اشتموا ... والعراق يدفع الثمن


يبدو ان المعاناة وتحمل جريرة اخطاء السفهاء والموتورين اصبحت سمة من سمات العراقيين الطامحين لحياة كريمة ‘ فكلما نحاول تصحيح مسار معين في بنيتنا الاجتماعية يطفح الى السطح تصرف احمق وبائس من قبل بعض الدهماء الذين لا يفقهوا معنى احترام الرأي والرأي الاخر وعدم المساس بمقدسات الاخرين لنعود القهقرى في عملية التعايش السلمي الذي نصبو اليها ‘ فأساليب هؤلاء وسلوكياتهم تعّبر عن مستوى فهمهم وتفكيرهم وتنشأتهم المنحطة ‘ وبسببها تستمر عملية التناحر المذهبي بين اديان وطوائف العراق ‘ مما يفضي للمزيد من نزيف الدم الذي يقدمه المواطن البسيط يومياً .
ففي مناسبة دينية لاحد مذاهب الدين الاسلامي الا وهي زيارة الاربعين للحسين بن علي بن ابي طالب ‘ تتوجه سنوياً جموع غفيرة لاحياء هذا الطقس الديني وهو مكفول دستورياً فمن حق اي انسان ان يمارس طقوسه على ان لا يؤثر او يتجاوز على غيره ‘ اما ان يتم تسخير هذه الشعيرة لمحاولة بث الفرقة والشقاق بين ابناء الشعب العراقي والترويج لنزعات طائفية مقيتة هذا مانعترض عليه بشدة ولانقبل به ‘ فقد رفعت لافتات تسب وتشتم صحابة النبي محمد وهم رموز دينية لمذاهب اخرى يقدسونهم ويجلونهم ‘ فمن يكون هذا الذي يسب ويشتم ويلعن امام مئات الملايين الذين يعتنقون مذاهب ترى في صحابة النبي مرجعيتهم الدينية ؟ ما هو المسوغ الذي اتاح له التصرف بهذه الشاكلة ؟ والغريب في الامر ان القانون العراقي يعاقب كل من يسعى ويحاول زرع الفتنة بين ابناء البلد الواحد ورفعت هذه اللافتات جهاراً نهاراً في محافظة زارها رئيس وزراء دولتنا ووزير داخليتها ودفاعها ونواب الشعب ومسؤولين رفيعي المستوى في سلم الدولة الوظيفي ‘ اذاً كيف يخرق الدستور امامهم ولايحركوا ساكناً ؟ اليس من حقنا التساؤل عن سبب صمت القائمين على تنفيذ فقرات القانون ؟ الى متى تبقى الدولة العراقية صامتة امام هكذا تصرفات خبيثة ولا تحاسب من يقوم بها ؟ الا يخجلهم ما يدفع ثمنه الانسان العراقي من تدهور امني ومجتمعي بسبب ماتقوم به مجاميع خارجة عن طريق الصواب تدّعي انتمائها لمذاهب اسلامية تهدف الى اشاعة قيم التفكك والانحطاط ؟ فمن المعيب عليهم ان يشاهدوا ما حصل من تجاوز واعتداء على مقدسات الاخرين ولا يتخذوا الاجراءات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة لانهم رجال دولة وليسوا عصابات ‘ حاولوا ان تفهموا وتعوا قيمة مراكزكم وهدفها الاساس ‘ فيبدو انكم نسيتم او تناسيتم ماهي وظيفتكم. 
رسالة اوجهها اليكم عسى ان تكون آذانكم لازالت بكامل قواها الصحية .