هنيئا لك الفردوس .... امير الحريه بانتظارك


حين كنت اسمع الحكايه على مسرح الموت والغدر والاباء وكيف احاط الالاف به وهو الذي غادر استار الكعبه موقنا انه الموت والسبي على ارض هاجر منها مكرها جده ابراهيم الخليل وكان حفيده سين او الحسين هو الوعد الحق ( الذبح العظيم ) انسانا يمسك عقارب الزمن بيديه المخضبتين بالوجع والرفض والاستعداد لتلقي حراب الدوله الغاشمه وسهام الافاقين .....كانت كربلاء بالنسبه لي حينها مسلخا بشريا اشم فيها رائحه الموت واسمع صوت العويل واتطلع وانا ملتصق بوالدي رحمه الله بجلبابي الاسود حافيا مرتعبا من وقع السيوف على الروس الحليقه بينما صوت قارعي الطبول يرج سماء المدينه وهم يهتفون حيدر وينطلق فرسان بملابس حمراء وهم يحملون المشاعل لاحراق خيام النساء والاطفال وسبيهن ..... ما الذي تغير بعد الف ونيف ؟؟؟؟

حين كان المرحوم الكعبي يصل الى مشهد يتوسل فيه البطل ممن حوله ان يتركوه وحيدا لانه الطريد والاعزل يتراصون حوله واحدهم يردد ( والله يا ابا عبد الله لو اني اقتل ثم ادفن ثم ابعث ثم احرق ثم يذرى جسدي في الهواء يفعل بي ذلك الف مره ما تركتك يا حسين ).... كنت حينها اشهق بنوبه بكاء طويله واتمنى لو ان لدي بندقيه رشاشه لاجهز على كل هؤلاء القتله والغادرين ثم اؤدي التحيه لامير السلام والحريه

بين ولعي بالاساطير والتاريخ لم اصدق ان هناك رجالا هكذا يقدمون رؤسهم على بلاط الشهاده فرحين حتى وقع الزلزال الاكبر في نفس المسرح بعد 13 قرنا تكررت فيها الحكايه رغم تبدل الوجوه 
الشهيد الشيخ الذي قارب السبعين عاما ابا عدنان الحسيني يابى الا ان يكون في قائمه الارضيين الحسينيين العراقيين الذين لبوا نداء المرجعيه متحديا خيار الموت على فراش المرض بل مصمما على ان يغسل بدمه ويتمرغ صريعا على نفس التراب المهدوي العلوي الذي هو اطهر ما على الارض لانه اديم ادريس ودموع نوح ووحشه ذنون وصبر ابراهيم وهو خيار ابا تراب واولاده وملايين المبدعين والمضحين والشرفاء الذين اختاروا ان يكونوا مع سيد شباب اهل الجنه في الدنيا والاخره 
الشهيد ابا عدنان الحسيني يستحق بجداره لقبه ونسبه العلوي لان هويته غير مزوره ولان جيناته عراقيه ابيه شريفه اصيله ولانه ختم السطر الاخير على ارض المعركه وشفافه تردد قادم اليك يا ابا عبد الله .... هل وفيت يا ام هاشم ؟؟؟
الفاتحه لروحه الطاهره 
ولكل شهداء العراق الابرار