الوزير الامريكي يركع لارادتنا.. وشهد شاهد من اهلها |
اكدنا في مقالاتنا السابقة ان العراق بدأ فعلاً عهداً جديداً يبشر بخير مهما حاول المغرضون والمنتفعون من المرحلة السابقة الانتقاص منها والتقليل من شانها ( فالقافلة تسير ولايهمها نباح الكلاب ) كما يقال. فقد جاء في مقالتنا السابقة ( لاول مرة.. العراق يتحدى امريكا ويسجل هدفاً في مرمى مصر) بان الدكتور العبادي بدأ باصلاحاته المشهودة بكل عزم وقوة ورؤيا مستقبلية واضحة تشق طريقها نحو مستقبل عراقي يفرض العراق فيه مكانته وهيبته التي افتقدها في المرحلة الماضية. وها هو العراق يتألق في بروكسل بشكل لم يسبق له مثيل وفرض وجوده، بل هيبته في المحافل الدولية سواء في بروكسل او باريس فيما بعد. وقد استنكر علينا البعض هذا التاكيد والتفاؤل بمستقبل يؤصل الى اخذ العراق لزمام اموره بيده واتخاذ قراراته بنفسه وبكل ثقة من خلال مقالة ( ماذا وراءك ياهولاند ) مما اضطرنا الى الرد بمقالة اخرى اكثر توضيحاً للامور ( وقفة مع التحالف الدولي.. هولاند والعراقيون مرة اخرى ). واكدنا بان العراق ماضٍ بعزم لاتنقصه الثقة بالنفس بقيادة العبادي في هذا الطريق او قل في هذا التحدي التاريخي الرائع روعة بمستوى صعوبته وهو بذات الوقت يراقب تصرفات دول التحالف واهمها امريكا. وها هو وزير خارجية امريكا جون كيري يقر مؤخراً ويغير لهجته مضطراً امام الواقع الحاصل على الارض ( بان دحر داعش يحتاج الى بضعة اشهر)، وبهذا فهو يعترف ضمنياً بما حققه العراق وبالتحدي الذي اشرنا اليه في مقالنا السابق، وكأني بلسان حاله يقول وشهد شاهد من اهلها. بل وذهب الى ابعد من ذلك وهو يصرح بتصريح لم يحضى به اي رئيس من رؤساء الشرق الاوسط من الادارات الامريكية من قبل بقوله ( لقد ابهر العبادي الجميع باصلاحاته ). نعم لقد تغيرت تصريحات الثلاث سنوات التي نحتاجها لدحر داعش والتي اطلقها رؤساء الدول العظمى امريكا وبريطانيا وفرنسا الى بضعة اشهر. ونحن ندرك لماذا كانت تلك التصريحات متفقه على ذلك التخمين وكيف انها طرحت بقوة وبكل ثقة بالنفس وفي وقت واحد، ولكن لسنا بحاجة الى الدخول في كشف كل التحليلات لهذه الامور هنا، فما يهمنا هو نتائج الامور وعدم الدخول في متاهات قد تتعبنا وتذهب بجهودنا وتسبب لنا مزيداً من المتاعب. ولكن في الحصيلة، ألم يعد هذا نصراً تاريخياً سياسياً لابناء العراق في عهد العبادي الجديد.؟؟. وعليه سنبقى نراهن كما اكدنا منذ اليوم الاول على ان العبادي هو الرجل الذي يحتاجه العراق في هذه المرحلة لخلاصه من الواقع المريض الذي يكتنفه منذ عقد من الزمن على ان يحضى بتضامن جهود كل الخيرين وعدم تركه لوحده يواجه اكثر من طوفان فالعراق مستهدف بشكل لم يسبق له مثيل، على اننا هنا لا نخشى الا من هذا التحدي الامريكي الذي لم ينته بعد حيث من وراءه المصالح الاسرائلية والنفطية كما ذكرنا في حديث سابق، وتحدي الاخوة الكرد الذين وجب عليهم التعاون بكل مصداقية راجين منهم عدم وضع العصي في هذه العجلة المباركة وسوف نخصص مقالة خاصة لهذا الموضوع قريباً انشاء الله. وهو تعالى من وراء القصد. |