مهرجان مصطفى جمال الدين الرابع طقس للاحتفاء بالثقافة الجنوبية.... ميراج الطائي

اعتبر مثقفون في ذي قار، اليوم الخميس، أن مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين، في المحافظة يشكل "اغناءً للمشهد الثقافي وطقساً للاحتفاء بالثقافة الجنوبية"، وفي حين أكد برلماني أن الفعاليات الأدبية تعزز المشروع السياسي و"تفك الاختناقات" بجعلها "تستند للموروث الإنساني من الأفكار النيرة"، دعت أديبة للاحتفاء بالمبدعين في حياتهم.

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين السنوي الرابع، اليوم، في محافظة ذي قار، بمشاركة أدباء وفنانين من مختلف المدن العراقية، وستتواصل فعالياته على مدى يومي 14 - 15 آذار 2013 الحالي.
وتضمنت فعاليات المهرجان، التي احتضنتها قاعة المركز الثقافي في قضاء سوق الشيوخ، مسقط راس الشاعر المحتفى به، كلمات بالمناسبة وقراءات شعرية وجلسات نقدية وفعاليات ثقافية ومعارض فنية وفوتوغرافية وعروض مسرحية ومعارض أخرى للكتب والاصدارات الفكرية والأدبية.
واعرب حمودي مصطفى جمال الدين، وهو نجل الشاعر المحتفى به، عن "السرور بإقامة مهرجان أدبي في مسقط رأس الشاعر مصطفى جمال الدين".
وقال نجل الشاعر، أن "المهرجان ينظم من قبل نخبة شابة للسنة الرابعة في مدينة سوق الشيوخ تخليداً لشاعر وضع بصماته المؤثرة في التاريخ الأدبي والسياسي والفكري العراقي"، عاداً إن "المهرجان يمثل خطوة جيدة وممتازة لتكريم شاعر أفنى جل حياته من اجل العراق".
من جانبه قال نائب رئيس التجمع الثقافي في سوق الشيوخ، وهي الجهة المشرفة على تنظيم المهرجان، علي مجبل الخفاجي،إن " المهرجان هو احتفالية مهمة بشاعر ومفكر له إضافات أدبية مميزة رفدت المكتبة العربية بالدواوين الشعرية والدراسات الأدبية والفكرية والدينية".
وأضاف الخفاجي، أن "إقامة المهرجان في مدينة بأقصى الجنوب العراقي للسنة الرابعة على التوالي، أسهم في اغناء المشهد الثقافي للمدن التي كانت تعتبر ضمن الهامش الثقافي"، مبيناً أن "المهرجان اليوم، عبارة عن طقس للاحتفاء بالثقافة الجنوبية في العراق".
من جهته عد النائب عن ائتلاف دولة القانون، شروان الوائلي، "إقامة الفعاليات الثقافية والأدبية تشكل ترويضاً للعقلية السياسية وتغذية للفكر".
وقال الوائلي، إن "النشاطات اللا سياسية تؤازر وتقوي المشروع السياسي وتفك الاختناقات"، مبيناً أن "الثقافة مهمة في تعزيز المفهوم الوطني وترويض العقليات السياسية وجعلها تستند إلى أدبيات ثقافية وموروث إنساني من الافكار النيرة".
وتابع النائب عن محافظة ذي قار، أن "أجواء البلاد اليوم مختنقة بالسياسة وتجاذباتها"، لافتاً إلى أن "المجتمع الذي يخلو من الاهتمامات الأدبية والثقافية يعد منقطعاً عن جذوره وبالتالي فإن مثل هذه المهرجانات يمكن أن تعزز الوضع العام وتدفع به نحو الأفضل". 
بدورها دعت عضو المجلس المركزي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الدكتورة خيال الجواهري، إلى "الاحتفاء بالمبدعين في حياتهم وأن لا يقتصر ذلك بعد وفاتهم".
وقالت الجواهري، وهي ابنه شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري إن من الضروري "احتفاء الجهات الرسمية بالمبدعين وإقامة النصب والتماثيل لهم في بغداد والمدن العراقية الأخرى إضافة إلى الاحتفاء بالأدباء والمثقفين وهم أحياء وليس بعد مماتهم فقط  ليشعروا بمكانتهم وثمرة عملهم الإبداعي".
وذكرت الجواهري، وهي تستذكر جانباً من علاقة الشاعر مصطفى جمال الدين  بوالدها الشاعر محمد مهدي الجواهري، أن "عائلة الجواهري كانت وما تزال على علاقة وتواصل مع أسرة الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين الذي كان صديقا للوالد منذ خمسينيات القرن الماضي حيث احتفت الرابطة الادبية في النجف بالجواهري وحضر الشاعر مصطفى جمال الدين والقى قصائده احتفاءً بالوالد".
وتابعت الأديبة خيال الجواهري، أن "الجواهري وجمال الدين جمعهما أكثر من اهتمام ومكان فقد التقوا في اللاذقية ودمشق وكانت تربطهما اهتمامات أدبية وسياسية"، مستطردة أن "كلاً منهما كان معارضا للنظام السابق ويقيمان معاً في دمشق وتوفيا ودفنا هناك".
وشهد مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين السنوي الرابع حضوراً شعبياً ورسمياً تمثل بعدد من البرلمانيين والمسؤولين المحليين ووفود من وزارة الثقافة واتحاد الادباء والكتاب والتجمعات  والمنظمات الثقافية والإعلامية.
وولد الشاعر مصطفى جمال الدين في الخامس من تشرين الثاني 1927 وحصل على شهادة الدكتوراة في اللغة العربية من جامعة بغداد عام 1979 كما ترأس جمعية الرابطة الأدبية في النجف الاشرف من عام 1975 حتى مغادرته العراق عام 1980 لأسباب سياسية حيث توفي في الـ23 من تشرين الأول 1996 في دمشق.
وللشاعر مصطفى جمال الدين عدة مؤلفات من بينها ديوان (عيناكِ واللحن القديم) و(الايقاع في الشعر العربي من البيت الى التفعيلة) و(الديوان) و(البحث النحوي عند الاصوليين) و(القياس وحجيته) و(الانتفاع بالعين المرهونة) و (الاستحسان وحجيته ومعناه).


المصدر: هنا الجنوب