بعدما استسلمت اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالميه الثانيه ، بعد ضرب
مدنها هيروشيما ونكازاكي بالقنابل الذريه . خسرت الكثير لكنها لم تستلم
لليأس . قام امبراطور اليابان بجمع صفوه مختاره من كافة الشرائح.
مهندسين, رجال اعمال, مفكرين , مثقفين, علماء , وناقش معهم الهزيمه
والدمار الذي حل ببلدهم , خسرنا حرب ، لكن يجب ان لا نخسر بلدنا ، يجب ان ننظر الى المستقبل بثقه ونترك التفكير بالحرب ونتجه للبناء وتنشئة جيل جديد مسلح بالعلم يعيد لنا ما خسرناه ، يحملون على اكتافهم مهمة بناء يابان جديده . قال المجتمعون فلنبدأ بالتعليم.
قال لهم الامبراطور ما هو المرتب المجزي الذي يجب ان نعطيه للمعلم ؟.
لكي يبني لنا جيلًا جديداً سلاحهُ العلم والبناء وليس الحروب . اقترح الحاضرون
مبلغا يساوي (200) دولار وكان المبلغ في ذلك الوقت كبيرا على دولة افقدتها الحرب مواردها وبناها التحتية ومصانعها .
قرر الامبراطور جعل المبلغ ما يساوي (500) دولار .اتفقوا على ذلك وانتهى الاجتماع ومضى كلُ لعملهِ ..
بدأت فوراً الماكنه اليابانيه تسير بالاتجاه المحدد ، وبسنين قليله تخرجت
كوادر حملت مسؤوليةا البناء والاعمار .. في العام 1964 كانت اليابان
مكاناً لدورة (طوكيو الاولمبيه) ، التي تحتاج لملاعب ، وفنادق ، وشوارع ، وبنى تحتية كالاتصالات , ومدن لاقامة اللاعبين ومواصلات , صنعوا المعجزات وفاجأوا العالم.
وكانت دورة طوكيو من انجح الدورات .
في سبعينات القرن الماضي زار العراق الشيخ زايد (رحمه الله) ، كان
حلمه ان يجعل ابو ظبي مثل بغداد . المفارقه ان الامارات يضرب بها
المثل الان في البناء والتقدم (وليس زرق ورق ) كما قال عبعوب .
عجزن عن بناء ملعب كرة قدم غير ملعب الشعب الذي بناه كولبنكيان في العام 1969 والذي امر الزعيم الخالد ببنائه .
منذ 6 سنوات الى الان ، ونحن عاجزون عن اكمال مدينة البصره الرياضيه
لأستضافة بطولة الخليج العربي ( التافهه ) ...
قبل ثلاث اعوام ضرب تسونامي مدمر بعض مدن اليابان شاهدنا انهيار الجسور ,
والطرقات وخراب منطقة بكاملها ، جرفت المياه بطريقها كل شئ
تألمنا كثيراً لما حدث لأننا بشر وانهم (نظراء لنا في الخلق)، كما قال الامام
علي (ع)) . قلنا عسى ان يجعل الله من تسونامي اليابان
عبره ودليلاً حياً لقادة بلدنا ونحن الان ببداية مرحله وعهد جديد لبناء
العراق . لكن ؛؛ ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .
ماتحطم هناك اعاده اليابانيون بأقل من سنتين احسن وافضل
من الماضي ، المدن والجسور والبنى والشوراع عادت اكثر بهاءاً
ووفق احدث التصاميم . هكذا بنى اليابانيون انفسهم ثم وطنهم
واصبحت كلمة (صنع في اليابان) تعني الثقة الكبرى في عالم الصناعات
والالكترونيات كافه , كل ذلك لم يأتي اعتباطاً او منةً من احد ، بل
جاء من حكام وقاده وشعب يحب العمل والنظام والقانون ، لا يؤمنون في
الاديان السماوية ، وقسم كبير منهم لا يعرف حتى الله تعالى , لكنهم صادقون وناجحون ومثاليون وبناة اوطان .
نسأل الله تعالى ان يضرب الساسة في المنطقة الخضراء زلزالا مدمرا لا يبقي ولا يذر , عدى الخيرين منهم , ونراها اثرا بعد عين ، و لا يبقي فيها (حجر على حجر) كما تمنى وكتب احد الكويتيين على العراق.
علنا نرى انفسنا امام واقع جديد ،لا حكام بائسون فيه ولا سياسيون جهله
ولا محاصصه ولا انتخابات تفرز نوابا فاسدين ، وفضائيين.
لنبدأ عهدا جديداً نرفض فيه كل المسميات التي قسمتنا ودستورا ملغوما يفسره الفرقاء كما يشتهون .
وديمقراطيتنا مخطط لها ان لا تلد نظاما قويا ، وولدت محاصصة تحمي الفاسدين وتفرخ الالاف من المستشارين والوكلاء والمدراء والدرجات الخاصه والعامه ، وقاده اصليون ودمج.
وموظفون وهميون ،وسفراء يعملون لكتلهم ومكوناتهم ولا دخل لهم بحكومة مركزية او بالعراق الواحد ، ورجال دين من كل الاطياف تركوا الله والدين ونسوا تأريخ عوائلهم واخذوا يتعاطون السياسيه برياءٍ واضح . طغت عليهم الماده على الاخلاق ،والمنافع على المحبه والقيم , وطغى عندهم الكذب على الصدق ..
نتمنى ان يكون الدمار قد لحق بكل هولاء وعند فراغ الساحه نتوجه
الى الله تعالى عسى ان يرزقنا بعراقيه اصيله وكريمه كما هي المرحومه
( كيفيه ) وتلد لنا ابناً باراً وزعيماً خالداً لهذا الشعب الجريح كما هو
الشهيد البطل الزعيم عبد الكريم قاسم (رحمه الله ) ليكمل المسيره الوطنيه والتي بدأها الزعيم بحملة الاسكان وتوزيع الدور والاراضي والتي طالت اغلب الفقراء . ويجدد لنا بعض ما شيده وينفذ بعض ما لم يتمكن من اكماله بعدما غدر العربيون فيه مثل ميناء الفاو ومدن عصرية لفقراء العراق ومتنزهات وشوارع .. هذه امنيات نتمكن من تحقيقها بعدما نكنس في الانتخابات القادمة كل المسميات التي اسهمت بتدمير العراق وسرقته وهذه الامنيات ليست بعيده عن ارادة الله
(عز وجل) عموماً فالشعب العراقي قنوع وصبور ولا يعرف الدلال
وقد زادته الحروب والمحن والازمات قناعه وامل في المستقبل ,,
طلباته بسيطه فهو لا يريد الترف صعب التحقيق ، ولا يريد
استغلال النفوذ وسوء الاداره والمحسوبيه واللصوصية ,وينبذ الاشخاص
الذين يبحثون عن مصالح وامجاد زائفه ، ولايريد من يدعون انهم خدام الشعب يعلقون اليافطات, لكنهم لا يخدمون الا انفسهم ، ويكره العراقيون تداول كلمات مثل ( وين مالاتنه ,, صورني واني ما ادري ، احسب حسابنه ) العراقيون بعد كل هذا يريدون الستر والامان
|