حُكِمَ على (فرحان) بحكم عشائري معروف ب (الجلوه) ... أي ألجلاء عن ديار ومضارب العشيره نتيجة فعل إرتكبه بحق أحد أفراد العشيره , حيث سرق من بيته (ديكا) وذبحه لأبنه المريض بعد أن أشار عليه (العارفه) –طبيب القريه- بذلك , وتحت ضيق ذات اليد لم يجد في كل (أمواله المنقوله وغير المنقوله) مايكفي ثمنا للديك , وبغريزة الاب ولوعة الطفل المريض ووصفة (العارفه) وقع الرجل في حيره لم يجد منها مخرجا إلا بالسطو على بيت جاره وسرقة أحد ديكته وتنفيذ وصفة (الجهبذ) , ولأن المسكين لايُجيد فن (السرقه) فقد وضع ريش الديك أمام الكوخ الذي يسكنه , وعند الصباح أحصت عائلة الجار ممتلكاتها من الدجاج كما اعتادت تنفيذا لأوامر ألأب الصارمه بهذا الخصوص لكي لايكون (دجاجهم) مثل ثروة العراق العظيم بدون حسابات ختاميه وبعد التدقيق والتمحيص عرفوا ما أصاب ثروتهم من نقص رغم عدم وجود برلماني واحد في العائله يقوم بالرقابه والتشريع ولا وجود للمفتش العام ولا رقابه ماليه وأخبروا ألأب بنقص واحد من أسباب البركه , خرج ألأب في الصباح الباكر ليبحث عن دليل يُمسك به الجاني بالجرم المشهود , وبسبب (غشامية) فرحان ألأنفة الذكر وصلت سلطة الجار التنفيذيه لخيوط الجريمه بكل سهوله والدليل (ريش المرحوم) امام الكوخ , وبما ان الرجل لايملك جواز سفر (دبلوماسي فضائي) فقد سهل القاء القبض عليه وأقيمت عليه دعوى إنتهاك حرمة بيت في مضيف القريه وصدر قرار الجلاء بالاجماع . غادر فرحان القريه مُكرها لا لمال خلفه ولا لطيب معشر فقده , وحين سؤل عن أسباب بكاءه قال : الناس هنا عرفوا عن فقر حالي ما عرفوا ولا أريد لغيرهم أن يًطلع على ما انا فيه . وقبل أن تنتهي مدة (محكوميته) قصده أحد أصدقاءه داعيا أياه للعوده لأن هناك أمور تكشفت وظهر ان العديد من وجهاء القريه قد تورطوا هم وابناءهم بسرقات ومفاسد لاحصر لها , وبدأ الوافد بتعداد ماتم ضبطه عند فلان وعلان ومن بين من إرتكبوا تلك (الجرائم) أهل الحل والعقد من وجهاء القريه الذين قرروا عليه ذلك الحكم القاسي , علق فرحان باقتضاب : (كول خايسه من راسها) ... فرَد الوافد : (لا واصله للذيل ياخويه لملم غريضاتك وارجع ) . شاهدنا على الفضائيين وجوازات السفر الدبلوماسيه واعداد المستشارين وغيرها من (البلاوي السود ) والسؤال : مادام هؤلاء ما زالوا طلقاء رغم ان جرائمهم يندى لها جبين الأنسانيه ... فلماذا يقبع في السجون أشباه فرحان ممن لاتتعدى جرائمهم (سرقة ديك)
|