حينما قررت ان لا اضرب زوجتي


بعد اقل من ثلاثة اشهر على زواجي ولسبب تافه اخجل اليوم بعد مضي مايقرب من الربع قرن عليه من ان اذكر السبب لطمت زوجتي التي لازالت شابة عروسا بصفعات كادت ان تفقدها الوعي لولا تدخل البعض من العائلة ليخلصها من بين يدي 
لم اكن طيلة عمري الذي ناهز الخمسين ... عنيفا في تصرفاتي وافعالي ولم اشترك يوما في مشاجرة او عراك يحدث باﻻ-;-سلحة !!او باﻻ-;-يادي ...
كنت ومنذ طفولتي اتجنب ان اورط نفسي بهكذا مشاكل ليس لاني جبان او تنقصني الشجاعة فقد خبرت نفسي وخبرني اﻻ-;-خرون واعرف قدر نفسي كما يقال ... كانت هذه طبيعتي وفطرتي وربما كان ذلك مؤداه اني نشأت في دار المرحوم جدي وهو رجل عرف بالعلم والتشدد الديني ...وقد ورثت منه ومن اعمامي طباع المجتمع الذكوري الذي ترعرت فيه وكنت رغم ثقافتي وتعليمي وتربيتي الدينية ارى ان للرجل حقا مقدسا يملكه في تأديب (اناثه )
ظلت عادة ضرب زوجتي وغيرهن من ارحامي تلازمني سنين عديدة لم اكن فيهن اشعر بتانيب الضمير او الذنب بل كنت اعتقد ان ذلك الفعل امر مهم لضبط البيت والعائلة وضمان فرض سلطتي كزوج واخ وابن عم عليهن ...
وحينما كنت احيانا الطف خاطرهن لم يكن شعوري حينها بالذنب او بتأنيب الضمير بل هوشعور لايتعدى العطف بهن واﻻ-;-شفاق عليهن كونهن مخلوقات ضعيفة وبلا حيلة ...
لازلت مصرا ان تلك الحالة لم تكن عقدة نفسية او مرض اخلاقي بل هو تصرف كانت كل عوائلنا نحن ابناء الطبقة الشعبية مهما بلغت ثقافتنا وتعليمنا تعتبره فعلا مباحا يملكه الذكر مهما كبر او صغر عمره تجاه الانثى ... 
والحقيقة انني كنت وانا اقرأ او استمع الى الرواية التي وردت عن النبي (ص) في ذم فعل احد صحابته النجباء وهو مسجى شهيدا تغبطه امه فرحا بمنزلته التي رفعه الله اليها ليرد عليها نبينا اﻻ-;-كرم (ص) بان القبر سيضغطه (سيضمه ضما شديدا ) لانه سيء الخلق مع اهله ... لم اكن منتبها الى ما يعني نبينا محمد (ص)بسؤ الخلق مع اﻻ-;-هل وكنت اتصور في بالي كل شيء اﻻ-;-ظني بان ضرب الزوجة احدها ... 
كانت زوجتي كغيرها من النساء المسكينات صابرة محتسبة لما افعل وبالرغم من كونها سليلة احد مشايخ قبائل الجنوب الكبيرة (بنت شيوخ ) وعلى قدر جيد من التعليم والتدين اﻻ-;- انها كانت تتلقى صفعاتي باﻻ-;---;--نين والتأوه والبكاء .. 
نعم كانت احيانا ترفع يديها بوجهي لكن تلك اليد لم تكن ترتفع لتلطمني كما الطمها بل لتصد عن وجهها صفعاتي ولتحامي عن نفسها ضرباتي ... وكثيرا ماكانت تصرخ عاليا بوجهي لكن تلك الصرخات لم تكن سبابا وامتعاضا واعتراضا على فعلتي بل صراخ اﻻ-;---;--لم والتأوه واﻻ-;---;--هات من عظيم ما تحل بها يداي ... 
شاءت اﻻ-;---;--قدار بعد عدة سنوات من هذا الذي سردت ان يقوم جلاوزة النظام البعثي المباد باعتقالي نتيجة لنشاطي الديني والسياسي وسيق بي الى احد معتقلات اﻻ-;---;--من ... ومنذ لحظة دخولي الى تلك البناية المخيفة والمرعبة توالت على وجهي وجسدي العشرات بل المئات من الصفعات والضربات باليد والهراوات والفلقات ... 
كنت ارفع يدي بوجوههم لكني لم اكن ارفعها لارد عليهم ضرباتهم الصاع بالصاع بل كنت ارفع كلتا يدي لاصد بها ضرباتهم المؤلمة والبشعة وكنت افتح فمي واصرخ باعلى صوتي ... لكن صوتي هذا لم يكن شتما ولعنا لهم على مايفعلون بي وما يكيلونه لي من شتائم وسباب لاينطق به اﻻ-;---;-- اولاد الشوارع وابناء العاهرات بل كان صراخي بكاءا وعويلا والما 
. لم يكن ذلك اﻻ-;---;--لم الذي كنت اعانيه بسبب ضرباتهم وتعذيبهم لجسدي فحسب بل كنت اعتصر الما وغيضا لاني لا استطيع ان ارد عليهم الضربة بالضربة والشتم بالشتم والسباب بالسباب ...
تركت في روحي تلك المعاناة جرحا عميقا وحقدا دفينا والما نفسيا بشعا لازال الى اليوم يختلج في صدري غصة مؤلمة ..
 وحين كانت عصي البعثيين ونتانتهم تنهال على جسدي وكرامتي تعذيبا والما ..، كانت صورة زوجتي المسكينة وهي تتقي صفعاتي وضرباتي والدموع تملأ عينيها لا تفارق مخيلتي ..
.كم كنت وحشا بشعا ظالما وانا افعل بها ما فعلت !!
كم كانت تتعذب لان العرف والتقاليد والعيب منعها ان ترد على صفعتي بصفعة وعلى سبابها بسبابي . 
حينها قررت ان انقذني الله من انياب هذه الوحوش اﻻ-;---;--دمية ان اعتذر منها ومن كل انثى من ارحامي جرحت كرامتها مخالب رجولتي الزائفة ..
، وفعلا فعلت ذلك