العراق تايمز: وكالات: احمد سعيد
(تجار الدين) مقولة تنطبق على من يدعي العلم او يتخذ من القرآن الكريم والدين الاسلامي اداة لتحقيق ارباح مادية وعلى حساب المواطن والذي من جانبه يتحمل مسؤولية كبيرة ايضا كونه يتخذ من هؤلاء المشعوذين سلاحا للوصول الى ما يريد مبتعدا عن حقيقة ان الله سبحانه وتعالى والذي بيده ملكوت كل شيء لايحتاج لواسطة، في الجزء الأول من الموضوع استطلعنا عددا من اراء المواطنين حول هذا الأمر وها نحن نغوص في الجزء الثاني في فضاء هؤلاء الذين يغفل عنهم القانون ممن يجدون دعما من بعض القنوات والاعلام دون اي رادع حقيقي لنخرج بالتالي :
الابتعاد عن الدين الإسلامي
اول المتحدثين عن هذا الموضوع كان المواطن اشرف جاسم والذي قال : بسم الله الرحمن الرحيم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) صدق الله العظيم، هذه الآية المباركة دليل قاطع على أن القرآن كلام الله عز وجل، لذلك وبكل تأكيد وكوني لا املك أن أحرم أشياء واحللها فكلمة حرام كلمة كبيرة جدا ولكن بناء على ذلك فأنا أقول ان من المكروه الذي قد يصل حد الحرمة هو استخدام القرآن الكريم من قبل بعض المشعوذين والسحرة في تحقيق مأرب ومصالح مادية كبيرة على حساب المواطن الساذج الذي يتواصل معهم، والكثير من أبناء مجتمعنا يقول’السحر موجود كونه مذكور بالقرآن، نعم تم ذكره لكن بتحذير وتحريم لممارسته فكيف لنا أن نساعدهم على هذه الأمور، نعم نحن نساعدهم دون وعي عندما ننجذب إلى تلك الأمور ونلجأ إلى السحرة وضاربي الحصى وقارئي الفنجان وغيرهم.
واضاف في حديثه: والطامة الكبرى هنا هي استخدام بعض القنوات الفضائية للكثير من تلك الشخصيات بعيدا عن ذكر الأسماء بعد أن وجدوا فيه ضالتهم بالترويج التي تدر عليهم أموال لا حصر لها، لكن لا عتب عليهم فمن منا لا يحب الكسب ولكن المشكلة الحقيقية فينا نحن بعد أن ابتعدنا عن ديننا وتعاليمه منضوين خلف هذه الخرافات التي اعادتنا قرونا الى الخلف بسبب الجهل الكبير في مجتمعنا وكذلك غياب القانون.
استغلال المواطن
الوقفة التالية كانت مع المواطن احمد يوسف والذي قال : الهدف من امور استخدام الدين والايات القرانية في غير مجراها هو استغلال الناس اصحاب العقول غير الناضجة وعقول الناس البسطاء، ومن المفروض ان يكون هنالك قانون يعاقب من يبتدع هكذا امور بعيدة عن الدين حالهم كحال جرائم غسيل الأموال او ابتزاز المواطن الفقير وانزال اشد العقوبات بحقهم. واضاف قائلا : لا اعتقد بأن هنالك فرقا بين السحرة والدجالين وبين من يتم اعتقالهم بموجب قانون النصب والاحتيال، ومن الضروري ايضا ايقاف بث بعض البرامج التي تبث على القنوات التي تدعم هؤلاء، وتحضر في ذهني قصة لبنت كانت متزوجة ومرت الأيام دون ان تنجب أطفالا لتحدث مشاكل بين الزوجين بسبب هذا الأمر، وبعد التحاليل الطبية تبين بأن السبب في الرجل في مسألة عدم الإنجاب، ليلتجأ اهل الرجل الى الشعوذة والسحر، وجاءوا بأحد الدجالين الذي اخبرهم بأن اهل الزوجة عملوا (سحرا) لأبنهم وبسببه توقفت قدرته على الأنجاب، وبسبب هذا الكلام تطلقت الزوجة دون اي ذنب سوى انصياع اهل الرجل لحديث دجال كان كل همه الحصول على المادة دون التفكير بمصير العائلة الذي تحطم.
قنينة عسل من المانيا بملايين الدنانير
ويشير عباس سلمان علي: شخصيا لااؤمن بهذه الممارسات التي يتم القيام بها باسم الدين باستغلال واستغفال الناس البسطاء الذين يعانون من بعض الامراض وضنك العيش والعنوسة بالنسبة للنساء فضلا عن المشاكل الاجتماعية الاخرى نتيجة للمستوى الاقتصادي المتدني والبطالة ولذلك يلجاون لفتاحي الفال ومستغلي الآيات القرآنية عسى ولعل يجدون مخرجا ومتنفسا لما يمرون به.. واذكر انه في مرة من المرات زارنا اقارب لنا وطلبوا مني ان ارافقهم لاحد هؤلاء الذي يدعي انه يشفي بالقران الكريم وفعلا ذهبت معهم ورايت المكان غاصا بالناس حتى ان بعضهم يدعي انه جاء من احدى دول الجوار ويتكلم بلغة اجنبية وعندما جاء دورنا وذلك بعد انتظار استمر لعدة ساعات تم الكشف على اصحابنا من قبل صاحب المكان، واخذ الخيرة وفتح الحجر والمندل لمدة عشر دقائق تقريبا تبين ان الحالة (حسب قوله طبعا) تحتاج الى قنينة عسل تم قراءة ايات قرانية معينة عليها بسعر ثلاثة ملايين دينار وعند الاستفسار عن هذا السعر المرتفع قال انه سعر زهيد اذا ان بعض قناني العسل يصل سعرها الى 15 مليون دينار لانه مستخلص من خلايا نحل توجد في مزارع خاصة في المانيا ويحصل عليها بصعوبة!!
فضائيات غبية بامتياز وفنانون ساهموا بالترويج
يحلو للبعض من الاعلاميين والاكاديميين او البعض من تلك فئة من الفنانين ان ينظروا في قنوات الاعلام الفضائية عن اهمية السحر والشعوذة وقراءة الكف والفنجان وضرب الودع، بمسلمات مفبركة ما انزل الله بها من سلطان، ضمن كلان غير واع وغير مسند لا للقرآن ولا للسنة النبوية الشريفة. هل تصدق عزيزي القارئ الكريم يا من قرأت كتاب الله العظيم او اطلعت على احاديث رسول الله، او تفقهت بما تفقه به عظماء الاسلام من الشارحين والدارسين لكتاب الله واحاديث الرسول، ان ياتينا احد الفنانين الاقزام من الذين ما زالوا يحسبون على مخلفات المسرح التجاري السابق، ليتحدث امام المعمورة عن الشباب الرافضين للزواج المبكر تحت شهارات (الانحراف) الجنسي او الاستكفاء بالعادة السرية. ثم يختتم قوله بآية ملفقة من كتاب الله العظيم منطوقها: (ان الذين ينكحون انفسهم سرا بشرهم بعذاب اليم) ثم يختتم كلامه الذي قد تصدقه بعض الفضائيات الغبية ما اكثرها. (هذا هو ما قاله القرآن الكريم في بعض ايات البيانات).
والسؤال الملح ازاء هذا التلفيق الكافر في البعض من الفضائيات الغبية التي تروج لمثل الهرطقات: - اين هي الرسالة الاعلامية المضادة في بث هذه البرامج او التصدي/ مثل هذه التعليقات، انها مسألة ضمير ولاشك لقد نبهنا الرسول الاعظم (ص) حول هؤلاء الدجالين، قائلا في حديثه المسند الشهير: (كذب المنجمون ولو صدقوا). ولهذا اننا نحذر من منبر (الاتحاد) هذه الفئة الباغية عن الاسلام من فضائيات واكاديميين واعلاميين وفنانين ونحذر ايضا البعض من القوى الامنية التي خضعت لجبروتهم بفعل الطائفية المقتية، او بفعل ما يتدفق على الاثنين معا من اموال غير شريفة، قد لا تضاخيها اموال الربا او السحن الحرام، مع ترصدنا الكامل مع جميع العراقيين المتنورين لهذه الفئة الباغية عن دنينا الاسلامي الحنيف بل نوعدهم بسوء الفضيحة والعاقبة، او بأي منقلب سوف ينقلبون..!!
مشاكل الزواج
المواطنة ( س – ع ) تحدثت عن موضوع تأخرها لغاية الآن في الزواج رغم بلوغها ما يقارب الثانية والثلاثين من عمرها قائلة : بصراحة تأخري في الزواج سبب لي العديد من المشاكل مع الأهل والصديقات بسبب كبر عمري وزواج من هن اصغر مني، لذلك كان الجميع يضغط علي من اجل الذهاب الى بعض من يدعون المعرفة بالغيب للاستعانة في جلب الحظ والرزق حسب قولهم، وبعد ممانعة طويلة مني استجبت لرغباتهم، وذهبت الى البعض، وعملوا لي العديد من الاعمال والتي لم تجد نفعا. واضافت : هذا الأمر اكد للجميع بأن كلمة الله هي العليا، وان الباري عز وجل هو من يقسم الارزاق وليس بنو البشر، وقد اقتنع الجميع بذلك، بعد ان فشل السحرة في فك العقدة، لذلك انا احمد الله على نعمته، وامور الزواج هي قسمة بيد الخالق ومن استعان بغير الله فقد ذل.
تفشي اليأس وضعف الإيمان
يقول الشيخ مهدي الساعدي : ظهرت بالفترة الاخيرة شخصيات تزعم قدرتها على إقنااع الرجال والنساء والفتيات للذين يدفعوا تكاليف تلك الاعمال السحرية بعد إحضار كافة المعلومات عن المرأة او الرجل المراد إيقاعه.. أو تفريقهم عن ازواجهم أو السيطرة عليهم والتلاعب بهم وكان يقوم بالعديد من أعمال السحر والشعوذة بهدف جمع المال بكل الوسائل مرة بإيهام بعض ضعاف الدين والعقول لزيادة ثرواتهم.. وتمكينهم من النجاح في أعمالهم.. ومرة بالضحك على بعض المخدوعين بأن يساعدوهم في الحصول على الحظوة والمكانة في المجتمع.. وكذلك عمل السحر للبعض بهدف الأضرار بآخرين يكرهونهم.. او يريدون الانتقام منهم وهذه تكثر في المناطق الفقيرة وبعض الاحيان عند بعض المثقفين ( وان العلة هي بالناس أنفسهم ) ولهذا يتأثرون بشكل كبير وينقادون الى هؤلاء المشعوذين والسحرة.
وزاد: أن لجوء الناس الى السحر لتفشي القنوت واليأس وضعف الايمان حيث ان الاعمال التي ذكرتها في زمن الأنبياء خصوصا في زمن النبي محمد (ص) حيث مرت البشرية في تلك الحقبة في دوامات عديدة حتى كملت واستطاعت على ولادتها دون معجزة واللجوء إلى السبب المسبب في زمن النبي محمد (ص) وقد جاء موسى (ع) بالعصا واليد البيضاء كآيتين لقومه حيث كانوا في ذلك الوقت يعظموا السحر ويعملونه وهكذا بقية الأنبياء حتى مجيء نبينا محمد (ص) دون معجزة تذكر، فضلا عن تعامله مع البشرية تعامل الإنسان للإنسان دون ان يظهر القوى الخفية التي تعمد بالإنسان وتخفيه، وهكذا عمل من بعده الأئمة الطاهرون أماما بعد أمام مشيرا الى ان كل ما يقال ويعرض على التلفاز وما يفعله الذين يستخدون الايات للعلاج ما هو الا دجل وخال من الصدق وان الله تعالى هو يقسم الارزاق وهو يضع الانسان من حال الى حال و يوجد سحر او غير ذلك.
ثمرات مرة
وتحدث استاذ علم النفس موفق الخفاجي قائلا : يعد الذهاب إلى من يمارس اعمال الغيب ويدعي العلم بها او الدين من قبل الناس امرا خطيراً لم يجن البشر من ورائه الا ثمرات مرة، فقد سقط الكثير من الضحايا في شباك أولئك السحرة والمشعوذين وتنوع الضحايا، فهناك ضحايا في العقيدة والدين وهناك ضحايا في الأعراض وهناك ضحايا في الأنفس وهناك ضحايا في الأموال!وكان المؤمل ان يكتشف البشر في عصرنا الحاضر ضلال أولئك السحرة فينبذوا دجلهم وباطلهم، بعد ان بلغنا في هذا العصر مكانة متقدمة في العلم، ولكن انّى للعلم المادي ان يكتشف حقيقة الدجل و الدجالين، حيث ان القانون وضع مادة قانونية تحد من هذه الظواهر التي تريد تدمير بناء المجتمع والمادة القانونية أشارت بالحبس اكثر من سنة لهؤلاء الكهان الذين يحتالون على الناس. واضاف قائلا: ان المواطنين هم الذين تستروا على هؤلاء المشعوذين من جميع الجهات في المجتمع لاقتناعهم بأنهم منقذ لمشاكلهم النفسية والاجتماعية، هنا مهمتنا لم تنته بعد بل هناك مهمة ثانية مع هؤلاء للكشف عن شبكات تدعم من بعض الشخصيات التي تدعي المثاليات من أجل تنفيذ مصالحها الشخصية والحصول على الأموال، و كل الشخصيات المذكورة حقيقية وليست من نسج الخيال ولم تعرض صورهم لأنهم قد يقتلون من جهات سوف نفصح عنهم في التحقيق الثاني الذي يسلط الضوء على هذه الشبكات التي تتزايد في مجتمعنا ضمن ظواهر تظهر وظواهر تختفي تحت سطح الماء والمارد يظهر كل يوم ليحطم الاسر العراقية ويقتل في ظل غياب حقيقي للقانون والدين في العراق.
لنا رأي
مما سبق يتبين لنا بأن من يستعين بأعمال الدجل يعتبر بعيدا جدا عن الدين الحقيقي والإسلام، اما بالنسبة لتأخر الزواج او البطالة او ما شابه فهي أمور تتوقف على حال البلد الاقتصادي والسياسي، بدليل انعدامها في الدول المستقرة امنيا واقتصاديا، لذلك من الواجب ان يعمل الجميع وبالتحديد من يقف على رأس الهرم في كل منزل بابعاد عائلته وبالتحديد النساء عن هذه الأمور، كونها فتنة كبيرة تسببت في هدم العديد من البيوت التي كانت عامرة قبل ان يدخلها السحر والشعوذة.
|