تلك المفردة الرهيبة .. المدمرة التي تعصف بالسلوكيات الاجتماعية والسياسية والنفسيىة عل حد سواء .. هي الان باتت صناعة مزدهرة لها قادة اختصاصيون.. وراس مال كبير جدا ... في جانب مهم جدا منه يستفاد منه رجال السياسة بشكل دراماتيكي .. حتى ظن البعض انه سلوك سياسي تلقائي وطبيعي ... ان لم يصنعها ...فسيستفاد منها بشكل ملتوي .. يرتكز بها على مفاهيم غاية بالدقة والتخطيط .. نحن نتذكر كيف تم لترويج تجارة سياسة الخوف الدولية ... ونتذكر كيف بدا القلق الجمعي على الخوف من الجمرة الخبيثة ... ثقب الأوزون ( الاحتباس الحراري ) المحاصيل المعدلة ورائيا ... الشيوعية .. الإسلام السياسي المتطرف .. لغاية فيروس الايبولا ... يقودنا الشك الى ان الامر يشبه حملات تخويف مستمرة .. والقصد مها السيطرة على مشاعر الناس او تحويلها افتراضيا الى قدر منحنى من الحاجة لذلك .. والحاجة واضحة حين يتم تحويل تلك المشاعر الى سلوك عاطفي بصناعة احترافية .. حينها ستحول الامر الى استعباد سياسي بطرق حديثة وذكية ... وتتناغم مع الافق الديمقراطي العام الذي يعني الرغبة الشعبية العامة ..وبذلك تتحول الحشود الى حراس ديمقراطيين للاستعباد العميق .. وان كانت المظهراتية تبدو غير ذلك .. الامر لا يحتاج الى مفهوميه كبيرة .. لكنه بالتأكيد بحاجة الى شيطنة من طراز متقدم جدا ...وبالتأكيد ستكون للمكاتب المختصة بالدراسات البعيدة النائمة تحت جناج لا فتات الامن القومي والمخابرات شان كبير .. وللإعلام مرحلة انبثاق الخوف والترويج له بالتدريج .. او بالصدمة حين تتاح الفرصة لازدهار الخوف .. ولا يستبعد دور الشركات الكبرى ومقدار تأثيرها وسياساتها المالية .. الخوف وصناعته يبدو اصبح مربحا جدا .. فهو يدر أموالا لا تحصى ويروض القدرات البشرية وفق منهج محدد مسبقا .. ويرضى كل القوى المتفق على سيادة السلطة المطلقة وبعض جوانب السلطة الديمقراطية .. ان امر غريب حقا .. فليس بمشكل حين يكون الطاغية تعبير عن فردانية شخص توفر عوامل معينه على صناعته سياسية اجتماعية ثقافية ونفسية .. الا ان الاستعباد الصانع للخوف هو رغبة جماعية بين القوى السياسية تؤازراها دون وعي شرائح كبيرة من الطبقات الاجتماعية التي اعتادت الامر وكانه سياق حياتي صانع للحرية والجمال والرمزية تلك العقدة مخيفة .. ليست أفكار ظلامية نتداولها . بل هي حقائق متراكمة نشعر بها على المستوى الذاتي والموضوعي ربما تخفت قليلا هنا لكنها تستعر مجددا هنا وهناك ... الخوف اصبح مناخ العصر الدائم حتى اصبح عند البعض ادمانا طبيعيا السياسيون يحتاجون تلك الوسيلة السهلة لصناعة اكثر القرارات جرأة وانحطاط .. وبها يستطيعون لجم امة بكاملها او تدمير اخرى بحد الحرب الواسعة .. البناء على سياسية الخوف يصنع انجازات خفية .. نصفق لها ونفتخر بها .. وهي تضيف لنا مقامات وموامويل جديدة من الخوف والقلق ... وسنبدا مرحلة القلق من القلق الجديد ... نحن نقلق على ما حققناه من تطورات جديدة من الخوف ..قد لانحنتاج الى معرفة ماهية الخوف او تعريفها اصطلاحا او لغويا .. لانها تعيش معنا كل يوم .. ونعرف مقدار الضرر الذي تلحقه بنا وبصناعة مستقبلنا ..اننا سنورث ذلك لاجيال بنمطية مختلفة وبصيغ اكثر تدميرا .
|