وكل الشرفاء في هذا البلد الى ما يحب ويرضى. وهو تعالى من وراء القصد.
|