بغداد تكاد تكون مدينة مغلقة إغلاقا تاما أمام جميع العراقيين الغلابة ، الذين يعانون من صعوبة بالغة ومعاناة هائلة ، للتحرك بين أطرافها وأحيائها براحة و حرية ، غير أنها مفتوحة تماما على مصرعيها أمام الإرهابيين القتلة ، الذين يصولون ويجولون في سياراتهم المفخخة وأحزمتهم الناسفة في جميع أرجائها ، ومن ثم يختارون بكل هدوء وتأن الأهداف التي يرمون تفجيرها أو تدميرها ليخلفوا وراءهم عشرات من الضحايا العزل و الأبرياء بين قتيل و جريح .. ومع إننا قد فقدنا حس الدهشة والاستغراب بسبب مهزلة الساسة والمسئولين الأمنيين ، وفشلهم المزمن والدائم أو تواطؤ بعض منهم مع القوى الإرهابية ، مع ذلك فأنه لأمر عجيب ومثير للشبهات والسخط فعلا ، أن تتمكن هذه القوى الإجرامية من تسريب أو إدخال عدة سيارات مفخخة من خلال مئات نقاط التفتيش والحواجز المرورية "المشددة ؟ " ( و أجهزة الكشف ــ السنار ــ للعطور المغشوشة فقط !! ) ومن ثم تفجيرها على التوالي أمام مقرات وزارات عدة ، وفي نفس اليوم أو الوقت المحدد تمهيدا للسيطرة عليها وجعل من رهائنها تسلية للتنكيل و التقتيل .. و أكثر مهزلة من ذلك ، أن تحدث مثل هذه العمليات الإرهابية الكبيرة بين وقت و أخر ، لا يفصل بينهما أكثر من اسبوع أو أسبوعين ، دون أن يعقب ذلك استقالة مسئول كبير اعترافا بفشله ، وبعدم اهليته ومهنيته .. بينما حادثة مرور طارئة كتصادم قطارات تؤدي إلى استقالة الوزير المسئول في حكومة تحترم نفسها و هيبتها.. ولكن لِم العتب أو الاستغراب ؟!.. أليس إنها مجرد قطرة خجل إذا .........
|