الأحزاب الدينية في الزيارة الأربعينية
 
قبل سبعة أعوام كتبت مقالا صحفيا في إحدى الصحف المحلية وختمته بما نصه (إن الحديث عن دور الأحزاب الدينية في الزيارة الأربعينية  امرأ لا يستحق آن يذكر فقد اختفت كل تلك الأحزاب مع انتهاء فترة الانتخابات التي كانت فيها تتراكض وتستجدي المواطنين للحصول على أصواتهم وانكشفت زيف شعاراتها المنادية بحب الحسين (عليه السلام) وخدمة إتباعه) , واليوم لانجد جديدا بسلوكيات تلك الأحزاب في مراسم الزيارة الأخيرة والتي سجلت العدد الأكبر في المشاركين إذ بلغوا نحو 20 مليون محب حقيقي ومؤمن بقضية أبي الأحرار الخالدة .
فالحماس المنقطع النظير في الوصول إلى مرقد الإمام الشهيد في كربلاء، لم يحرك ضمائر السياسيين، ليكونوا في مستوى الحدث.
وان كان البعض منهم حضر على طريقة (صورني بالزيارة واني ماأدري ) , لكنه كان نزولاً شكلياً واكتفى باستعراض المواكب الحسينية، وسط تزاحم الحمايات والمنافقين ممن جاءوا برفقته لتحيته إمام عدسات الكاميرات والتي هي الأخرى جرى ترتيب أمرها مسبقا 
ولم تفد الطريقة المرائية في إقناع الزائرين لأنها باتت مكشوفة، فالشعب الذي “عجن هؤلاء وخبزهم”، بالتعبير الشعبي الدارج، ولم يعد ساذجا ليصدق أنهم قطعوا الطريق مشيا وقد بانت علامات الرفاهية والراحة عليهم بشكل صارخ وصاروا موضع سخرية واستهجان من قبل الزائرين .
إن الزوارالاربعينيون رفضوا  من سعى إلى التغطية على فساده بالمسير الاستعراضي بهذه المناسبة العظيمة، كما يرفضون الأحزاب الدينية التي تتخذ من القضية الحسينية سلما لتحقيق مأربها الدنيوية الدنيئة وهي التي لم تقيم ولا موكبا واحدا لخدمة الزائرين , بل اكتفت بمحاولة نشر صور زعمائها على المواكب الخدمية التي بناها الأهالي بجهودهم الذاتية .
لقد باءت جهود الأحزاب الدينية السلطوية في استثمار زيارة الأربعين ,وان كانت غير جادة في التقرب للزائرين لأنها تدرك إن موسم الانتخابات قد فض وإنها حاليا منشغلة (بدس)نماذجها السيئة والفاسدة في المناصب والوزارات لتمويلها من المال العام وتديم زخم ديمومتها ,لكنها حاولت تسجيل وجودها الذي ماعاد يشعر به احد من أنصار ومحبي الإمام الحسين .
لقد فشلت الأحزاب الدينية في انتهاج  سلوكا كان ليرتقي بها إلى تضحية سيد الشهداء (ع) ,لو أنها عملت بإخلاص وبعيدا عن (الرياء) لكسب محبة من قصدوا المشهد الحسيني الطاهر ,ولكن هيهات إن يمنحهم الله (وهم الملطخة أيديهم بالسحت الحرام ) هذه المكانة الروحية التي نالها زوار الإمام الحسين في ذكرى اربعينيته المباركة