كلما نتقدم خطوة نرجع خطوتين
في بناء الدولة العصرية نحتاج الى أن ننظر للأمام وبزاوية حادة لاتتجاوز أثنان الى ثلاث درجات، وهذا بالتأكيد سيكون قمة التركيز ودقة لامتناهية في تحديد معالم الهدف الذي سنحققه وعلى تلك المسافة الزمنية التي حددناها أصلا وبعدد الخطوات اللازمة للوصول.
بالتأكيد أن العاملين سوية وبمجرد أن تتحدد المساحات بصورة تكون هدفا بالدرجات المذكورة أعلاه، فأننا سنكون في الهدف آجلا أم عاجلا، وهكذا هو التخطيط وهذه هي مزاياه! وللتخطيط فضل كبير على كل أولئك الذين يتمنون أن يمضوا للأمام ويمكنك ملاحظة السعادة على الوجوه وهي تتجاوز التحديات مرورا بكل الصعوبات والقهر، إلا أن النهايات تزهو وتشرق علينا وكأننا بدأنا الان.
صافحته وقال لي أن دورنا سيكون في شباط وسوف يكون التغيير مثلما حدث في الوزارات الأخرى، وبالتأكيد فأننا سننتظر كأقراننا وننتظر المرسوم الذي سيرسلنا الى مستقبل جديد لم نرسمه بأيدينا، هكذا إذن لم يرسم بأيدينا وهذا بالتأكيد لايختلف عن الفتاة التي يتم تزويجها قهرا.
هكذا إذن هي الأمور وماكنا لنتقدم للأمام ولو لخطوة واحدة، حتى بدأنا نعود للوراء وبتخطيط بمستوى عالي جدا!!! بالرغم من أن السادة الكرام الذين يقودون سفينة العراق يعلنون بأن الميزانية خاوية! ولاأدري أن كان تأثير هكذا إعلان ايحابيا أم سلبيا على الشعب، فأني أطن بانهم يظنون بأن الحكومات في الدول الأخرى تأتي على ميزانية متخمة بالذهب والفضة.
لم يبقى الا أن تذهبوا وتصافحوا الذين أشرفوا على تدريب داعش وأدخلوه علينا! وتعللوا وقبلوا الذين دعموا داعش بالمال والسلاح والنفيس وكانوا مقرا لهم! وعلينا أن لاننسى من اصبح لهم ممرا للوصول الى الهدف! وأخيرا وليس آخرا لنشكر الذين يبيعون لنا سلاحا هم الذين يطلقوه بأنفسهم! ترى على كم خطوة نبعد نحن مما كنا عليه بالأمس. لا والادهى اننا مقبلون على تسليح داعش بأموالنا وسنمنحهم الشرعية! لاتستعجلوا قريبا جدا!
ترى على كم خطوة نبعد نحن من الأمن والأمان! لاأدري ولكني أعرف بان المسافة ليست بعيدة! صحيح أن ماحدث بالأمس هو أساس كل مايحدث اليوم! وأود أن أذكر بان اجتثاث البعث وحل المؤسسات الصدامية العقائدية هو أمر في غاية الأهمية وحسن ماتم من أمر، وفعلا كانت خطوة للأمام! والعجيب بأننا بمرور الأيام اتضح أن كل أولئك الذين شملتهم إجراءات الحل لمؤسساتهم قد انتقلوا وتوزعوا في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها! وبعد أن كانوا في مؤسسات واضحة ومحصورة، وحينها عرفت بأننا ماأن تقدمنا خطوة حتى عدنا الى الوراء إن لم يكن خطوة فهي خطوتان. وعرفت بأن الجهود والموارد وكل شئ قد ضاع.
الى أين يريد هؤلاء! بل كل هؤلاء الذين غزوا الإعلام والفضائيات ويتحدثون عن الماضي، ولايدركون شئ غير الماضي وهذا يذكرني بالنساء المطلقات اللواتي ماأن ذكر لهن الزواج حتى يبدأ التفكير في كيفية كانت معاملة الزوج السابق! ترى لايوجد في حياتكم يوم جديد وصباح مشرق.
عليكم أن تعوا بأن الوقت يمضي وهو قاسي جدا! وانكم لابد أن تعملوا نحو الأمام وكفى تلعبون دور المصلح! لأنه حتى الصالحين والمصلحين لن ينجو إذا ماجاء من بعدهم أناس ينظرون للخلف.
ابدأوا بالاطفال وإعتنوا بهم! بدلا من تغيير ديموغرافية الآباء! خططوا كيف تبدأون وتخطون خطوة للأمام! بدلا من أن تفكروا في العودة الى الوراء وتصحيح ماخطه غيركم! فأن الذين يخطون للوراء لايمكنهم اطلاقا أن يخطوا للأمام ولو خطوة.
كلمة حرة اليكم أصحاب القرار، هل لكم أن تقرأوها!