وداعاً زارع الورد .. وداعاً ياصديقي صادق حسن ..!


من بين مهن كثيرة اختار زراعة الورد , في توقيت أعتقد الجميع أنه غير مناسب وسط موجات القتل والخراب التي عمت البلاد وألبستها جلباب السواد ومازالت منذُ سقوط الدكتاتورية ، وعمل بصمت وأجتهاد ليزرع ألوان الفرح ويبث البهجة في دواخلنا ونحن نزوره في ( مشتله ) الجميل كجمال روحه ، في مدخل شارع الناصرية الرمز ( الحبوبي ) ، كأن أختيار المكان جاء بقصد تكريم فكرته الصادقة ، مع أنه لم يكن له شأن بأختياره .
ولأن الزراعة ( أصل الحياة ) ، ولأن ( صادق ) يحبُ الحياة ، فقد كافأته المهنة التي أختارها ، بالنجاح في جميع أعماله المنجزه في دور خاصه ، أو لدوائر ومؤسسات حكومية ، بعيداً عن الكسب غير المشروع الذي تكتض به لوحة المشاريع الفاشلة التي باتت العنوان الأبرز في جميع مدن العراق ، وأستطاع تثبيت بصماته النوعية التي أنجزها دون أن يتعرض لأتهام من أصحابها بأي تقصير أو تحايل في التوقيت والنوعية ، وكان سعيداً باستعراض بعض منها خلال لقاءاتنا السنوية به أثناء زياراتنا للعراق ، دون رتوش ومزوقات وبطولات زائفه يعتمدها غيره .
صديقي ( زارع الورد ) المغادر مبكراُ بحادثة سير على الطريق الرابط بين ( الناصرية والسماوة ) ، ذهب شهيداً لمافيات الفساد التي تقودها مراكز النفوذ في المنطقة الخضراء منذُ سقوط الدكتاتورية القذرة ، والتي لم يهتم أسيادها والقائمون عليها بنتائج ( الفساد ) الضاربة بقوة خواصر العراقيين , هذا الصديق الجميل هو مواطن عراقي اجتهد لتصحيح مسار الساسة الذين أثقلونا بأخطائهم , وسيبقى رمزاً مضافاً لرموزنا النوعية التي تعرفها قيادات الأحزاب المتمكنة من سلطة القرار في ( منطقة الشؤم ) المنطقة الخضراء ، لأنه واحد من ضحاياهم العزيزة علينا ، ونحن نعرف أنه لايشكل الا رقماً مضاف لعموم ضحايا العراقيين !.
قد يدافع ( ذيل للسلطة ) عن السبب في فقدنا لـ ( لزارع الورد ) حبيبنا الصادق ( صادق حسن ) ، بتخريجات قدرية عقيمة ، لكننا نرد عليه بقوة ولانوارب له ولأسياده ، بأن الشهيد كان ضحية مضافة لقوائم طويلة تسبب بطولها أسياده ، ليس لأن الشهيد كان ضحية حادث طريق فقط ، لكن لأن أساليب وطرق فقدان الشعب العراقي لأبنائه مسؤول عنها القادة القابعين في منطقة الفساد النوعي ، المنطقة الخضراء .
دعني أكتفي ياصديقي بهذا الذي أعلنته في مرثية وداعك ، وأنت العارف بأن خزيننا معاً اكبر منه أيها النبيل .
أُودعك بألم وأختناق لن أنساه ، وسأبقى أميناً على وديعتك الوطنية والانسانية في ضميري !
وداعاً ياصديقي الجميل صادق ، وداعاً يازارع الود ، وداعاً أيها النبيل