دبابيس .. من عالم الضجر ، والذهول العظيم



دبوس .. 1
إذا كنتَ تصفَعُني بعشرة منشوراتٍ يوميّاً (على الأقل) ..
تسعة منها هي مجرد صُوَرٍ لشخصكَ الكريم،وهو يفعلُ أشياء عجيبة.
فأنّني على استعدادٍ لردِّ الصفعة إلى وجهكَ الساحر..
إلى درجةٍ سيبدو معها مُتورّماً بشكلٍ دائم ، في شبكات التواصل الأجتماعي .
دبّوس .. 2
البعض منّا يتصرّفُ كـ "بعيرٍ ألكترونيّ" .
يجوبُ وسائل التواصل الحديثة،باحثاً عن الماء والكلأ.
وعن امرأةٍ يعتقدُ أنّها بغيابهِ عنها..ستُعاني من "التوَحُّد".
بعضُ "البعيرات الألكترونيّات".. يفعَلنَ ذلك أيضاً.
دبّوس .. 3
هناك مثلٌ فارسيٌّ يقول:
"حجرُ يُرمى في أوانِه،
خيرٌ من ذهَبٍ يُغدَقُ في غيرِ أوانِه ".
ما نحتاجهُ الآن.. 
ليس الكثير من الذهب.
مانحتاجهُ الآن..
هو القليل من الحجارة 
ورماة مَهَرَة
يجيدونَ التصويب 
نحو الوجوه الصفيقة.
دبّوس .. 4
كان عقد السبعينيات هو عقدنا الذهبي . نحن الذين كنّا في العشرينيّات من العُمر . ومن ذلك العالم " الآخر " ، عبر الراديو والتلفزيون ، ودور السينما التي كانت تملأ بغداد ، كنّا نعيش تلك التفاصيل المدهشة . تفاصيل ذلك الفردوس المفقود التي انتهت بموت "الفيس بريسلي"، كنبوءةٍ عن الموت القادم في الحروب المريرة.
السبعينيات .. عقد الحبّ الأوّل،والخيانةُ الأولى،والهجران الأوّل العظيم. 
عقد الأغاني العظيمة،والأفلام العظيمة،والآمال العظيمة.
عقد "العرّاب" و" أحدهم طار فوق عش الوقواق"، و"حسناء النهار".عقد مارلون براندو و جاك نيكلسون ورومي شنايدر وكاترين دينوف..والرومانس الذي كان يسيل على الأرصفة..من شارع الشانزليزيه،الى شارع السعدون..ومن كورنيش"هوليوود بوليفارد"،الى كورنيش"أبو نؤاس".
عقد الزعامات السياسية "الكبيرة" المُلتَبِسة،في ذلك التاريخ المُلْتَبِِس.
عقد الزمن الضائع الجميل..الذي يعتقد الذين عاشوه..أنّهُ لن يتكرّر ابداً.