بغداد – تصاعد مؤخرا حديث الشارع العراقي ووسائل الإعلام المحلية عن عودة وشيكة لما يعرف بتنظيم "جند السماء"، وهو واحد من الجماعات الجهادية المهدوية، مما ينذر بقرب وقوع معركة "الإنتقام" ضد حكومة نوري المالكي، وبالتالي فالبلد على أعتبار سقوط المزيد من المدنيين والشباب العراقي.
وقالت وسائل إعلام محلية عراقية أن معلومات غير رسمية تفيد بعودة من يعرفون بـ"جند السماء" الى نشاطهم مجدداً. وتشير وسائل الإعلام الى ان قوات حكومية اعتقلت عدداً منهم في محافظة الديوانية، بحسب مصادر امنية. وتذكر ان تنظيم "جند السماء" برز خلال المعركة التي شهدتها منطقة الزركة في محافظة النجف في عام 2007، بينه وبين القوات الامنية التي أسفرت حينها عن مقتل زعيم التنظيم احمد اليماني ونحو 400 من عناصره الذي عدته الحكومة العراقية تنظيماً إرهابياً محظوراً.
ويتداول عراقيون في مدينة الناصرية الحديث عن قرب ظهور ما يسمى تنظيم "جند السماء" بعد أن غاب عن الشارع الشعبي العراقي طوال السنوات الماضية. ويقول مواطنون في الناصرية أن مصدرا أمنيا مطلعا قد كشف لوسائل إعلام في المدينة أن "جماعة اليماني في مدينة الناصرية تخطط لتنفيذ عمليات عسكرية واغتيال مسؤولين كبار في المحافظة بالتزامن مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك".
ويقول المواطنون أن "المعلومات الاستخبارية التي يتم تداولها في المدينة بناء على روايات عناصر في الأمن تشير إلى إن هذه الجماعة بدأت تجمع صفوفها من جديد، وهي تخطط حاليا لاغتيال مسؤولين بارزين في المحافظة".
وأشار مصدر أمني في الناصرية لوسائل إعلام محلية بأن عناصر الجماعة "أقاموا قبل أيام صلاة جامعة لهم في احد مساجد حي الإسكان الصناعي، مستغلين تجاهل القضاء العراقي لهم وعدم صدور مذكرات اعتقال ضدهم، رغم تبنيهم لما وصف بالفكر الإرهابي المنحرف الذي يدينون به وتورطهم بدماء ضباط الشرطة في المحافظة".
ولفت المصدر إلى أن جماعة اليماني "نجحت مؤخرا باستمالة احد ضباط الاستخبارات المكلفين بمراقبتهم، وأصبح الآن عنصرا قياديا في الجماعة ويتولى ادارة التنظيم العسكري لها"، مؤكداً أن "لدى قوات الأمن في المحافظة تعليمات مشددة بأخذ الحيطة والحذر وإحباط أي تحرك مشبوه منهم واعتقال من يضبط من عناصرهم، داعيا مجلس النواب والقضاء العراقي إلى حظر هذه الجماعة بشكل كلي".
وكشف عن إن "أربع من قيادات هذه الجماعة يقبعون حاليا في سجن الناصرية بانتظار تنفيذ أحكام الاعدام بحقهم لتورطهم بقتل ضباط من شرطة المحافظة، منتقدا تاخر رئاسة الجمهورية بالمصادقة على قرارات إعدامهم".
وأعرب قادة أمنيون عراقيون عن مخاوفهم من عودة جماعة المهدوية. مؤكدين أن تنظيم "اليماني بات يعمل كخلايا نائمة تظهر عندما تتوفر لها الفرصة الملائمة لذلك، لا سيما أنه يعتمد أسلوب العمل السري على عكس الكثير من التنظيمات المسلحة الأخرى". مضيفين أنه على الرغم من التشابه بين تسمية "جيش المهدي" و "المهدوية"، فإن هناك خلافاً عقائدياً واضحاً بين التنظيمين. فأتباع اليماني لا علاقة لهم بمرجعيات النجف، وهم لا يقلدون أحداً منهم، بل يعدونهم أئمة فساد وضلال على النقيض من التيار الصدري. ويتخذ أتباع اليماني من البصرة وكربلاء والنجف معاقل رئيسة لهم. وعلى رغم أن غالبية أتباع التيار هم من سكان القرى والبسطاء من الأهالي.
ويؤكدون أن التنظيم يشبه تنظيم "القاعدة" في أسلوب عمله، إذ أنه يختفي عندما يتعرض لضربات قوية ويظهر بعدما يستعد للمعركة المقبلة.
وجماعة اليماني هم مجموعة مهدوية منشقة عن التيار الصدري خاضت مواجهات دامية مع القوات الحكومية في عدد من المدن الجنوبية أبرزها البصرة والناصرية عام 2006 و 2007.. وكانت أبرز معاركهم تلك التي جرت في منطقة الزركة في كربلاء في يوم العاشر من عاشوراء، حيث قامت القوات العراقية حينها، مدعومة بقوات أمريكية خاصة، بقتل عدد كبير من اعضاء حركة اليماني التي رشح عنها أنها كانت تخطط لاغتيال كبار مراجع الشيعة والسيطرة على مراقد الأئمة في النجف وكربلاء.
ويقود المجموعة أحمد بن الحسن، الذي يلقب نفسه باليماني، ويدعي أنه مكلف بالتبشير بظهور المهدي المنتظر، وكان التيار الصدري ممثلاً بزعيمه السيد مقتدى الصدر اعتبروا مجموعة اليماني مجموعة "ضالة" فيما يدعو اليمانيون إلى المناظرة مع الأحزاب الإسلامية "واعتبروا عدم قبول أي طرف بها نوعا من الانتصار، كون الجميع لا يستطيعون الرد على ما يطرحونه، مما جعل حركتهم تتوسع لتضم اساتذة جامعيين واطباء ومثقفين في مختلف مدن العراق ولاسيما في بغداد والبصرة والكوت، فضلا عن النجف وكربلاء".