التجديد في المنبر الحسيني
  •  

    قبل أيام في محرم الحرام اعتلى احد الأشخاص المنبر الحسيني في احدى الحسينيات وهو يرتدي البدلة الرسميه وربطة العنق وطرح القضية الحسينيه بمفهوم البرمجة اللغوية العصبية وهذه كانت مبادرة رائعه في استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة والإرشاد خصوصا ان هذا الرجل يحمل شهادتين واحدة في الطب والأخرى في البرمجة العصبية التي حصل عليها من اميركا علما ان اكثر الحضور من فئة الشباب مما عزز عندهم الاعتزاز بالهوية الحسينيه ونزع عنهم فكرة الاستلاب والخجل من عقيدة الإسلام بعد سماعهم كلام من جالس الغربيين وانتهل من العلم الحديث ولم يثنه ذاك الانتهال عن الحسين بل ازداد حبا وعشقا به "الحسين"

    لكن للأسف هناك معم يرفض ان يعتلي المنبر الحسيني غير الذين يرتدون لباس رجال الدين معتقدا ان في ذلك ابعاد واقصاء وفصل بين المنبر والقضية الحسينيه وحسب ما اعتقد هذا بسبب خوفه الشديد من دخول ممارسات هو يعتقدها تشوه القضية الحسينيه ! ونسى ممارسات التطبير والمشي على الجمر والزجاج والتطيين الخ من الأمور التي يدعوا لها وتأكيده بانها تحفظ المذهب !!! ما عشت اراك الدهر عجبا ان هذا الرجل لايكف عن كلامه على الأقل ليحفظ نفسه من الانتقاد لكن بتمادية هذا يفتح الباب على مصراعية ويفضح نفسه وليعلم هذا المعمم 

    ان الميزة الاساسية التي تميز عقائد الشيعه الاماميه هو التطابق التام بين العقل والعقيدة مع وجود تواتر في الروايات وتسلسل الاحداث والحقب التاريخية وكأن القول ما عقد العقل وليس ما عقد القلب !

    واقوى نتاجات هذه العقيدة الحقة هو المنبر الحسيني الذي يعد الاذاعة والشيوع في قراءة مصيبة كربلاء وماحصل لأبن بنت رسول الله بسفك دمه الزكي هو واخيه وصحبه وسبي نسائه في واحدة لم يشهدها التاريخ الديني ان قامت جماعه من نفس الخندق بقتل ربيب كبيرهم خاصة اذا كان ابن بنت نبيهم !

    ولايخفى على احد ان قضية الامام الحسين لاقت تعاطف حتى من غير المسلمين واستنكار يشجب قتله وسفك دمه وهو بذلك يضيف بعدا اخر يدعم هذه القضية ويعطيها حرية كبير في ان تكون عالميه وليست محلية فتكون متغلغلة في الثقافات ليست جامدة في ظواهر الالفاظ او الشكليات لكن للأسف ان هناك من جمد واقتصر الفهم على الظاهر محاربا كل ابداع عقلي وتجربة فريدة تمزج بين العلم والعقيدة والتاريخ وبالتالي تعطي نتاجا رائع في الاقناع وتسد الطريق امام كل معاند او شكاك لان هذه التجربة استحضرت ثلاثة ابعاد هي العقل و الاعتقاد والبعد الثالث التاريخ واي عقيدة تلك التي يجتمع عليها المعقول والمنقول فاليطمئن شيخ زمان من هذا الجانب وليفزع من جانبه هو نفسه ومن طرحة القديم الذي يعتمد على العاطفة فقط